في ثمانينيات القرن الماضي، حيث الدراسة الجامعية الجميلة، أطلق أحد اساتذتنا الاعزاء لقب (الوسيم) على أحد زملائنا من باب المزاح! ليصبح أللقب قائم على صديقنا ليومنا الحاضر؛ رغم التجرد، والتصحر الذي أصاب رأسه، ليصبح أصلع! مع ذلك أستمر هذا اللقب عليه رغم ما أخذ العمر منه.
اليوم؛ أعاد علينا وسيم بغداد الذكريات، ليطلق على نفسه هذا اللقب(من مدح نفسه ذمها)، ومن حقه ان يفخر، كون عمره مقارب لصديقنا الوسيم السابق، ولم يصل له التجريد الصحراوي لمقدمة رأسه.
عبعوب؛ تلك الشخصية الانتهازية التي خدمتها الظروف، لتلج علينا بكونها شخصية سياسية، حالها حال كثير من هذه الشخصيات التي سلطها الزمان علينا، لتتصدى للعمل السياسي، والخدمي التي ليس لها هدف سوى إشباع رغباتهم الشخصية، وجمع الاموال بشتى الطرق، ليكونوا بين ليلة وضحاها من أصحاب المليارات، متناسين قول سيد البلغاء "ما جمع مال إلا عن بخل أو حرام".
كان الاجدر بالسيد عبعوب أن يفتخر بخدمة أبناء بلده، سيما مدينة بغداد كونه امينا لها! منذ أكثر من أربع سنوات، لتزداد حالتها سوء، يوما بعد اخر، فبعد ان كانت بغداد من المدن الجميلة، التي تكاد تضاهي أغلب المدن العربية ،حتى الزرق ورقية أصبحت ألان تنافس بل تتصدر أقذر المدن، وأتعسها على المستوى العالمي، العربي او الاقليمي.
العراقيون اليوم، أصبحوا مولعين بالسياسة، وخفاياها، ومتابعين لها، بيد إن أغلبهم أصبح ناقدا سياسيا ومحللا محترفا، لتتحول جميع مجالسنا اليومية الى إستوديوهات للنقد، والتحليل السياسي، كل حسب ثقافته ومعرفته، متناسين الهدف الاساس لهذه الجلسة، او تلك.
قد يتفق معي كثير من المتابعين للمشهد السياسي العراقي، بدخول السيد نعيم عبعوب للساحة، كلما أشتد وطيسها! فصخرته الشهيرة؛ أخذت ما أخذت من المساحة أبان عوم بغداد بمياه الامطار، من ثم تلتها ألايباه، وزرق ورق، وأخيرا الوسامة! التي يحاول من خلالها أن يسحب نظر، وأفكار الراي العام العراقي، وحتى العالمي من قضايا الفساد، والفضائيين التي أخذ السيد العبادي على عاتقه كشفها، وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة.
من حق الانسان أن يفتخر، بحسبه، ، وأخلاقه، وأعماله كونها من صناعته، أو أسلافه، لكن أن يفتخر بشي لم يفعله هذه هي قمة السذاجة، كأن يفتخر بجماله، أو عقله، أو كمال خلقه، لأنها من هبة الخالق عليه((وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون (المنافقون 4 ) )
مقالات اخرى للكاتب