تستمر عصابات داعش في خلق الفوضى وبث الرعب والإرهاب في نفوس العراقيين ، لتستكمل مسلسلها وتنفذ مهمتها على أكمل وجه وهي تهجر المسيحيين بعد ان انتهت من قتل وتهجير الشيعة ونسف ( معابدهم ) على وقع احتفالات ( المسلمين ) بإعلان دولة الخلافة المزعومة .
أكثر من مليون وبع المليون مهجر ونازح داخل وطنه يعانون شظف العيش وقلة الخدمات ونقصا حاداً في الغذاء والدواء ( والفرح ) بعد ان هجروا بغير ذنب من مدنهم وقراهم في الموصل وكركوك وغيرها لا لذنب جنوه سوى انهم عراقيون ابا عن جد وهو ما لم يرق للغرباء الذين جاءوا لتنفيذ مخطط محدد تريده قوى كبرى معروفة للجميع .
هؤلاء المهجرون يعيشون ظروف قاسية جدا لا تفيها الكلمات ولا تصفها الكتابات ، فمع موجات الرعب التي اجتاحت قلوبهم وقصص الخذلان التي عاشوها يرزحون اليوم تحت وطأة الحرارة المرتفعة في الحسينيات و الأماكن غير المؤهلة للسكن ، تمد لهم بعض الجهات الانسانية والشعبية يد العون بمساعدات متواضعة وربما لن تستمر ، وقد نستهم الحكومة ووزارتها للهجرة والمهجرين ، نسيهم الساسة المشغولون بالوفاق على المناصب وتقسيم الكعكة وتوزيع الغنائم ، ونسيهم الكثير منا ممن يقضي يومه بعيدا عن هموم الناس لينشغل بمتع الحياة ولذتها ، كما نستهم الفضائيات العراقية المنشغلة ببرامج المنوعات والمسابقات والأغاني و الضائعة في تيه التعبئة العسكرية الفاشلة ( الطكت والما طكت احنه الموجودين انموذجا ) .
مئات الالاف من المشردين بينهم الاف الاطفال الرضع يعيشون بين ظهرانينا حياة البؤس والفقر والعوز ولا نمد لهم يد العون كما ينبغي - الا ثلة من المخلصين الطيبين – ونحن ندعي اننا مسلمون شيعة موالون لعلي عليه السلام ابي الايتام وملاذ الفقراء ، ونرفع صوتنا نفاقا ورياءا ( اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة ) .
الدولة الكريمة تبدأ من داخل النفس بالانتصار على المغريات والشهوات والاستماع الى صوت الضمير والاصغاء الى صدى الانسانية ، لن نكون شيعة ما لم نشعر بمعاناة اخوتنا ونقدم لهم المساعدة والاغاثة على اكمل وجه وليبادر كل واحد منا الى خطوة عملية يبدأ من منطقته ولتتظافر جهوده مع جهود الشرفاء في ايصال المعونات لهم ، ماذا يحصل لو تبرع كل واحد منا بنسبة من مدخوله الشهري ؟ وهل تنقلب الدنيا اذا استقطعت الوزارات الف دينار من كل موظف لدعم النازحين كما قرأنا عن نية مجلس محافظة المثنى ، طوبى للمحسنين الذين سيجدون جزاء اعمالهم امامهم يوم القيامة ومبارك لكل عراقي غيور نذر نفسه للتخفيف عن كاهل اخوته ورسم البسمة على وجوه اطفالهم المتعبة ، فلنسارع الى هذا الخير ولنغتنم هذه الفرصة ولندخل الفرح والسرور على قلب رسول الله واله الطيبين ولا ننتظر شيئا من الحكومة المشغولة هذه الايام بمتابعة الحلقة الأخيرة من مسلسل (الرئاسات الثلاث ) ، وعسى الله ان يرقق قلوبهم على هولاء ( المكاريد ) ، وان يلتفت اعلام ال ( سيارة و 200 الف ) لمعاناة هذه الشريحة ويسلط الضوء عليها بدل ان يدفن رأسه في تراب الغفلة .
مقالات اخرى للكاتب