حقيقة الأمر ما دعانا لإختيار هذا العنوان أعلاه لمقال الساعة ... هو التصريح الإستفزازي المخيب للآمال , والمثير للإشمئزاز , وللجدل والدجل في آن واحد , ألا وهو التصريح المقزز الذي خص به المرجع السستاني أحدى الصحف الغربية اليوم .. عندما سكت دهراُ ونطق .. تقسيماً وتهديداً ووعيداً مبطناً , بعد هذه السنوات الثلاثة عشر العجاف , عندما وصف الأحداث الجارية والمخاض العسير الذي يمر به العراق في حال لم تتحقق هذه المطالب الشعبية المشروعة , فإن الأمور ستؤدي وستفضي في نهاية المطاف إلى التقسيم ؟, وهذا التصريح بحد ذاته تصريح خطير وخبيث ومدروس بعناية ومقصود .. وفي نفس الوقت لا يعدو كونه فقط استفزاز لمشاعرنا كعراقيين .. بل نجزم بأنه اسخفاف واستهجان , إن لم نقل استهتار وتحدي لإرادة ومشاعر ملايين العراقيين الذين ثاروا ضد الظلم والفساد والتبعية لإيران وأمريكا .
من هنا ... كعراقيين يجب علينا توجيه تحذير شديد اللهجة إلى كل من تسول له نفسه استغلال هذه الظروف أو ركوب موجة المظاهرات لتحقيق مآربه وأهدافه الخبيثة , وكذلك ما يسمى المرجعية القابعة في سراديب مدينة النجف الأشرف , أو لمن أفتى ومازال يفتي باسمها قبل وبعد الاحتلال وحتى يومنا هذا , ونقول لكم جميعا وبشكل مباشر :
يا سيد سستاني أو لمن يفتي ويدجل باسمك من الحواشي والوكلاء والأسياد في لندن وواشنطن وقم وطهران , لابد لنا أن نذكركم ونضع هذه الحقائق أمامكم .. بأن المنتفضين والثوريين والمنكوبين في عموم العراق لم يخرجوا بطراً , أو من أجل تأمين الخدمات ومحاكمة ومحاسبة الفاسدين وإستعادة الأموال المنهوبة والمهربة فقط .. بل خرجوا بالدرجة الأولى من أجل الحفاظ على وحدة العراق وكرامة العراقيين وإعادة اللحمة الوطنية التي أفسدها سياسي الصدفة والأحزاب والكتل الطائفية المدعومة والمباركة ببركاتكم وتأيدكم حتى آخر لحظة , ولابد لنا أن نذكركم بتصريح المرجع بشير النجفي الهندي - الباكستاني , الذي خرج علينا عشية الإنتخابات قبل حوالي أكثر عام من الآن , وطالب العراقيين الشيعة بالتصويت لولده عمار الحكيم ... أي لكتلة ما يسمى المواطن ؟, والنتيجة يا سادة يا مراجع هو أن المتظاهرين اليوم في عموم العراق يلعنون تلك الساعة التي صوتوا بها لكتلة المواطن ولعمار الحكيم ومن أختارهم كمحافظين ومسؤولين خاصة في محافظة البصرة المنكوبة , ويقومون بحرق وتمزيق ورمي صور عمار بالحجارة .. وغيرها !.
إذا كفاكم نفاق ودجل ومهاترات ومزايدات , وكفاكم تهديد ووعيد بأن هذه الانتفاضة الشعبية ستؤدي بالنهاية إلى تقسيم العراق , وهذا هو الوتر الحساس الذي كنتم ومازلتم تعزفون عليه , أو تهددون وتلوحون بورقته بوجه أبناء الشعب العراقي , الذي حافظ وضحى وصبر كل هذه السنوات من القتل والخراب والدمار من أجل وحدة العراق ولحمة ووحدة أبناء شعبه , وسوف لن ولم يتوقف تسونامي الشعب الهادر الذي سيجرف الفاسدين ومن وقف ويقف معهم إلى مزبلة التاريخ , وأن التغير قادم لامحالة , والعراق سيبقى واحد موحد رغم أنف أمريكا وإيران وحلفائهم وعملائهم وزبانيتهم .
مقالات اخرى للكاتب