انشغل العراقيون منذ ايام عدة بمشكلة طفح مياه الامطار ووصولها الى منازلهم، لكن ذات الامطار لم تُشغل الحكومات المتعاقبة منذ 2003 وحتى الان ولو لساعة واحدة بفتح باب العطاءات للشركات الاجنبية المختصة لتنفيذ مشاريع وتصاميم جديدة لمجاري البلاد، على العكس من ذلك تُصرف وللعام الثاني على التوالي اموالاً كبيرة على المناطق والعوائل التي تضررت جراء تلك الفيضانات.
رئيس الحكومة نوري المالكي اتهم خصومه السياسيين بالعمل على اغلاق المجاري وايقاف محطات سحب المياه، هذا التصريح لا اعتقد يصدر من اقل الناس حكمة في هذا البلد، فكيف خرج من رئيس وزراء جمهورية بلد تاريخ حضارته اكثر من 7000 الاف عام!!!، البعض من المُعارضين لرئيس الوزراء وسياساته اعتبروا ان هذا التصريح اول "الاحتضار"، اما مؤيديه فلم تنطق السنتهم وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي باية ردة فعل ازاء هذا التصريح او حتى الدفاع عنه.
ربما انتاب ريئس الوزراء الخطر او ربما قام بتنبيهه احد مستشاريه او احد من حاشيته بان نجاحه وتفوقه على الاعتصامات والتظاهرات التي حدثت في عموم العراق خلال السنتين ونصف الماضية، ربما لايتكرر هذه المرة اذا خرجت التظاهرات والاعتصامام "بحرقة" عراقية جراء سوء الخدمات الذي تشهده محافظات العراق الوسطى والجنوبية.
كان الاجدر بكل من اعترض على تصريح رئيس الوزراء الذي اتهم خصومه بالعمل على اغلاق المجاري ان يشفقوا عليه، لان ان يلوموه، لأنه لم يستشر احد ولم يقم احد بتقديم النصيحة له، لا من مستشاريه ولا من المقربين منه قبل اطلاق هذا التصريح، واعتقد انه الان يلوم نفسه بسبب العجلة التي اطلق بها التصريح.
طفح مجاري البلاد وغرق مدن الجنوب والوسط كانتا رصاصة الرحمة في محاولات زعيم ائتلاف دولة القانون بالحصول على الولاية الثالثة، وكذلك هي فرصة مناسبة لخصومه بالتقاط الصور وسط بحيرات المياه التي تعم مناطق العراق، فكانت مصائب العراق عند خصوم المالكي فوائد، وعند المالكي خسارة، ولأهل العراق مصيبة.
مقالات اخرى للكاتب