العراق تايمز/ بعد أن ثار المصريون في وجه الاحتلال الفرنسي والحملة الفرنسية على مصر سنة 1798، حين خرج المصريون في أول ثورة لاهبة سميت بثورة القاهرة الاولى، والتي كان قائدها الشيخ احمد الشرقاوي احد شيوخ الازهر، كان من البديهي ان يقوم الفرنسيون بقمع الثورة وسحق الثوار المصريين،والحكم بالاعدام بقطع الرقبة علي 6 من شيوخ الازهر، كان من ضمنهم الشيخ احمد الشرقاوي.
وكان للشيخ احمد الشرقاوي الذي تم اعدامه تلميذ من تلاميذه من مدينة حلب السورية ويبلغ 24 عاما، وكان يلقب بسليمان الحلبي.
لقد قدم سليمان الحلبي من سوريا من اجل طلب العلم في الازهر بمصر وكان شديد التعلق باستاذه احمد الشرقاوي فقرر بعد اعدام استاذه ان ينتقم له وللمصريين من الحملة الفرنسية ومن قادتها، فانضم الي احد الخلايا السرية التي كانت تجاهد الفرنسيين، ثم بعد ذلك شبت ثورة القاهرة الثانية، وكان قد غادر نابليون وحل محله كليبر، وفعل الفرنسيين الاهوال في اهل بولاق، من ذبح وتقتيل حتي صارت الطرقات مكتظة بجثث القتلى.
ولم يمضي اقل من شهرين حتي تم اغتيال الجنرال كليبر، على يد سليمان الحلبي وذلك بعد ان تظاهر انه متسول، وذهب الي قصر الألفي بك (مقر الحملة الفرنسية) وكان هناك كليبر في حديقة القصر مع كبير المهندسيين الفرنسيين.
وذهب سليمان الحلبي متظاهرا انه متسول جاء ليتسول من كليبر. لقد أعطي كليبر يده الي سليمان الحلبي كي يقبلها، فقام الحلبي بطعنه بنصل سكين 4 طعنات حتي توفي كليبر، وحاول كبير المهندسين ان يدافع عن كليبر فقتله هو الاخر، قبل ان يهرب خارج القصر.
لكن للأسف الحملة الفرنسية ارسلت كل ضباطها للبحث عن سليمان الحلبي وبالفعل القوا القبض عليه، حققوا معه ومع من عرف أمره من المجاورين، وأصدر مينو في اليوم نفسه أمراً بتكليف محكمة عسكرية لمحاكمة قاتل كليبر، وهذه المحكمة مؤلفة من 9 أعضاء من كبار رجال الجيش، وكانت رئاسة المحكمة للجنرال رينيه، وحكموا عليهم حكماً مشدداً بالإعدام إلا واحداً، فحكم عليه الفرنسيون بحرق يده اليمنى وبعده يتخوزق ويبقى على الخازوق لحين تأكل رمته الطيور، (المختار من تاريخ الجبرتي)، وكان هناك 4 من الازهريين الفلسطنيين الشباب القادمين من غزة،وكانوا مع الثورات المصرية ضد الاحتلال فحكمت المحكمة علي سليمان بالاعدام بالخازوق، وهو افظع و اشنع وسيلة للقتل، كما حكمت المحكمة على ال 4 شيوخ الازهريين الآخرين بفصل رؤوسهم عن اجسادهم، وان يتم قطع رؤوسهم عن اجسادهم امام اعين سليمان الحلبي، قبل ان يتم اعدامه هو بالخازوق.
وبالفعل نفذ حكم الاعدام علي الفلسطنيين امام اعين سليمان ثم تم احراق اجسادهم حتي التفحم، ثم قاموا بحرق يد سليمان التي طعن بها كليبر، حتي وصل الحريق لمكان متقدم من جسده وهو علي قيد الحياة، ثم قاموا بغرس وتد الخازوق في مؤخرة سليمان الحلبي فوق منطقة تسمي تل العقاب، ثم ترك جثمانه المغروس في احشائه وتد الخازوق لمدة 4 ايام تنهشه الطيور والجوارح.
جدير بالذكر أنهناك متحف يسمي متحف انسان بفرنسا تم وضع جمجمة سليمان الحلبي وبجوارها لوحة صغيرة مكتوب عليها (المجرم سليمان الحلبي).
وتجدر الاشارة الى ان الشعبين السوري والمصري قاما بجمع التوقيعات الشعبية لإرسالها إلى الحكومة الفرنسية مطالبين بعودة رفات سليمان الحلبي والتي حملتها القوات الفرنسية معها إلى باريس، ورفات سليمان الحلبي معروضة في متحف التاريخ الطبيعي بباريس وقد كتب تحت جمجمته كلمة مجرم.