يمكن ملاحظة ما نسمعه ونراه من تسمية منظمة (سوات) البوليسيه العراقيه السيئة الصيت والتي نراها بملابسها السوداء الشيطانيه ذات التجهيز العسكري الأمريكي بامتياز من أعلى الرأس الى أخمص القدميين . بل تجهيزها حتى نفسياً وعقلياً وعقائدياً بكراهية البشر وأفراد المعارضه ،لأية معارضه للنظام الصالح واللائق للولايات المتحده الأمريكيه . وتدريبهم العقائدي هذا يشبه ما تقدمه الجماعات الأرهابيه من عقائد سلفيه فاسده لمنتسبيها قائمةٌ على الكراهيه والحقد الأعمى وسفك الدماء بكل سهولة . وكلمة (سوات) أو (سواط) مفردها سوط مأخوذه من بداية حروف جملةٌ في اللغة الأنكليزيه S.W.A.T وتعني قوات التدخل السريع ، أو أفواج الطوارئ. لقد تم انشاء هذه المنظمه البوليسيه على غرار ما معمول به لدى الشركات الأمنيه التابعه معظمها الى وكالة المخابرات المركزيه الأمريكيه أمثال شركة (واتر بلاك) السيئة الصيت والملطخه أياديها بدماء العراقيين . وهذه الأفواج تتصف بمواصفات عالية الجوده لغرض حماية النظام العراقي الجديد بعد احتلال الولايات المتحده الأمريكيه له عام 2003 وأي نظام صديق لأمريكا فيما بعد . وأفراد هذه المنظمه تم اختيارهم أصلاً من طائفة معينه ، ولنقولها بصراحه من ميلشيات شيعيه وكرديه على الأكثر والأرجح وليس المطلق . ومعظم أفرادها وقياديها من عناصر تم التفاهم معهم من خارج العراق قبل الغزو الأمريكي وحتى من عناصر أفراد المؤسسات الأمنيه المنحله ومعروفون بخيانتهم الأمنيه للنظام السابق (1) . وقد تم تدريبهم بدايةً لمدة سنتين من قبل ضباط الجيش الأمريكي خارج العراق باشراف السفير الأمريكي ( جون نيغروبونتي) المتخصص بالعمليات الأرهابيه والذي ساعده في تشكيل هذه الوحدات الكولونيل (ستييل) الذي أسس وحدةٌ خاصه على وجه السرعه لمكافحة ( التمرد) باسم ( مغاوير الشرطه الخاصه) التابعه لوزارة الداخليه وهو المشرف على الوزاره بكل أقسامها واطلق الشعب العراقي على هذه المجاميع في ظل الأحتلال الأمريكي اسم (فرق الموت) ولازالت هذه الفرق مستعده لاتخاذ أي عمل اجرامي ضد الشعب (بأمر مشترك) بين ما يسمى بالقائد العام للقوات المسلحه (كي) (2) وقائدها الحقيقي الأمريكي المستر ( أكس ) الموجود في الولاية (52) (3) الأمريكيه في المنطقة الخضراء . وعلى ما يظهر ان هذه الأفواج من الناحية الشكليه والأعلاميه والأمنيه أنها تابعة الى وزارة الداخليه، ولكن في حقيقة أمرها أنها مستقله في كل شئ ولها مقراً رسمياً في مطار المثنى وتخضع لقائد غير معروف تأريخياً اسمه (علي شاكر) . والدليل على خشونة سلوك هؤلاء المنتسبين والتوجيهات العاقئديه الذين تربّوا عليها ، حينما جئ بهم الى النجف لقتال جيش المهدي التابع للتيار الصدري الى جانب القوات الأمريكيه بقيادة أحد مساعدي (نيغروبنتي) المدعو (روبرت ستيفن فورد)(4) والذي يعتبر الممثل الرسمي للقوات الأمريكيه في النجف ومقره في المعهد الفني في النجف . وكان يتقن اللغة العربيه والتركيه والفارسيه . وعند اشتداد المعارك في مقبرة النجف الكبيره والتي استغرقت ثلاثة أسابيع تقريباً وبعد انتهاء المقاومه فُسح المجال للناس بالتجوال في المقبره للتفتيش عن ذويهم من الشهداء أو عن قبورهم التي هدمت بواسطة الطائرات المروحيه الأمريكيه . التقيت بأحد الجنود من منتسبي فرق الموت وهو بكامل عدته القتاليه ومستعد لأطلاق النار وبسرعة لأي هدفٍ يشك به . سألته سؤالاً برئياً ولكنه استهزائياً في قلبي :ــ لماذا أنت ملثم وتحمل هذه الأثقال العسكريه وأنا أشفق عليك ؟ أجابني بالحرف الواحد ( اذهب عنّي والا أجعلك مثل هؤلاء) وكان يشير بقصده الكلامي وبهذه العقليه الأرهابيه المدرب عليها الى هؤلاء الأموات في هذه المقبره المترامية الأطراف !!. انسحبت بدون كلام خوفاً من استهتاره . وعند خروجي من أحد فتحات المقبره، أغواني الشيطان بتكرار السؤال على أحد الجنود وكان بعيداً عن الأول بحوالي (300م) فأجابني بالحرف الواحد أيضاً :ــ تريد أن تموت ؟ لماذا تكرر السؤال ؟ أجبته بقلق ،لأني معجب بكم وبشجاعتكم . وهذا لكوني خائفاً من تهور هؤلاء المرتزقه الملثمون وأنا ألوم نفسي. ثم ذهبت ويبدو أن الملثم الأول قد اتصل به وأعلمه بشخصي وألله الساتر بعونه آنذاك !. كل ما أردته قوله عن هذه الأشباح أنها قامت عملياً بتطبيق مهاراتها وعقائدها على أرض الواقع وبأمر مشترك من (كي) والسفارة الأمريكيه في مذبحة الحويجه كما شاهدته أعين الناس وسمعت به وثبتتها لجان التحقيق . ونفس الشئ نلاحظه ما قام به الأحتلال الأمريكي لأفغانستان من تشكيل قوات التدخل السريع المسمات (ايساف)(5) أو (السياف) تحت اشراف قيادة الناتو عام 2001 أي قبل تشكيلها في العراق . وقد قامت هذه القوات بأعمال قتاليه الى جانب القوات الغازيه لملاحقة متمردي طالبان وفي ظل حكومة كرزاي . وعندما نلقي نظرة على أشكال هذه القوات نجدها نسخة طبق الأصل من قوات (سوات) العراقيه ونوعية منتسبيها وأغلبهم من الهزاره ، لابل نسخه من القوات الأسرائيليه اثناء مهاجمتها الجماهير الفلسطينيه بكل قسوه وحقد وكراهيه عنصريه ودينيه . وينطبق أكثر على ما نراه من القوات الخاصه السعوديه المسمات ( قوات درع الجزيره) . وملخص الموضوع نلاحظ ان أي دوله تسير وفق النظام الأمريكي وارتباطها بالمصالح (المشتركه) معها نجد هذه القوات الخاصه وبمسميات مختلفه متشابهة الفكر والعقيده والأتجاه ،اضافة الى تجهيزاتها العسكريه المتميزه ( المتحنبطين) بها . ويمكن للمواطن العراقي أن يلاحظ ذلك حتى على ما يسمى بالجيش العراقي الوطني (الأتحادي) الذي يقف في الشارع للتفتيش بكامل عدته القتاليه وحتى واقية المفاصل، وكأنما في مهمة قتاليه على حدود العراق كما هو مطلوب منهم . ويذكرني منظرهم بالدجاج الأبيض ( شكل، وزن، لون واحد.لايظهر بينهم متميز في الحياة أو الموت عند الذبح ! .
السويد / فلاح حسن الجواهري 22 / 5 / 2013
الهوامش
ـــــــــــــــــ (1) ولا داعي للأستغراب . فقد حصلت الخيانه في عهد النظام السابق من قبل مدير الأمن العام فاضل البراك وتم اعدامه .ومع سعدون الدليمي وزير الثقافه الحالي ووزير الدفاع وكاله حينما كان استاذاً للتثقيف الأمني لمنتسبي جهاز الأمن العام وحتى مع المعتقلين ذوي الميول الأسلاميه وارسل لتكملة دراسته الأمنيه في لندن فأنقلب عن النظام وصار من المعارضه . وكذلك اللواء رشيد فليح الذي كان يعمل بجهاز المخابرات العراقيه وهو المسؤول عن قمع الأنتفاضه في الناصريه عام 1991 وكما هو الحال مع (الفريق) عثمان الغانمي قائد عمليات الفرات الأوسط الذي كان مسؤولاً عن قمع الأنتفاضه في الديوانيه وهكذا . ولست الأن بصدد ذكر الأسماء ممن تعاونوا مع المخابرات الأمريكيه . وهذا يكفي كرموز للتذكير .
(2) استعملنا هذا الرمز (كي) اختصاراً لأسم المالكي لنقربه الى التسميات الأجنبيه وبأعتباره مفتاح لكل شئ في العراق ( الأزمات ، الفساد المالي والأداري ،اخفاء الملفات الأرهابيه ،التسيب ، نزيف الدماء وهكذا) و(كي) في اللغة الأنكليزيه تعني المفتاح .كما كان المرحوم (حضيري أبوعزيز) يشدو باغنيته التراثيه (سد باب كلبي وضيع المفتاح ..واشلون أرتاح ) ولم يعلم ان المفتاح موجود عند المالكي.
(3) نظراً لحجم السفاره الأمريكيه الكبير جداً والتي تبدو أكبر من (البنتاكون) بكثير وعدد موظفيها الأمنيين بحدود (300) عنصر أو ربما أكثر وبيدها الحل لكل مفاصل الدوله الرئيسيه ونظامه في عموم العراق .ومن السخف أن الأحتلال قد غادر العراق بالتمام والكمال . وهناك تنسيق مع جهاز الموساد الأسرائيلي الذي أصبح محطته الرئيسيه في العراق بعد احتلاله .اضافة الى محطته في عمان واسطنبول .فلا بد من اعتبار هذا المكان بهذا الشكل المرعب ولاية من الولايات المتحده الأمريكيه بعد اسرائيل التي تحمل رقم (51) . وهناك دلائل مؤكده بوجود مكتب لأسرائيل في كردستان العراق .
(4) تم تعينه سفيراً في سوريا وهو الذي أشرف على تشكيل ما يسمى بالجيش السوري الحر وهو واجه بوليسيه منظمه وينسق عمله مع منظمة القاعده وجبهة النصره الأرهابيه على أمل لو سقط النظام فان هذه الفرق ستكون جاهزة لحماية النظام الجديد كما حصل في أفغانستان حينما شكلت تنظيم القاعده لمحاربه السوفيات وكما هو معمول به الأن في العراق الجديد , ولا أدري ما هي التسميه التي سيحملها ربما ( سجاح )باسم المرأة التي أدعت النبوة وتزوجت مسيلمة الكذاب اثناء حروب الرده .
(5) كلمة (ايساف) مأخوذة أيضاً من بداية حروف جملة (قوات المساعده الدوليه لارساء ) والتسميه الخشنه هذه جاءت من جهتين :ـI.S.A.F ألآمن في أفغانستان
الأولى من وادي بين الباكستان وأفغانستان وتحيط به الجبال والبحيرات وانه منطقه سياحيه . ثم تحول المكان الى مقر معارك لطالبان . ومن جهة ثانيه يمثل الأسم الصنم في الكعبه المقدسه مع صنم آخر باسم نائله .وكما تقول الروايات انهم مُسخوا الى حجر . وهناك شعراً الى بشر أبي حازم الأسدي يقول فيه (متى مات العوارك من أساف عليه الطير يدنون منه ) ويقصد به ان الطيور لاتفزع من وقوفها عليه لأنها في حرمة صنم .
مقالات اخرى للكاتب