العراق تايمز / كتب اسماعيل مصبح الوائلي: في الوقت الذي أثار فيروس كورونا هلعاً كبيراً بين سكان المنطقة الشرقية في السعودية خصوصا في محافظة الأحساء التي سجل فيه قسم كبير من الاصابات بالفيروس القاتل والشبيه بالسارس، حيث اعلن وزير الصحة عبدالله الربيعة الاسبوع الماضي عن 24 اصابة سجلت في المملكة خلال الاسابيع الاخيرة، بينهما 15 حالة ادت الى الوفاة، اكد أستاذ المايكروبولوجيا الطبية والمناعية، بكلية الطب بجامعة عين شمس، الدكتور علي محمد زكي، أن فيروس "كورونا" تم اكتشافه في سبتمبر عام 2012 لدى مريض سعودي من منطقة "بيشة"، مشيرا إلى أن سلطات الرياض قامت بترحيله من السعودية بسبب كشفه للمرض للجهات الدولية المعنية بانتشار الفيروسات الوبائية.
وأفادت بعض وسائل الاعلام ان الطبيب المصري أوضح في حوار أجرته معه صحيفة الغارديان البريطانية مؤخرا، أن معامل وزارة الصحة السعودية لم تكتشف الفيروس في العينة المرسلة لها، فقام بعمل مزرعة اختبار قادته لاكتشاف الفيروس الخطير.
وأضاف العالم المصري الذي عمل آنذاك استشاري فيروسات بمستشفى "سليمان الفقيه" بـجدة "أرسلنا العينات لمعمل هولندي للتأكد والذي سرعان ما أكد وجود الفيروس لدى المريض، وحذر من امكانية انتشار الفيروس وأن يؤثر على كل الكرة الأرضية، خاصة وان المملكة بلد يقصده ملايين لأداء الحج والعمرة من كل أنحاء العالم".
وكشف الدكتور زكي بأن اعلانه عن اكتشاف الفيروس وارساله التحذير المبكر للمعنيين دوليا أزعج وزارة الصحة السعودية فأخضعته للتحقيق بتاريخ 24 سبتمبر 2012 قبل أن يتم اصدار قرار بإيقافه عن العمل وترحيله الى مصر، لكنه قال "كان لزاما علي ان اقوم بإبلاغ من يهمهم الأمر على الصعيد الدولي لان هذا دوري وواجبي ".
وطمأن الدكتور زكي بإمكانية السيطرة على المرض، الذي أودى بحياة نحو 15 سعودياً حتى الآن، داعياً لأهمية الوقاية، وإن لم يخف تخوفه من أن يتحول "كورونا" إلى وباء عالمي.
وكانت قد اعلنت وزارة الصحة السعودية في بيان لها في وقت سابق تسجيل اربع حالات جديدة لمواطنين مصابين بفيروس كورونا في المنطقة الشرقية.
وقالت الوزارة ان "حالة تماثلت للشفاء وخرجت من المستشفى بينما لا تزال ثلاث حالات تتلقى العلاج وتخضع حاليا للرعاية الطبية"كما انها اشارت الى انها نسقت مع "استشاريين متخصصين في مجال مكافحة الامراض المعدية من جامعات عالمية في اميركا وكندا يعملون معها"، بالاضافة الى "اللجنة الوطنية للامراض المعدية التي تضم استشاريين من الجامعات السعودية والقطاعات الصحية والعسكرية والتخصصية" مؤكدة انها "ستعلن عن اي معلومات او توصيات علمية جديدة بشان المرض".
وافادت منظمة الصحة العالمية في حصيلتها الاخيرة عن تسجيل 34 حالة في العالم بينها 18 حالة وفاة.
ولجأ العديد من سكان الاحساء الى أقسام الطوارئ في المستشفيات بعد تسجيلهم ارتفاعا ولو محدود في درجة الحرارة.
وقال احد سكان الاحساء لفرانس برس عبر الهاتف "لقد اصبت بحرارة ولجأت على الفور الى المستشفى للتأكد من عدم اصابتي بفيروس كورونا. لقد تم وضعي في العزل".
واضاف "هذا أمر يرعبني ويرعب جميع من معي ونطالب الجهات المسؤولة بإيجاد حل لهذه المشكلة".
واصابت حالات الهلع خصوصا اهالي اطفال المدارس، فيما خصصت المستشفيات في الأحساء غرف عزل مجهزة في أقسام الطوارئ ليتم التعامل مع الحالات المشتبه بها.
وقالت احدى الامهات "قررت بالا ارسل ابني البالغ من العمر ثماني سنوات الى المدرسة" فيما أبدى مشتبه آخر باصابته بالمرض تذمره من "تأخر نتائج التحاليل التي تحتاج لأيام".
وذكر ان ذلك يؤدي الى "ازدحام غرف العزل بمستشفى الملك فهد وهو أمر يشكل الرعب لي خاصة مع الحجز لفترة طويلة ومنع زيارة الأهل".
وما زالت منظمة الصحة العالمية لا تملك معلومات كافية عن طرق انتقال المرض بين البشر، كما اوصت بتوخي الحذر ازاء هذا الفيروس الذي يصيب الجهاز التنفسي وهو قريب من مرض السارس الذي اثار الرعب قبل عشر سنوات عندما انتشر في شرق اسيا وادى الى وفاة 800 شخص.
وقال احد المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا فضل عدم ذكر اسمه انه يشعر بالاستياء من "تواجد أكثر من حالة مشتبه بها في غرفة واحدة بمستشفى الملك فهد بالأحساء مما يهدد بانتقال العدوى".وقد أكد والد الشاب المتوفي مختار أمير علي الغانم بأن الحرارة داهمت ابنه مساء الأحد في الخامس من ايار/مايو و"تم نقله إلى أحد المستوصفات الخاصة وهو في حالة غيبوبة ثم نقل إلى مستشفى قبل أن يفارق الحياة صباح يوم الخميس الماضي".
وفيروسات كورونا مجموعة واسعة النطاق من الجراثيم قادرة على التسبب بعدد من الامراض لدى البشر من الانفلونزا العادية الى السارس.
هذا وقد قالت السلطات التونسية قبل ايام انه قد توفي مواطن تونسي بعد إصابته بفيروس كورونا الجديد، فيما يعتقد أن هذه أول حالة تسجل في أفريقيا.
وقالت وزارة الصحة التونسية إن الرجل البالغ من العمر 66 عاما زار السعودية في الآونة الأخيرة، وتوفي بسبب فيروس كورونا عشرون شخصا على مستوى العالم.
وقالت وكالة فرانس برس إن التونسي كان مصابا بالسكري، وكان يشكو من مشكلات في التنفس منذ أن عاد من زيارة للسعودية، وتوفي في المستشفى في مدينة المنستير.
وأصيب بالفيروس اثنان من أبنائه لكنهما استجابا للعلاج، وقال ناطق باسم منظمة الصحة العالمية إن انتقال فيروس كورونا إلى تونس "لم يغير من تقييمنا لمدى خطورة الفيروس ولكنه يظهر أنه لا يزال ينتشر".
وظهر الفيروس في السعودية والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا.
وقالت منظمة الصحة العالمية على موقعها إن "جميع الحالات الأوروبية لها صلة مباشرة بمنطقة الشرق الأوسط بما في ذلك حالتان ثبت أن أصحابهما كانا في الإمارات العربية المتحدة في الآونة الأخيرة".
وأضافت المنظمة أن 22 حالة من بين 41 حالة إصابة بالفيروس على صعيد العالم رصدت في السعودية.
وتابعت المنظمة قائلة إن من بين 20 شخصا توفوا بسبب الفيروس في العالم، هناك 9 أشخاص توفوا في السعودية.
وينتمي فيروس كورونا إلى نفس العائلة التي ينتمي إليها فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) الذي ظهر في آسيا في عام 2003، إلا ان فيروس "كورونا" و"سارس" مختلفان عن بعضهما البعض بحسب منظمة الصحة العالمية.