يا وطني البعيدِ
يا واهبَ الحياةِ
وراهبَ الموتِ
في زمنِ الدجلِ.
سلاطينُ هذا الزمان
كبلوكَ بضلالهِم
بلا خجلٍ
باعوا الشرفَ والضميرَ
وجعلوَك بحراً من الاحزانِ
حللوا قتل الابرياء على الهوية
وحرموا اناشيد فيروز في الصباح
مزقوا قواميسَ العدلِ
وصلبوا الحقَ على الابوابِ
انتشروا مثلَّ الذئابِ
في كل الطرقاتِ
نصبوا خيامَ طغيانِهم
في كلِ الحاراتِ
استباحوا ضفاف انهارِك
وهدموا الكنائسَ وبيوتَ اللهِ
صلبوا عصافيرَ الطفولةِ
على أغصانِ الشجرِ
سرقوا خبزَ الشعبِ
ورموه في دُجى الحرمانِ
ومستنقعاتِ الاسى والكدرِ
شردوا فراشاتِ الربيعِ
فتثائبَ في اجنحتِها الضجرُ.
يا وطني البعيد
رأيتُ طيفَك
في جنانِ احلامي
لمحتُ وجهَكَ
مبتسماً معطراً بالجمالِ
لمحتُ الشمسَ تُشرقُ في جسدِكَ
رغمَ غيومِ الحرائقِ والدخانِ.
فصبراً ثم صبراً
غداً ستُزلزلُ الارضُ زلزالُها
ثمَ تخرجُ باثقالِها
وسياتي زمانٌ ليسَ فيهِ
غدرٌ ولا خداعٌ ولا دجلُ.
فيرفعُ النخيلُ هاماتَهُ
عاليةً
لترجعُ النوارسُ ..
تعانقُ النقاءَ.
*****
بلغراد – صربيا
17.01.2013