الحكومات في دول أوروبا الغربية (قبل سقوط الإتحاد السوفيتي) بعيدا عن التفكير بأمن واستقرار شعوبها هي التي ربت ورعت هذه العصابات الإرهابية تحت شعارات إسلامية للمساهمة في محاربة الإتحاد السوفييتي والتيار اليساري الاشتراكي في أوروبا وفي العالم؛ وكانت "بلجيكا" هي بؤرة هذه التنظيمات المتعددة وسبب تعددها لمنع صيرورتها قوة لا يمكن السيطرة عليها وشرذمتها للتحكم في توجيهها؛ وهذه الحكومات تحصد ما زرعته بالأمس بعد تخليها عن هذه التنظيمات الإرهابية ومحاولة التخلص منها في عملية قذرة أرادوها أن تكون الخاتمة بدفع عناصر هذه التنظيمات إلى سوريا والعراق وليبيا واليمن ومناطق أخرى للتخلص منهم وتحقيق مخططات خبيثة أخرى بهم بالتعاون مع تركيا الممر المهم لهؤلاء الإرهابيين وعندما شعر هؤلاء الإرهابيون بأنهم كانوا أدوات لمخططات وأهداف أميركية صهيونية وهابية تركية عاد الكثير منهم إلى بلدانهم الغربية وبدئوا يخططون للانتقام من غدر تلك الحكومات بهم ولكن شعوب تلك الحكومات هي التي تدفع الثمن في العمليات التي يقوم بها هؤلاء الإرهابيون الذين ربتهم ورعتهم أجهزة المخابرات في تلك الحكومات وبدأ موسم حصاد ما زرعوه في بلدانهم من بذور الإرهاب؛ من جانب آخر فإن الأمر ربما يتفاقم من جبهة أخرى بين تركيا وأوروبا وبدأت تركيا ترد على كل عملية إرهابية تقع على أراضيها بعملية مماثلة أو أشد منها كما حدث في "بلجيكا" اليوم لذلك فإن الأمور في أوروبا من جانب وبين أوروبا وتركيا من جانب آخر تتطور وتتصاعد إلى مصير دام ونهايته مجهولة؛ وعلى الشعوب الأوروبية أن تتوجه إلى حكوماتها وسياساتها الخطيرة قبل أن تتوجه إلى القائمين بهذه الأعمال الإرهابية الدامية في هذه الأيام التي يستقبل فيها المسيحيون بشكل عام أعيادهم الدينية.
مقالات اخرى للكاتب