العراق تايمز ــ كتب كاظم فنجان الحمامي: ننتظر من مؤسساتنا الصحية في عموم المحافظات العراقية أن تعلن حالة التأهب لمواجهة التحديات الخطيرة التي خبأتها لنا المياه الراكدة في تجاويفها الآسنة, والتي ستظهر على السطح, لتنشر أمراضها المميتة في المراحل المكملة للفيضان.
نخشى من تفشي أمراض الإسهال والكوليرا والحصبة في المراحل الأولى, مع احتمال تفشي أمراض الجلد والحساسية والملاريا وأمراض الجهاز الهضمي في المراحل اللاحقة.
ونحن إذ نحذر من احتمال تفشي الأوبئة الناجمة عن الفيضانات, نهيب بمؤسساتنا الصحية التوجه فوراً نحو الأماكن الموبوءة, وتوفير مياه الشرب المعقمة, وتقديم الدعم الطبي اللازم لسكان المناطق المتضررة, والحد من انتشار الأمراض والأوبئة, ونهيب بفرق الوقاية الصحية أو الصحة الوقائية بضرورة القيام برش المواد والمبيدات لمكافحة البعوض والقوارض.
وندعو المجالس المحلية وفروع الشركة العامة لتوزيع المنتجات النفطية للتعجيل بتوزيع الحصص المقررة من مادة النفط الأبيض (الكيروسين), والمباشرة أولاً بالمناطق المنكوبة والأحياء الفقيرة والقرى الغارقة في المستنقعات الرطبة, فالموجات الهوائية الباردة في طريقها إلينا ونحن على أبواب موسم الشتاء القارص, ولا بأس من قيام بعض الكيانات السياسية الآن بتوزيع البطانيات السميكة لتوفير الدفء للأطفال والشيوخ بدلا من توزيعها في فصل الصيف من أجل تحقيق بعض المكاسب لحملاتهم الانتخابية الفاشلة.
واستكمالا لما تقدم نتأمل من منظمات المجتمع المدني, ووكالات الإغاثة, ومراكز توزيع الحصص التموينية, ضرورة قيامهم بتوزيع المؤن والأدوية والحاويات والأكياس البلاستيكية وأغطية النايلون والحصر والناموسيات والجليكانات على المناطق المتضررة والأسر المنكوبة والقرى الفقيرة, وحبذا لو قاموا بتوزيع بعض المؤن الآن, إن كان في مخازنهم بعض الكميات المخزنة منذ أمد بعيد قبل فوات الأوان, وقبل تعرضها لفقدان الصلاحية, وقبل إتلافها في مكبات الطمر الصحي.
ولسنا هنا بحاجة إلى تنبيه مدراء البلديات في عموم المدن العراقية, فهم أدرى من غيرهم بالمهمات الصعبة المنوطة بتشكيلاتهم الكثيرة, ونرى ضرورة السعي نحو إزالة أكداس القمامة من الأزقة الضيقة, وإزالة النفايات المتجمعة خلف الأسواق الشعبية, والطافية على سطح المياه في البرك الراكدة, ويتعين عليهم القيام بحملات مكثفة للقضاء على تجمعات الكلاب المريضة السائبة.
ولا مجال هنا لتوجيه الدعوة للأقطار العربية المنافقة, التي دأبت على إرسال خلاياها التخريبية المتخصصة بتنفيذ عمليات التفخيخ والتفجير في الأسواق والساحات والتجمعات العراقية, في الوقت الذي تتظاهر فيه بتغطية حملات الإغاثة في المناطق الأفريقية والهندية المنكوبة, فمؤسسة (قطر الخيرية), التي تتظاهر بالخير وتستبطن الشر, هرعت لتقديم مساعدات الدعم والإغاثة لجمهورية (مالي), بمليارات الفرنكات الفرنسية, بإشراف مديرها (سعيد الزلكامي), وما أكثر هذه المؤسسات المتلونة في الوطن العربي.
نحن هنا لسنا بحاجة إلى المساعدة من أحد, لكننا ارتأينا التعريض بمثل هذه المنظمات العربية الخبيثة, وتحذير الناس من مخالبها, لذا نطلب من أعضاء المجالس المحلية العراقية رفض أي مساعدات قد تتقدم بها تلك المنظمات العربية المريبة, أو المنظمات الإسلامية المشبوهة.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين