في سابقة، هيّ الأولى طيلة سنوات الزواج والعيش المشترك، تخرج المشكلة من بين جدران البيت ويفلت زمام الأمور، تتسرب الأخبار لتطرق أسماع الأهل، اهل الزوج، والزوجة الذين طالبوا بقدوم الرجل إليهم على عجل لتدارس الأمر، إحقاق الحق، وإنصاف إبنتهم المظلومة، الزوجة؛ وعلى غير عادتها من الكبرياء، وعدم الإعتذار، "أنا بنت فلان"، سبقت اللقاء المرتقب وأقرت بذنبها، وحدي سبب المشكل، انا المذنبة، إعتراف؛ أبطلت به مرافعة من تطوع للدفاع، وصدتهم عن الحضور، قال لها؛ لا أريد حضوراً يسعى لإثبات حق أحدنا، وبطلان آخر، ويعمق الازمة، نجاح الأسرة، كما تشظيها تضامني، كلانا يتحمله، إجتماع قصير، لم يحتاجا فيه نصير، أو محام، صغير كما الطاولة التي جلسا وأطفالهما إليها، تدارسا أس المشكل، والحلول، لينتهي بــ"صينية دولمة"، تناولها وحده، محذراً بإبتسامة؛ لا تذكري إنفرادي بها.
في الشأن العراقي، الأمر مختلف، لا إقرار بذنب، أو إعتراف، فعل السوء، الكوارث الكبيرة التي يعيشها الناس يتيمة، أقدار كُتبت علينا، لا نتاج سياسات خاطئة، وللنجاح؛ وإن شح آباء كثر، طوائف وعشائر، السياسة فقدت معناها، وفن الممكن بات عبئاً، يتقاذف الجميع عبرها الشتائم، كما سلال السُباب، سلطة حاكمة، احزاب متنفذة تستحوذ على مقدرات البلاد، وتتقاسم الثروات، ومكونات مستلبة الإرادة، خائرة القوى، لا تقوى على الضغط لصالح منافع عامة، الخدمات هنا، كما الحياة الكريمة والحريات التي يتباكون عليها كل يوم لا معنى لها أمام فوز عنوان طائفي فاسد بمنصب، يلعن كل منا الآخر، مهرولين للمجهول، في العراق؛ الطاولة أكبر، تلم شعث مكوناته، تسع الجميع إذا ما قرروا الجلوس للحوار، وتناسي المظلوميات، والثارات، والوقوف طويلاً على تلال الخرائب، يتقاسمون السلطة، والثروات، وصحن دولمة صغير يكفي إذا ما أستشعروا حقيقة الخطر المحدق، والمستقبل المظلم.
مقالات اخرى للكاتب