موسوعةُ غينيس للأرقام القياسية,مؤسسة انطلقت بفعالياتها من انكلترا,عُرفت بتسجيلها للحالات الغريبة والعجيبة,ومن جميع بقاع العالم وبمعدلٍ سنوي, إضافة إلى تدوينها اكبر واصغر وأطول واقصر وأكثر وأثرى وأسرع وغيرها من الحالات المثيرة للانتباه في المجالات المختلفة عالميا.
يعرِفُ المُطّلِع ان أول نسخة صدرت من كتاب غينيس للأرقام القياسية,كانت في عام 1955 .
وعند تصفحي أهم الحالات المسجلة من قبل القائمين على هذه المؤسسة التي أصبحت اليوم من أهم مراجع الأرقام القياسية العالمية,وجدتُ حالةً أثارت انتباهي,وهي عبارة عن تجمع بشري ل 13597 شخصا في المكسيك,تجمعوا من اجل الرقص على أنغام موسيقى أمريكية,القائمون على هذه الموسوعة مندهشون من كثرة هذا التجمع.
اقول لغينيس,لقد داهمك الخطر,وستضطر الى غلق موسوعتك هذه,وتطلب الانضمام إلى موسوعة أكثر عالمية من موسوعتك, واوسع تأريخا منها,واشد غرابة في ما تحتويه هذه الموسوعة من ارقام وألفة بين القلوب,ومحبة بين بني البشر,رغم اختلاف افكارهم وجنسياتهم ومناصبهم ومستوياتهم الثقافية,ومساعدات انسانية فاقت التوقعات واجتازت الحسابات الذهنية لك وللعاملين معك,انت اليوم امام غرائب وعجائب الماراثون والظاهرة الكبيرة المستوحاة من معركة انتهت قبل 1400 سنة,كان ضحيتها رجلا كأي الرجال بظاهره,لكن مكنونه يختلف تماما,الا عن المصطَفين مثله,من قبل الخالق الواحد الأحد (الله جل شأنه).
اتعلم يا غنيس ان التجمع البشري الذي استطاع هذا العظيم جمعه بروحه وليس بالدعايات المضلة,فاق العدد الذي افتخرت به في موسوعتك الفقيرة بالنسبة له,بأكثر من (1300) مرة.
وان الحالات الغريبة والعجيبة الموثقة في هذه المسيرة المليونية,ان عُدت وأُحصت,فأنها تغزوعجائبك وغرائبك التي سجلتها منذ عام 1955 ولحد هذه اللحظة,وتجعلها في طي النسيان.
أتعلم يا غينيس,ان الأفعى السوداء,او النهر الثالث, التي تمتد او الذي يمتد من اقصى جنوب العراق الى ضريح سبط رسول الاسلام,الامام الحسين(ع) في مدينة كربلاء,وسط العراق,ما هي او ماهو الا عبارة عن اُناس شغفهم حب هذا المصلح الثائر بوجه الطغيان والاستهتار بمقدرات الشعوب,الذي مارسه اجداد طغاة وارهابيي اليوم.ضحى بنفسه وعياله من اجل الإنسانية,فضحوا بالغالي والنفيس من اجله , وهل تعلم سيدي غينيس,ان هذه الملايين الزاحفة,لا تحمل معها طعاما ولاشرابا,وان طعامهم وشرابهم ومكان راحتهم ومنامهم بالمجان , مَن مِن شعوب العالم له هذه الثقة بشخص رسم في قلوبهم المحبة قبل ان يولَدوا باكثر من الف عام .
هل تعلم يا غينيس ان الغرب يواجه عاصفة عشاق الحسين بالصمت الإعلامي تارة,وبمحاولة النيل منها تارة أُخرى, وان كان بعض وسائل الإعلام نطقت بخجل,كصحيفة الاندبندنت البريطانية,التي اعتبرت زيارة الأربعين اكبر وأرقى التجمعات الدينية في العالم,الصحيفة التي قارنت بين اكبر عدد وجبات طعام قدمت لضحيا زلزال هاييتي وكانت (4) ملايين وجبة طعام, بينما خلال الزيارة الاربعينية قُدمت نحو (200) مليون وجبة منها وحسب حساباتهم.
الفت نظرك يا غينيس,ان الغرب ليس وحده من يحاول حجب شمس الاربعين,لا, بل من المسلمين انفسهم من يجد بهذه الزيارة خطرا يهدد مكانته,فالسعودية مثلا,فشلت في ادارة مراسم الحج لاكثر من عام,رغم ان عدد الحجيج اقل من عدد زائري كربلاء بخمسة مرات,فمن الطبيعي ان نجد صحيفة الشرق الاوسط السعودية,تنتهك حرمة العراق وزائري مرقد الحسين (ع) وتنعتهم بنعوت هي احق بها .
فعذرا غينيس,ان ما تمتلكه من ارقام لا تمكنك ولاتؤهلك من دخول موسوعة الحسين(ع), اجتهد اكثر, لعلك تحضى في السنوات القادمة بدخولها .
مقالات اخرى للكاتب