ينقسم الشرق الى (دول السروال) و (دول الدشداشة) دول السروال منتجة ودول الدشداشة عاجزة ،وداخل الدولة الواحدة اينما يكون سروال يكون انتاج وتقدم وتحضر واينما تكون الدشداشة يكون الخدر وملحقاته، هي تذكرة فقط بمقال (دول الدشداشة) كمدخل لثنائية اخرى، اذ تقسم الدول العربية الى دول تحمل السيوف والخناجر ودول تحمل المسدسات والبنادق الالية اما لماذا يحمل سكان هذه الدولة الخناجر ويحمل سكان تلك الدولة الوراور فهو مالايمكن فهمه لكن عموما ثقافة الخنجر سائدة حتى على مستوى الاسماء والحقيقة لو كان اسمي خنجر لابدلته الى منجل او معول. اكثر المجتمعات مسالمة وطيبة وهدوء هو المجتمع العماني صاحب تقليد حمل الخنجر وهذا مالايمكن فهمه ايضا. ماذا كان يضر المملكة لو انها وضعت صورة مكة على العلم او كلمة اقرا او قل هو الله احد او حتى اكتفت بعابرة لا اله الا الله محمد رسول الله بدون الحاجة الى السيف؟ يضعون السيف تحت شعار الاسلام ويحتجون على كل شخص ينسب العنف للاسلام، كيف يمكن فهم هذه المعادلة؟ العلم السعودي هو اكبر دعاية مضادة للاسلام وتصميمه مقصود والهدف واضح جدا وهو خلق صورة منطبعة للاسلام كدين عنيف. الملك يرقص بالسيف، كل امراء المملكة يرقصون بالسيوف، كقاعدة متى مارايت راقصا بالسيف فهو اما عاجز او جبان. لكن ماذا لو رقص زعيم دولة غربية بالاسلحة في بث حي على شعبه؟ ماذا يمكن ان تتعلم منه الاجيال؟ مالايمكن فهمه ايضا ان الارهابيين الذين هاجموا اميركا هم سعوديون ولحد الان لم تقم اميركا بمعاقبة النظام السعودي، يعني تقريبا مثل طريقة معاقبة المعلم للحاضرين بسبب كثرة الغياب في الصف وهي طريقة شرقية متبعة. تونس وليبيا ومصر وسورية فيها حريات مدنية وحقوق فردية لاتقارن مع دول الخليج الفارسي وخاصة السعودية فلماذا تحدث الثورة هناك ولاتحدث هنا؟ هذا ايضا مالايمكن فهمه. هل يمكن لديموقراطية ان تتاسس على خلفية صورة جنرال انقلابي؟ الخيبات لاتحصى، كان المتوقع لمجتمع يريد ان ينفك من دورة العنف والدم ان يعلن توبته وندمه ويزحف على بطنه باكيا نائحا الى المقبرة الملكية حيث يرقد ملوكنا الثلاثة فيصل الاول رضي الله عنه غازي رضي الله فيصل الثاني رضي الله عنه هاشميون علويون اشراف ابناء اشراف اسسوا لنا دولة وديموقراطية وارسوا اساس مجتمع متحضر وسط شرق غارق بالامية والكوليرا والخنجرية. ابناء الفواطم والهاشميات هؤلاء المصونون غير المسؤولين الذين يملكون ولايحكمون صبحناهم بمجزرة رهيبة. هل واجب الجندي اطاعة النظام ام قتل الملك؟ كيف تستقيم الامور في بلد فيه المثل الاعلى للجنود ضابط قتل مليكه الا يكون الانقلاب هو الفكرة التي تسيطر على رؤوسهم؟ ان تخصص الدولة راتبا تقاعديا وتعيد الاعتبار لضابط خان واجبه وقتل الملك وفتح بوابات الجحيم علينا ولايصدر منها حرف ندم واحد من اجل الملك والعائلة المالكة فان معنى ذلك تمجيد الجريمة السياسية وترسيخ ثقافة الانقلاب والثورة في نفوس الناس. شخصيا حصلت على فرصتي في الاعتذار من الشريف علي بن الحسين والبراءة لي ولمن تبعني من دماء الملك فيصل الثاني والامير عبد الاله وكذلك دماء السياسي العراقي العظيم نوري باشا السعيد سعد في الدنيا والاخرة ،ومهما يقال عن الخلاف بشان حمل نسب العائلة المالكة وحصره في هذا الامير او سواه فأنني تخلصت من عقدة ذنب لاحقتني طويلا. خسرنا فرصتنا في ان نكون احد اكثر شعوب الارض تمدنا وغنى وتطورا وقوة مقابل الحصول على ترعة الزعيم او قناة الجيش. ان يكون ضابط ما لم يسرق خزينة الدولة فهذه ليست منقبة كما انها لو كانت منقبة لتعطيه حق الاطاحة بالنظام السياسي. اليس من العار ان نشتم اليهود وننسب اليهم حسنة ملص ثم ننسب حسنة ملص الى القيادة وننسب خدماتها الى القصر الملكي؟ الشخص الذي يوقع باسم ناخب مفتخرا بمشاركته في الانتخابات يلتف دورة كاملة ليمجد النظام العسكري ، قد لايكون الامر مستغربا في مجتمع يشعر بالحاجة الى الدم وتجري في عروقه الرغبة المريضة برؤية العنف وتمجيده. نسمة الحرية ولحظات الشعور الخاطفة بالامان التي عشتها انما هي تلك التي قضيتها في المقبرة الملكية بحجة القراءة على اضواء حديقتها. لقد كان الدم يتسرب من كل مكان في بلد قام اهله بقتل مليكهم وهو ينشر القران على راسه. في موروث العرب ان الملوك اذا ماطل دمها وبلغ منه شيئا الارض اخذ بثارها ونعلم ان الاسرة الملكية الهاشمية ابيدت وهي ليست صاحبة انتقام لكن مالذي حصل لنا بعد ذلك ومتى يمكن ان نتعظ؟ الامم التي خلعت او قتلت ملوكها هلكت او ندمت والامم التي حفظت حياة ملوكها انما حافظت على حياتها هي. الروس الافغان الليبيون اليمنيون المصريون. انها لفتة موحية ان يكون النشيد الوطني من كلمات شاعر البلاط الملكي لكن ايضا هي خيبة امل ان يكون هذا الشاعر قد مجد العنف، ترى ماهي الحاجة لكلمات البشر في النشيد الوطني؟ ماذا كان يضيرنا لو اننا جعلنا سورة التين هي نشيدنا الوطني... والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم... سورة تمثل تطلعات جميع البشر من جميع الاديان وعلى جميع المذاهب فهي الطبيعة والغذاء والجمال والخضرة وتمجيد الانسان... ان تفوح الخمرة من رائحة نشيدنا الوطني ونضع كلمات الشاعر مقابل كلمات الله فهذا مالايمكن فهمه.
مقالات اخرى للكاتب