ننتظر ديمقراطية دولة صغيرة هانئة كما في الكويت ..
ننتظر نزاهة وكفاءة ...لكي تنجح التجربة
ننتظر الخلاص من حكم الجبابرة الفاشلين من ساسة بغداد
نعم ننتظر الخلاص..
معلوماتي الجغرافية محدودة لان اخرة مرة درست فيها الجغرافية كانت في الرابع الاعدادي ، لكن كوكل يخبرنا ان تعداد سكانها تقريبا ثلاثة ملايين وربع عام 2012 ومساحة اكبر بقليل من ١-;-٩-;- كيلو متر مربع ، اما الكويت فمساحتها اقل بواحد كيلو متر مربع من مساحة البصرة ، وسكانها عدد مقارب ايضا ثلاثة ملايين ..البصرة اكثر منها بحوالي ربع مليون.
ما اتمنى ان اراه في فيدرالية البصرة هو انتعاش اقتصادي وعاصمة سياحية كما في كردستان وبلد هادئ ومثالي في ديمقراطيته كما في الكويت التي مارست الديمقراطية فعليا وليس فقط بالتسمية على وسائل الاعلام ، قضية الظلم الوحيدة التي سمعتها هي موضوع البدون ، في رأيي البلدان الصغيرة بامكانها ممارسة حريات اكبر كما في اثينا القديمة ، لذلك يتم تفويض السلطات في الفيدرالية الى حكومات اصغر ، وكل ولاية حسب مواردها الاقتصادية بالدرجة الاساس تستطيع ان تقيم حكما مستقلا.
وكما نعرف كانت البصرة مقبرة ابناء الجنوب في حروب هدام المتعددة ، وكل خيراتها تعود لغيرها ، اول مرة زرت البصرة كانت في التسعينات حين تم قبولي للدراسة في كلية الهندسة جامعة البصرة ، وتعجبت لانني رأيت في التلفاز شارع جميل يمثل البصرة ، الظاهر العشار ، لكن حين دخلتها كان يجب ان ادرس في الكرمة وهي مدينة ريفية ، والدراسة في الجامعة كانت مقرفة جدا ، والبصرة كانت كأنها ثكنة عسكرية ، لم اذهب فيها لابعد من الجزائر والعباسية والعشار ، لكني قضيت ليلة في بيت صديقة في الكرمة كنت اظنني اسكن الريف ، وهو ليس مكاني المفضل ، لانني اعتدت السكن في المدينة ، لكن ايضا الكرمة يجب ان تكون مدينة متكاملة وعصرية كغيرها.
بالنسبة الى العمارة والسماوة ومصيرهن حين تقوم فيدرالية البصرة ، يفترض ان يكون الجنوب دولة لوحده في رأيي ، من المؤسف عدم ضم العمارة في الفيدرالية الجنوبية ، وانا لا افهم كيف تكون هنالك فيدرالية اذا كنا سنحتفظ بنظام المحافظات الحالي، يعني هل ستكون للعمارة فيدرالية لوحدها ايضا؟ اي فقط استقلال نظامها سياسيا واقتصاديا عن حكومة المركز؟ هل سيكون هذا هو التغيير الوحيد؟
هذه اسئلة تراود ذهن القارئ حين يسمع بموضوع الفيدرالية ، شخصيا حين يسألني الناس في خارج القطر من اي بلد انت ؟ اقول من جنوب العراق ، وحين يحددون مكانا معينا اقول من مدينة العمارة تبعد ساعتين عن البصرة بالسيارة او اقول انني من البصرة واخلص!
ملخص الكلام ...نريد فيدرالية خالية من العيوب ، وليست ديمقراطية الفوضى التي عاشها العراق واكلت الاخضر واليابس بسبب التدخل الاجنبي المريع...لانها صناعة امريكية بحتة ...صنعتها ايدي المعارضة التي كنا ننتظرها لنجدها ايضا مليئة باطماع العائلات المالكة سابقاً ... ديمقراطية دمرتها سياسات اوباما الضعيف في السياسة الخارجية وطمع السياسيين العراقيين القادمين من الخارج.
حين اسمع باسماء بعض الاشخاص من اهل البصرة المقيمين في الخارج ، اخاف واضع يدي على قلبي خوفا على الفقراء من طمع الطامعين والانتهازيين والاشخاص الذين لا يملكون الكفاءة ، وليست الكفاءة كافية ان لم يكن معها نزاهة لكي تستطيع بناء بلد مستقر، احد اسباب نجاح النظام الرأسمالي في اميركا هو موضوع المحاسبة ، الموظف لا يقبل ان كان رئيسه فاسدا ، اقول ... متى تخلص املاك الشعب من طمع البعض ، وحين يفرح البعض ان البصرة ستكون فيدرالية ، اقول بشكل عام سيكون الوضع افضل بكثير من بقاءنا تحت وطأة الفقر والتبعية لبغداد وحكومة العراق الفاشلة ...لكن من جهة اخرى اخاف من موضوع الفساد الاداري ، لان تصرفات الساسة العراقيين بشكل عام لاتنبئ بخير ...وكثير منهم غير امناء ، او ان تدخلات واشنطن اقوى من ارادة الكثير من الاحرار ...
مع كل الاسف انني لست من المتابعين الجيدين للاخبار ، لكن هذه هواجس المرأة العراقية حين تريد ان تتحدث في السياسة ، تضع يدها على قلبها لشدة الخوف! من كل قادم ...لكن موضوع فيدرالية البصرة ...هو الموضوع الوحيد الذي اتفاءل به خيرا ...وعسى ان يقلب الواقع لكثير من المحرومين والفقراء في جنوب العراق ....ويا حبذا ان تتحد المدن الثلاث ...لان اخر برميل نفط يفترض ان يخرج من العمارة كما تقول الاسطورة!
مقالات اخرى للكاتب