كثرت في الآونة الأخيرة الدعوات التي تقام تحت عنوان (لا للطائفية)، الطائفية التي باستطاعتها ان تفتك بافراد المجتمع الواحد مثل المجتمع العراقي متعدد الالوان متعدد الطوائف ، الكثير من المنظمات والجمعيات الانسانية والمؤسسات الاعلامية صارت تركز على شعار لا للطائفية ،لتصبح تلك المفردة متداولة ومعروفة للكبار والصغار على حد سواء. مصطلح الطائفية، صار موجودا ومتداولا جدا، الطائفية البغيضة التي لم يكن مجتمعنا يعرف عنها شيء او يعاني منها قبل عدة سنين فهي اشبه بمخطط مرسوم من قبل ايدي خبيثة وغريبة على مجتمعنا العراقي المتماسك على مر السنين، تلك الايدي حاولت ان تغرس تلك الطائفية خاصة اذا حاولنا ان نستذكر ما مر بنا في سنة 2006 و2007 ، وما عاناه الشعب العراقي في تلك الفترة، ولكن بعد تخطي الازمة والحمد لله نجد الكثير من المؤسسات مازالت ترفع شعار لا للطائفية في محاولة لتوعية الناس وتنبيههم لعدم الوقوع فريسة لها مرة اخرى.
لو نأتي الى دورالمرأة العراقية في مواجهة الطائفية اللعينة ، فدورها كان واضحا بوقوفها الى جانب الرجل سواء كان ابيها او اخيها او زوجها او ابنها ، فما مر بنا من كوارث انسانية في تلك السنين 2006 و2007 ، ابرز دور وصبر المرأة العراقية وحكمتها بالتعامل في تلك الفترة الجائرة فنجدها تحملت وصبرت وربما هنالك من فقدت زوجها او ابنها الوحيد شهيدا ولكنها صبرت وواصلت المسير وتحملت المسؤولية كاملة في تربية ابنائها ورعاية افراد عائلتها لوحدها والامثلة كثيرة ووافية في هذا الجانب.
وعلينا ان لاننسى دور الام في هذا الجانب، وهو الدورالاهم في غرس المبادئ الجميلة الرصينة في نفس الطفل منذ الصغر وكما نعلم فأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ، ومن هنا على الام ان تربي ابناءها على مبادئ الحرية والديمقراطية وتقبل الاخر مهما كانت ديانته او طائفته او معتقده ، ايضا عليها ان تعطي ابنها وابنتها فرصة للتعبير عن رأيهم ومنذ الصغر وهذا شيء مهم فعندما يجد الطفل نفسه حرا في التعبير عن رأيه من الطبيعي ان نجده حرا في التعبير عن رأيه عندما يصبح رجلا وهكذا تكون الام قد ساهمت مساهمة فاعلة في تنشئة جيل يؤمن بالحرية ويعي معنى الديمقراطية ويقبل بالاخر والتعايش معه بسلام ، واذا اردنا لمجتمعنا ان يعي معنى الطائفية ويفهم اثارها المدمرة على وحدته وتماسكه وبالتالي امانه وسلامة افراده علينا ان نبدأ بالام اولا قبل ان نوجه عنايتنا الى ابنائها وابنائنا.
قد يقول قائل بأنه علينا أن نضمن حرياتنا اولا قبل أن نتعايش مع الطرف الآخر ونسمح له بالتمسك بحريته.
وباختصار اقول له ، العكس هو الصحيح ، فإن التعايش مع الاخر والقبول به يجعل الحصول على حريتنا أسهل. فلن يحصل الجميع على مايريد لضمان حياة كريمة إلا اذا اتفقت جميع الأطراف على أن الوطن للجميع وارضه وثرواته من حق الجميع. حينها سنقطع الطريق على كل الطائفيين وأصحاب الأجندات الخارجية من كل الأطراف ومن كل الجهات دون استثناء. لننعم بعراق موحد وشعب موحد وغد افضل
مقالات اخرى للكاتب