الحكومات المحلية التي تشكلت استنادا الى نتائج الانتخابات التي جرت مؤخرا، المواطن يامل من هذه الحكومات ان تكون وفية لبرامجها والوعود التي جاءت قبل الانتخابات، وبما انها حكومات خدمية عليها ان لاتفسح المجال للسياسة التدخل في اعمالها، وهذا يبدو محالا في ظل الظروف الحالية لان تشكيلها جاء وفق اتفاقات سياسية، التخندق الحزبي السياسي في هذه الحكومات يؤثر سلبا على اداء العمل، انتخاب وجوه جديدة يعني الكثير وهو بمثابة رسالة الى الذين سبقوهم وتشخيص لحالات الفشل التي صاحبت الحكومات السابقة رغم انتخاب وجوه كانت في التشكيلة السابقة، الكتل التي خسرت مقاعد كثيرة قياسا بالانتخابات الماضية عليها ان تؤمن بالانتقال السلمي والسلس للسلطة وفق المبادئ الديمقراطية، ولكن المشكلة تكمن في ان هذه الكتل لاتريد ان ترى نفسها خارج خارطة المناصب، وليس مستبعدا ان تلجأ الى ما يعيق اعمال الحكومات الجديدة، على التشكيلات الجديدة ان تضع برامج اعمالها وتباشر بما يخدم المواطن وعدم اهدار الوقت بتهديد من سبقوهم بتهمة الاهمال وهدر المال العام وتفشي الفساد الاداري والمالي وترك ذلك الى لجان تشكل لهذا الغرض، وان لايكون هذا هاجسها في هذه المرحلة، ورغم اهمية ذلك الا انه ليس هناك متسع من الوقت لاضاعته في تبادل الاتهامات، والعمل المطلوب في الوقت الحاضر تقديم الخدمات التي تم حرمان المواطن منها ليكن هو الرد الواقعي واثبات فشل من سبقكم يا اعضاء الحكومات المحلية. اكثر الحكومات تتحمل وزر مضاعفة العمل هي حكومة بغداد المحلية، العاصمة بغداد التي تغنى بها الشعراء من حيث جمالها وتاريخها وارثها الحضاري، اليوم يكتبون في رثائها واصبحت مدينة لاتصلح ان تحمل اسم العاصمة، اصبحت شوارعها لاتعرف سوى الحواجز الكونكريتية، ومعالمها التاريخية اصبحت في طي الاهمال والنسيان، العاصمة بحاجة الى الماء والكهرباء والى التنظيف، مسؤولية الحكومة المحلية الحالية مضاعفة عن سابقتها، لان المواطن قال كلمته بحق من لم يقدم للعاصمة ما تستحق خلال فترة مسؤوليتهم، ادخال الواجبات الرئيسية للحكومات المحلية في سجالات سياسية تبعدها كثيرا عن اداء دورها، لان هذه الحكومات جاءت لخدمة المواطنين بمختلف مشاربهم وهي ليست حكرا على جهات المرشحين وانتمائهم السياسي. ما يتم تقديمه الان ويكون سببا للنجاح قد يساهم في خلط الاوراق وتغيير قناعات الناخب في الانتخابات القادمة، عليكم الان تاشير الخلل في اداء الحكومات السابقة ومعالجته والانطلاق لتنفيذ الوعود الانتخابية وعدم الجلوس خلف المكاتب الذي يؤدي الى روتين قاتل. حكومات محلية تشكلت وهناك اخرى بانتظار التشكيل، المنافسة تكون على اشدها الان وليست سياسية وانما فيمن يقدم ما يخدم المواطن، ان كان هناك من يشكك في البعض من اعضاء الحكومات المحلية لقلة الخبرة فان ميدان العمل هو الرد المناسب وعدم الانجرار خلف التصريحات الاعلامية. التحالفات التي تشكلت بموجبها الحكومات المحلية غيرت خارطة التحالفات التي كانت سائدة، وهناك من يقول ان التحالفات السابقة كانت من الاسباب التي ادت الى الاخفاقات في العمل وما تبع ذلك من ملفات الفساد وهدر المال العام، الفرصة سانحة امام الحكومات الجديدة لاثبات صحة اختيارات الناخب وصدق الوعود والبرامج الانتخابية، العمل مطلوب في الميدان والخدمات ضرورية في هذه المرحلة للمواطن.
مقالات اخرى للكاتب