عذرا سيادتكم على تطاولي ولكني مضطر كوني سأغرق بخيرات بلدي وأنا أموت من الجوع!!
ما لا افهمه سيادتك كيف ونحن بلد لديه نهرين نخاف من زيادة مناسيب المياه فيهما، ومع ذلك نعاني من قلة المياه العذبة والتصحر!!
ما لا استوعبه كيف ونحن لسنين ندعو ونصلي صلاة الاستسقاء، وعند المطر نغرق وتتحول بيوتنا إلى عوامات!!!
ما يدهشني سيادتك إن ماليزيا وهي بلد استوائي زاخرة بالإمطار على طول السنة، لديها مشاريع تصريف مياه عملاقة كلفت اقل مما صرف ويصرف لحد الآن على تطوير مياه الصرف الصحي لبغداد فقط، ومع ذلك تعرضت عاصمتها إلى فيضانات سنة 1999، فما كان منها إلا أن أطلقت فكرة النفق الذكي هو الأول من نوعه في العالم بطول 9.7 كيلو متر وبثلاث طبقات ذهاب وإياب ونهر، يستخدم للوصول السريع للعاصمة بعيدا عن الاختناقات المرورية، وكذلك عند زيادة مياه الإمطار يغلق ويحول إلى نهر ينقل الماء إلى خزانات للاستفادة منه لاحقا لإغراض أخرى، هذا النفق أنيط بنائه لشركة عالمية بكلفة 500 مليون دولار عن طريقة الاستثمار أي أن الدولة الماليزية لم تدفع لبنائه سنت واحد !!!
بينما في بغداد سلم مشروع تطوير مياه الصرف الصحي إلى مقاول أسمه (مهاوش) أعتقد انه ممن قمت بالمن عليهم ورفعت تصنيف شركاتهم من الخامسة أو الرابعة إلى الأولى كما ذكرت في لقائك المشهور، وهو المقاول الوحيد في العالم الذي ما زال يستخدم الحفارات الاعتيادية لمثل هذا المشروع بدل المخندقات التي تستخدم في كل العالم وتستخدمها الشركات التركية في شمال العراق، طبعا لا نتوقع أن يكتمل هذا المشروع في هذه الألفية وان اكتمل فلا نتوقع نجاحه، ولكن يكفيه شرف المحاولة ويكفينا غرق بيوتنا مع كل زخة مطر، في انتظار تنحي سيادتك وإزالة الآثار السلبية لمهواش وجماعته حتى نستطيع الرجوع إلى المسار الصحيح والبداية من نقطة الصفر !!!
مقالات اخرى للكاتب