يشهد العالم قفزات مذهلة في مجال المعلومات و التكنولوجيا و أصبح البحث عن العلم و المعرفة شرط أساسي لنجاح حياتك في كافة المجالات ففي الماضي كان تعلم اللغة الأم هو المطلوب و لكن الآن اللغة الانكليزية و الفرنسية أصبحت مطلوبة أما التعليم الجامعي فالجامعات تبتكر مجالات أكاديمية للدراسة حسب متطلبات سوق العمل و تطور التكنولوجيا إلا في العراق فكأننا لسنا من سكان هذا الكوكب فالأمية متفشية عندنا بشكل مخيف و ليست هناك محافظة أفضل من محافظة فكل المحافظات العراقية فيها نسبة مخيفة من الأميين و تقوم وزارة التربية و التعليم بجهد مشكور و ذلك بفتح مراكز محو الأمية و لكن هل هذا هو الحل لهذه المشكلة الخطيرة حيث أن للمشكلة أبعاد اقتصادية و اجتماعية أن هناك طبقة فقيرة من المجتمع عندنا و هي ليست بالهينة فلهذا يضطر رب الأسرة لجعل ابناءه يتركون الدراسة من أجل أن يبحثون عن مصدر رزق إضافي يضاف لدخل الأسرة الضعيف و قد تكون هذه الأسرة قد فقدت معيلها بسبب الحروب التي خاضها النظام السابق أو بسبب الهجمات الارهابية و لهذا اضطر الإبن الأكبر أو كل الأبناء لترك الدراسة و البحث عن مصدر رزق و للأسف دائما نسمع عن جهود من الوزارات و منظمات المجتمع المدني لدعم العائلات ذات الدخل القليل أو المعدوم و لكن هذه الجهود ليست بالمستوى المطلوب بسبب الفساد و الروتين الحكومي و القوانين المفقودة لدعم هذه الشريحة و كذلك هناك بعض العائلات تريد أن تشرك أبناءها بعملها و لهذا اوقفوا ابناءهم من دخول المدارس بعد فترة قصيرة من الدراسة و كذلك لا ننسى بأن هناك محافظات و قرى عدد المدارس فيها قليل و الطلاب مكتظين و بسبب هذا يصبح الطالب غير قادر على التعليم بشكل صحيح و قد يصعد لصفوف متقدمة و معلوماته التي درسها ناقصة و حينما يعرف اوليا الأمور عن مستوى ابناءهم المتدني يوقفوهم عن الدراسة بحجة ان استيعابهم ضعيف و متدني ولا فائدة لذهابهم للمدرسة و هذه اكبر جريمة ترتكب بحق هذا الجيل المسكين الذي يحرم من أهم حقوقه و هي التعلم فهذا الجيل سوف يصبح عاجز عن فعل أي شيء في المستقبل لأنه غير متسلح بالعلم و المعرفة و غيره قد سبقه لمسافات طويلة إلى الأمام و هو في مكانه.
مقالات اخرى للكاتب