العراق تايمز / ريتشارد ديرلوف، المدير السابق لجهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6)، أقدم اليوم على التهديدبكشف المستور حول ما نعته بـ "تفاصيل جديدة متفجرة" التي كانت خلف فضيحة الملف الذي وصفه بالملف المخادع، الذي رتبته حكومة رئيس الوزراء الأسبق توني بلير من أجل ذر الرماد في العيون ووضع تبريرات اعتمدت عليها بريطانيا "العظمى" لتديمر العراق.
ديرلوف البالغ من العمر 68 عاما كان قد قرر حفظ كتبه التي كتبها حول غزو العراق لتبقى كتبا سرية،واعتزم اتاحتها فقط للمؤرخين والباحثين بعد وفاته، الا ان هذا المسؤول الامني صمم اللجوء إلى نشر عمله بشكل علني في حال اعترض على نتائج التحقيق الذي طال انتظاره حول دور بريطانيا في حرب العراق، والمعروف باسم (تحقيق تشيلكوت).
فيما أكدت الصحيفة البريطانية "ميل أون صندي" أمس إن ديرلوف الذي قدّم معلومات استخباراتية حول أسلحة الدمار الشامل لدى نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وقامت حكومة بلير بتضخيمها، أمضى العام الماضي في كتابة وصف مفصل للأحداث التي قادت إلى غزو العراق عام 2003 بالاعتماد على الولايات المتحدة في تلك المهمة المشبوهة.
فيما عملت تقارير صحافية الأسبوع الماضي على الكشف بأن رئيس لجنة التحقيق حول حرب العراق، جون تشيلكوت، وجّه رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، يبلغه فيها بأنه يعتزم الكتابة شخصياً إلى الإفراد الذين ينوي انتقادهم على دورهم في حرب العراق، ومن بينهم رئيس الوزراء الأسبق بلير، التقرير الذي سيصدره حول نتائج التحقيق.
تجدر الاشارة الى أنه في سنة 2011 أقر ريتشارد ديرلوف الذي اعاد معارضين إلى ليبيا، بأن وزراء حكومة بلاده صادقوا على اقامة علاقات استخباراتية مع نظام العقيد معمر القذافي.
ونسبت صحيفة الغارديان إلى ديرلاف قوله "كان واضحاً دائماً أن حكوماتنا في المملكة المتحدة قبلت هذه العلاقة الخطرة ومنحت المصادقة السياسية لمثل هذا التعاون، لكن تعاون "إم آي 6" مع نظام القذافي ضد التطرف نجح في نزع أسلحة الدمار الشامل لدى ليبيا مع أنه كان غير مريح". وأضاف أن التعاون مع نظام القذافي في مجال مكافحة الارهاب الاسلامي "كان قراراً سياسياً بعد النجاح في نزع أسلحته بشكل كبير، وجرت موازنته بمصالحنا الوطنية".
وكانت وثائق سرية عُثر عليها في مكتب وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا كشفت عن تورط جهاز (إم آي 6) في اعتقال القائد العسكري لقوات المعارضة الليبية في طرابلس عبد الحكيم بلحاج، حين شغل منصب زعيم الجماعة الاسلامية المقاتلة الليبية، وتسليمه سراً إلى طرابلس.
وأُخلي سبيل بلحاج من سجن أبو سليم، الشبيه بسجن أبو غريب في العراق، في وقت سابق من هذا العام بموجب عفو عام اصدره القذافي، وانضم بعدها لقوات المعارضة التي اطاحت بنظام الاخير.