العراق تايمز: يلف الغموض مصير مئات الجنود العراقيين المحاصرين من قبل ارهابيي تنظيم داعش في منطقة السجر شمالي مدينة الفلوجة في محافظة الانبار منذ يوم الجمعة.
ووصل تضارب الأنباء حول مصيرهم إلى المصادر الرسمية التي قال بعضها إنه تم تحرير المحاصرين في حين قالت أخرى إن الاتصال انقطع بهم.
فقد نقلت قناة العراقية الفضائية شبه الرسمية امس الاحد عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة قاسم عطا قوله إن قوات من وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز مكافحة الارهاب مدعومة بمقاتلي الحشد الشعبي وبغطاء جوي من قبل طيران الجيش العراقي قد دخلت منطقة السجر لفك الحصار عن الجنود.
واضاف عطا أن "طيران الجيش العراقي يدك الآن اوكار الارهابيين في المنطقة"، مشيراً الى انه "لا يوجد خيار امام ارهابيي داعش المحاصرين في السجر الا الاستسلام".
وتابع ان هناك هروبا جماعيا لعصابات داعش في منطقة السجر، في إشارة إلى فك الحصار عن الجنود.
لكن بعد ساعات من تصريحات عطا عادت وزارة الدفاع العراقية لتقر بفقدان الاتصال بعدد من جنودها قرب منطقتي السجر والصقلاوية قرب الفلوجة حيث لايزال كثير منهم محاصرون من قبل ارهابيي داعش.
وحذرت الوزارة من المساس بهؤلاء الجنود، ممّا ولد مخاوف لدى الاوساط الشعبية العراقية من تكرار مجزرة طلبة القوة الجوية في قاعدة سبايكر في مدينة تكريت.
وأعدم ارهابيو داعش نحو 1700 من طلبة قاعدة القوة الجوية في تكريت في حزيران الماضي رميا بالرصاص بعد سيطرتهم على ثلث مساحة العراق بينها تكريت.
وتشير التقديرات إلى ان عدد الجنود المحاصرين يبلغ نحو 400 عسكريا. وعادة ما يقوم ارهابيو داعش بإعدام أفراد الأمن العراقيين إذا وقعوا في قبضتهم.
وتقع منطقة السجر شمال مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" منذ مطلع العام الحالي، وتقاتل القوات العراقية هناك لإحباط محاولات التنظيم للاستيلاء على مقر فوج للجيش صمد أمام محاولات اقتحامه خلال الأيام العشرة الأخيرة.
وفي هذه الاثناء تداولت صفحات التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصورا لشخص يبدو انه راقد في المستشفى زعم انه من الجنود الناجين من الحصار في منطقة السجر.
وروى ان معلومات وردتهم من الفرقة الى لواء الصقلاوية تؤكد تامين الطريق بين الصقلاوية والسجر، مشيراً الى توجه الجنود والضباط الى منطقة السجر ومهاجمة داعش لهم ممّا اسفر عن مقتل واصابة العديد منهم.
وتحدث الجندي الذي كان مصاباً بعيارين ناريين انه لم تصلهم الامدادات والتعزيزات العسكرية من قبل طيران الجيش العراقي.
وكان قائد عمليات محافظة الأنبار الغربية اللواء الركن رشيد فليح قد اعلن امس فك الحصار عن 400 ضابط وجندي، الذين يحاصرهم التنظيم.
واوضح أن المحاصرين هم خمسة أفواج ضمن اللواء 30 في الفرقة الثامنة من الجيش. مشيرا الى ان العملية العسكرية مستمرة وسوف يتم الإعلان عن نتائجها بعد انتهائها.
ومثلما يلف الغموض مصير الجنود فإن الغموض يسود نتائج العملية العسكرية في تلك المناطق ومصير القوات التي شنت هجوما لفك الحصار عن الجنود، حيث لم يصدر أي توضيح رسمي عنها بعد.
فيما لم يعرف بعد فيما اذا وقع جنود في قبضة الارهابيين أم أنهم مازالوا محاصرين.
وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أمر امس طيران الجيش بمساندة ودعم العسكريين المحاصرين لفك حصار "داعش" عنهم، بعد أن نفذ الغذاء والماء لديهم وقيام ارهابيي داعش بتلغيم جميع الطرق المؤدية الى مكان وجود العسكريين بالعبوات الناسفة.
وكالات
