في عام 2006 اشترى ولدي سيارة بيكب ( رقمها منفست ) قبل استشهاده على يد عصابات الغدر والجريمة التي لازالت تنمو وتفرخ يوما بعد يوم ( وبغطاء حكومي حزبي حاكم ) ولا احد يردعها وهي تستفيد من الانفلات الامني والفوضى وغياب القانون بحيث اصبحت تحارب المواطن الفقير الكادح بقوت يومه ولقمة عيش اطفاله بدون خوف او خجل وعلانية ( على عينك يا تاجر ) ..
وبعد عشرة سنوات تذكرت حكومة المحاصصة الطائفية القذرة ..ان الارهاب يفجر 10 -20 سيارة ولا احد يعرف صاحبها ..فاصدروا اوامرهم لترقيمها اصوليا ..فاعطوا الفرصة لكل حرامي ومرتشي وفاسد في دوائر الكمارك وشرطة المرور ودوائر ضريبة الدخل ان يمتصوا بالابتزاز المواطن المسكين (وباسم قوانينهم الحقيرة ) سواء بالروتين والتاخيروالبيروقراطية ومضاعفة التخمينات الضريبية الى درجة يضطرالمسكين ...الى ان يلجأ الى معقبي المعاملات ودفع الرشاوي لتقليل الاضرار والخسائر التي تلحق به الى اقل ما يمكن ..اي يطبق المثل العراقي ( ادفعها بكصبة ولا تدفعها بمردي )
ولانهاء معاملة سيارة ولدي الشهيد وهي بيكب موديل 2000 ومقلوبة ( متضررة ) اضطررنا لدفع 1000 دولار (اي ما يعادل مليون و200الف دينار ) لتخليص المعاملة من الكمرك والمرور ..
ولكي يشد لها الرقم يجب جلب براءة ذمة للمالك الاصلي من مديرية ضريبة الشعب لانه يسكن هناك ..وبما ان عصابة المخمنين في هذه الدائرة الملعونة من مصاصي دماء المواطنين وعلانية وللاسف هذه ظاهرة تشاهدها في كل دوائر حكومة الفساد والمفسدين ..
اولا طلبت الموظفة 50 الف دينار لكي تساعدنا وتاخذ المعاملة لبيتها لانجازها وبعد العملة والتوسل والوعد باكرامية مجزية بعد انجاز المعاملة لها ولكل من له علاقة بالضريبة ..قبلت ب25 الف دينار ( هاي كانت تعتبر دهن سير والدفعة الاولى لفتح الشهية وتاكيد اننا مستعدون للدفع ) وبعد ثلاثة ايام ...اعلمتنا ان الرسم الواجب دفعه ثلاثة ملايين و650 الف دينار ..وومع التذكير اننا اذا دفعنا المقسوم سيخفظ هذا الرقم الى النص مثلا ..
وعندما اخبرني ولدي بهذه الارقام وان السيارة لو بيعت فلن تسد هذا الرقم ... وكعادتي التي تربيت عليها ( عمري 75 سنة ) لا اقبل بالظلم ولن اركع لظالم حتى دفعت حياتي ثمنا للدفاع عن الحق ..وحتى لو احرقت السيارة تحاملت على نفسي وذهبت لدائرة الشؤوم الضريبي في الشعب ..(حي اور )
المهم لاحظت ان المراجعين والدلالين المعقبين في البناية يذكروني بهرجة سوق هرج ايام زمان ..ووبالرغم من عدم بقائي لفترة طويلة لفت نظري رجل وهو يتحدث بالم وحسرة الى درجة البكاء لان الضريبة المطلوبه منه على اللوري 6 ملايين دينار ..وهو مهتوك ومطلوب واللوري خربان ...
المهم دخلت على الموظفة الديكتاتور (وكانها ملك الموت) التي وضعت امامها على المنضدة عشرات الاضابير الحزينة ..واول ما رأت صاحبي وكانها مكوكة ...انتو جيتوا على معاملة فلان .. هاكم اياها ...وحاولت مناقشتها .. ولكنها وبكل صلافة ..هاي اضبارتكم ووين ماتريدون روحوا.. وسلمت الاضبارة الى الشاب مالك السيارة الذي لايقل عنها شيطنة لان الكل كانت تسلم عليه وتناديه (بالسيد )بالرغم من صغر سنه ..وكانه زبون دائم في هذه الدائرة ..السيئة الصيت والسمعة ..
وهنا وصلت الى قناعة ..ان (الخيسة والجيفة) في الدوائر الحكومية وموظفيها تجاوزت كل حدود المعقول والمقبول وسلام الله على ايام زمان عندما كانت الرشوة تؤخذ بالخوف والفزة ..
فالتفت الى الشاب (السيد )وقلت له ..ولدي انت تعرف قصة السيارة واننا اكملنا معاملة السيارة وهي باسمك واننا لانملك مبلغ الضريبة ..فخذ السيارة وعوضنا عن ثمنها بما يرضي الله ورسوله ..عندها قال اعطيكم الالف دولار التي دفعتوها للمعقب لتبديل الرقم بالمرور .. واخذ السيارة ..
وعندها ولكي لا استفزه والسيارة لازالت باسمه ..رجوته ان يؤجل الموضوع للمناقشة ..وفي قرارة نفسي كنت اتمنى لو عندي امكانية تفخيخ السيارة وتفجيرها ضد المرتشين والفاسدين من موظفي الحكومة ولاسيما ضريبة الشعب ..الذين افسدوا حياتنا وكل شيء حلوا توقعناه ..
وانا اقول للاستاذ المالكي ولحزب الدعوة الحاكم ولمن يرعاهم ويساعدهم من الايرانين والامريكان ..انتم تريدون محاربة الارهاب العالمي على ارض العراق عليكم اولا بمحاربة الارهاب في داركم ...أبدؤا بتنظيف الحكومة وكل دوائرها من الفاسدين والمرتشين والا لن تتمكنوا من ايقاف التفجيرات اليومية او ملاحقة داعش ..مادام الموظف فاسد والمسؤول مرتشي ..والمواطن مسكين ومظلوم ..العراقيين اليوم وفي كل محافظات القطر مظلومين ومهمشين وليس كما يروج الطائفيون في الانبار والفلوجة ..او الاعلام في الحكومة واحزابها الحاكمة ..نحن الفقراء من الاغلبية العظمى والصامتة والتي تدفع الثمن من ابناءها كضحايا للارهاب ومن الشعب كلنا مهمشين وليس طائفة واحدة كما يصورها البعض واهالي الانبار والفلوجة وبقية المحافظات ليسوا ارهابيين وليسوا من عشاق داعش وانما مظلومين مثلنا ... هم شجعان ونحن الجبناء .. هم يصرخون ونحن خانعين ساكتين ..فدولة القانون غيبت القانون ..وقادة حزب الدعوة اساؤوا واستغلوا فكر الدعوة ونهج ال البيت الاطهار والمنتجبين ..واقولها وبصراحة وبلا خوف من احد ...سياتي يوم وربما قريب سيلاحق كل منتسبي الاحزاب الدينية الحاكمة اليوم وفي مقدمتهم اعضاء حزب الدعوة وسيطبق عليهم قانون مشابه لقانون اجتثاث البعث بسبب مانعانيه اليوم من اهمال ومضايقات في كل جوانب الحياة الخدمية والامنية والمعاشية ..
فالظلم عم والفساد استشرى وخوف الله تلاشى بين المسؤولين الحكوميين ...فاتقوا الله فينا وبعوائلنا وباطفالنا وبالارامل والثكالى والايتام ..فثقوا بالله سيأتيكم يوم لاينفع فيه مال ولا بنون وتصبحون على ما فعلتم نادمين ياوزراء ويانواب ويا حزبيين..ويامسؤولين ..فما تسمونه اليوم بالارهاب سيزداد اكثر واكثر مادام لاتوجد قوانين وعقوبات تردع الفاسدين وتذكروا مقولة اهلنا ( من امن العقاب اساء الادب ) ..
لماذا لا تعيدوا وتفعلوا شعبة الامن الاقتصادي في الامن العامة التي كانت موجودة قبل لعنة بريمرالمعروفة .. كي تلاحق الفاسدين والمرتشين لان هؤلاء هم الارهابيين الحقيقين وهم الذين يدفعون المواطن الفقير للانظمام او التطوع بالارهاب او مساعدتهم او التستر على الارهاب وجرائمهم ..
هل تصدقون ان الحكومة الفاسدة ترفع الضرائب عن الاجنبي بحجة تشجيع النهب عن طريق الاسثمار الذي ثبت للمواطن غشه وكذبه او كما يعجب البعض تسميته بالاستحمار وبنفس الوقت يرهقون كاهل المواطن الفقير بالضرائب .. ومن لم يصدق ذلك فليقرأ الرابط التالي ..
http://www.zawya.com/ar/story/العراق_أكثر_الدول_خلوا_من_الازدواج_الضريبي-ZAWYA20140121074321?utm_source=zawya&utm_medium=web&utm_content=ar-editors-pick&utm_campaign=story/
اناشد كل مسؤول عراقي وطني وشريف لذهب بنفسه او يرسل احدا وليراجع اية دائرة حكومية لها علاقة بالمواطن ليشاهد بعينيه الفساد المالي والاداري والاخلاقي ..فكيف ستحاربون داعش واخواتها وهم يدعون انهم ينشرون العدل الشريعة الاسلامية وانت تنشرون الظلم والاستغلال والفساد وايضا بذريعة الاسلام ؟؟؟..كيف انا لاافهم هذه المعادلة المأساوية ..؟؟؟؟؟؟
انقذونا ياشرفاء القوم من مخمني الضرائب والكمارك وشرطة المرور .. ومن كل فاسد وليرحمكم الله ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ..