بغداد – تترقب أوساط عراقية عقد قمة ثلاثية مصغرة بين الرئاسات الثلاث نهاية الأسبوع الحالي تتزامن مع وصول رئيس الجمهورية جلال الطالباني إلى العاصمة العراقية بغداد بعد نحو الشهرين من مغادرته لألمانيا للعلاج، وبعد عودته الأسبوع الماضي لمقر إقامته في السليمانية، وسط أستمرار توافد الشخصيات السياسية المهنئه بسلامته والإطمئنان على صحته.
وتوافد على مدينة السليمانية الشمالية مقر سكن الطالباني العديد من القادة العراقيين للقاء الرئيس والاطمئنان على صحته بعد رحلة علاج في المانيا استمرت أكثر من شهرين وللبحث معه في الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد ومتطلبات حلها.
فقد أجتمع طالباني مع رئيس التحالف الوطني الشيعي ابراهيم الجعفري ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم ورئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي وبهاء الاعرجي رئيس كتلة الصدريين البرلمانية ومع سياسيين ومسؤولين اخرين كلا على انفراد وبحث معهم التطورات السياسية في البلاد مؤكدا على ضرورة الاستمرار في الحوار بين جميع الكتل السياسية وصولا الى تفاهمات تنهي الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اواخر العام الماضي.
ومن جهته اتصل المرجع الشيخ بشير النجفي بالطالباني للاطمئنان على صحته بعد عودته من رحلته العلاجية من المانيا "مبتهلا الى الله تعالى بالدعاء من أجل نجاح جهوده الخيرة لمعالجة المشكلات والخروج من الأزمات السياسية"، وأشار بيان رئاسي إلى أنّ المرجع "ثمن الدور الفعال لرئيس الجمهورية وجهده الحيوي في لم شمل جميع الأطراف لما فيه مصلحة البلد والشعب". وأضاف أن الرئيس الطالباني طمأن الشيخ النجفي على صحته مشيرا الى "مواصلة جهوده في أداء الواجب والمهام الدستورية من أجل ايصال البلد الى بر الامان والى ما يستحقه العراقيون من حياة كريمة راجياً الدعاء للتوفيق في هذه الجهود".
وكان نوري المالكي يرافقه نائبيه لشؤون النفط والطاقة حسين الشهرستاني ولشؤون الخدمات صالح المطلك بالاضافة الى عدد من الوزراء اجتمع مع الطالباني نهاية الأسبوع الماضي معربا عن ارتياحه لمتابعة الرئيس "لقاءاته وانجاز مهامه الكبيرة والمصيرية على الساحة السياسية".
وقال بيان رئاسي عراقي "تم خلال الزيارة تبادل الاراء حول الاوضاع العامة في البلاد ومسار العملية السياسية والعمل على توحيد الجهود من اجل حل المشاكل والقضايا العالقة حيث يواصل الرئيس لقاءاته واتصالاته في مدينة السليمانية من اجل مواصلتها الاسبوع المقبل في بغداد وبهذا الصدد جرى التأكيد على اهمية الدور الحيوي والفعال الذي ينتظر ان تقدمه لقاءاته واتصالاته الاسبوع المقبل في العاصمة".
ومن المنتظر ان يتواصل توفد المسؤولين العراقيين على السليمانية خلال الايام القليلة المقبلة للقاء الطالباني قبل انتقاله الى بغداد نهاية الأسبوع الحالي، للبحث معه متطلبات الخطوات المطلوبة للمباشرة بالاعداد جديا لعقد الاجتماع الوطني وعرض ورقة الاصلاح السياسي التي اعدها التحالف الوطني بديلا عن سحب الثقة عن الحكومة والذي فشلت القوى الداعية له من تحقيقه.
وكان الطالباني اتفق مع رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي اواخر الشهر الماضي على عقد اجتماع للرئاسات الثلاث بعد عودته الى البلاد داعيا الى عقد اجتماع للقوى السياسية في البلاد من اجل حل الأزمة السياسية. وأعلن الطالباني في السادس من اذار الماضي عن اتفاق مع القادة السياسيين على عقد الاجتماع في الخامس من نيسان الماضي.
وقال الطالباني في بيان انذاك "إنه بعد اجراء مداولات ومشاورات مكثفة مع المالكي ومع سائر القيادات والشخصيات السياسية، فقد تقرر الدعوة لعقد الاجتماع الوطني يوم الخامس من نيسان ودعا اللجنة التحضيرية المكلفة بالاعداد للاجتماع الى الاسراع في انجاز اعمالها وتهيئة برنامج العمل قبل الموعد المقرر".
وقد توقفت اجتماعات اللجنة التحضيرية للاجتماع الوطني منتصف اذار الماضي بعد أربعة اجتماعات فشلت خلالها اللجنة في تحديد موعد نهائي لانعقاد مؤتمر الأزمة أو الاتفاق على جدول اعماله، بسبب الخلافات بين القوى السياسية، وكل ما أنجزته أنها تسلمت اوراق عمل مقترحة للمؤتمر قدمتها الكتل السياسية الكبرى المشاركة، وهي الائتلاف الوطني والقائمة العراقية والتحالف الكردستاني.
وتحاول هذه الكتل السياسية الرئيسية الثلاث الان حل الأزمة السياسية الناشبة فيما بينها حول مجموعة من القضايا الخلافية، أهمها عدم اكتمال تطبيق اتفاقية أربيل التي تشكلت بموجبها الحكومة الحالية، فضلاً عن موضوعات استجدت كمشكلة التعامل مع مطالب بعض المحافظات بتشكيل أقاليم، وكذلك الحكم على نائب رئيس الجمهورية والقيادي في ائتلاف العراقية طارق الهاشمي بالإعدام لإتهامه بارتكاب "أعمال إرهابية" وانتقاله اواخر العام الماضي للإقامة في إقليم كردستان، الذي رفض تسليمه إلى السلطات الاتحادية، قبل أن ينتقل إلى تركيا. إضافة الى المشكلات بين حكومتي الإقليم في اربيل الإتحادية في بغداد ومنها عدم إصدار قانون للنفط والغاز ينظم صلاحيات الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وتأخر تنفيذ المادة 140 الدستورية التي تعالج مصير كركوك والمناطق المتنازع على تبعيتها بين الحكومتين.
في السياق أكدت مصادر سياسية عراقية، عن وجود توجه قوي جدا لعقد قمة ثلاثية تضم الطالباني والمالكي واسامة النجيفي بعد عودة الطالباني إلى بغداد نهاية الأسبوع الحالي. وقالت المصادر ان القمة ستكون المرتكز الاساسي للانطلاق نحو حل المشكلات وايجاد اليات لتطبيق المشروع الاصلاحي وانهاء الخلافات للحفاظ على المشروع الوطني.
واكد القيادي في التحالف الوطني الشيخ همام حمودي "انعقاد القمة بين الرؤساء الثلاثة"، وقال "من المقرر ان تعقد القمة عقب وصول رئيس الجمهورية إلى بغداد"، واضاف "نأمل ان يتمكن الطالباني من الجمع بين الاطراف، خاصة ان بعض المشكلات تم حلها من قبل الكتل السياسية فيما يتعلق ببعض القوانين المهمة وموضوع الخلاف بين المركز والاقليم".
واكد النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد السلام المالكي ان القمة ستعقد في لقاء قريب يجمع رئيس الجمهورية جلال الطالباني برئيسي الوزراء والبرلمان نوري المالكي واسامة النجيفي. وقال ان "عودة رئيس الجمهورية باعتباره راعي الدستور امر مرتقب من كل الكتل السياسية كونه يمثل منطلقات جديدة داخل الكتل السياسية لانه سيحل الكثير من المشكلات والقضايا العالقة والكثير من الامور المهمة التي تحتاج الى مصادقة رئيس الجمهورية".