Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كبدي تمشي على الارض
السبت, تشرين الثاني 22, 2014
محمد غازي الاخرس
قبل يومين تخطر لي أن أصدق ما قيل في الشعر ربما هما البيتان الشهيران اللذان نحفظهما: وإنما أولادنا بيننا.. أكبادنا تمشي على الأرض.. لو هبت الريح على بعضهم.. لامتنعت عيني عن الغمض. أي وحقّ من جبل قلوبنا من عجينة الرحمة، تذكرت البيتين وأنا أتقلب على حسك السعدان متوهما أن الدنيا قد اسودت في عيني بسبب ما جرى لولدي حسوني. تخطرت الأبيات لي ليلا وأنا أغالب دمعتي ناظرا لمكانه الخالي حيث يلهو كل مساء. كنت تركته في مستشفى الجوادر مع أمه وعدت حزينا. قلبت الليل ظهرا لبطن وحاولت النوم دون جدوى، ما إن أكاد أغفو حتى أتذكر كيف "برطم" حين رأني مقبلا نحوه هلعا في قسم الطوارئ. ما إن يتقرب صفق طائر الرقاد قريبا من عيني حتى تلتمع صورة رجله المكسورة وهي "تتلولح" حسب وصف ابن الجيران، ومع هذه وتلك، أرتعد كالسليم وتغلبني شهقتي. كان يقف في الشارع هو وأصدقاؤه وإذا بفتى يركب دراجة بخارية يمرّ مسرعا، وفي اللحظة التي همّ ولدي باتقائه إلى جهة ما، استدار الفتى في الاتجاه نفسه فصدمه وكانت النتيجة أن كُسرت ساقه وخلسه الرعب. هكذا وصف لي الحادث وهو يحاول التخفيف عن ذنب الفتى كونه جيراننا وشقيق صديقه. عذبني المشهد لساعات وحرمني النوم، ولما يئست من مجيء غفوتي اتصلت بأم العيال، كانت الساعة الرابعة فجرا، كلمته وارتحت.
أي والله، لقد شتمت تلك اللحظة، لحظة صدمه، وتمنيت لو كان بمقدوري محوها من دفتر الزمن، لكن ذلك ليس متاحا، فالقدر غلب الحذر؛ توصي ابنك أن يحذر ولا يكثر الخروجَ من البيت انطلاقا من خوفنا الموروث من "التايهات" فينصاع لك نسبيا. لكن فجأة، تأتيه التايهة من حيث لا يحتسب ولا نحتسب، ليتأكد لنا، من ثم، أنه ما من أحدٍ بمنجى عنها ولو لبس حرز النبي سليمان، فكيفَ بأطفال يتجولون في شوارع تبدو الدراجات البخارية أكثر من مارتها ! وهو أمر يتوجب على السلطات الانتباه له بعد أن خرج عن نطاق السيطرة. 
الآن، بالعودة لسهادي الأشدّ وطأة الذي مرَّ بي ليلة رقاد ابني في مستشفى المكاريد، أعني مستشفى الجوادر الذي سأتوقف عنده لاحقا، فإنني حمدت الله وشكرته، فالأمر مجرد ساق مكسورة، فكيف بآباء قتلى سبايكر وأمهاتهم، كيف بأولئك الذين رأوا فتيانهم يعدمون أمام أعينهم ويُلقى بهم في النهر! كيف بتلك الأم التي لاح لها كبدها وهو ينحر ويُتَلاعب برأسه! كيف قضى ويقضي الآباء والأمهات ليالهم بعدها! 
أسئلة هان أمامها انكسار ساق كبدي التي تمشي على الأرضِ؛ لو مرّتْ الريحُ على بعضهم ..لامتنعت عيني عن الغمضِ ..فحفظ الله أولادكم من كل ريح تجرحهم وجنبكم السهاد حزنا عليهم آمين يا رب العالمين.
مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.34948
Total : 101