يبدو ان آفة الفضائين لم تقتصر على الجيش والشرطة والوزارات الاخرى ، بل ان هذه العدوى انتقلت مع الاسف الى الزيارات الدينية ، فكما هو المعلوم ان الدولة تقدم المساعدات الى اصحاب المواكب من المواد الغذائية ونفط وقناني المياه ومساعدات اخرى ، لكن يبدو ان اصحاب النفوس الضعيفة استغلو حتى هذه الشعائر المقدسة واخذو يبالغو بعدد المواكب والزوار ليحصلو على اكبر كمية من المساعدات ، فكلما بالغو بعدد الزوار الفضائيون يزداد بالطبع المساعدات ، والتي بدورها سوف تباع في السوق السوداء ، في ظل غياب احصاء سكاني دقيق فيبقى نفوس العراق لغزا ، لكن في احسن الاحوال لم يتجاوز 32 مليون نسمة ، ونسبة الشيعة بحدود 60 في المائة اي بحدود 18 مليون نسمة ، فهل يعقل ان جميع الشيعة بكبارهم وصغارهم ومرضائهم وافراد الجيش والشرطة وعراقيي الخارج شاركو في هذه المراسيم في ظل هذه الظروف الامنية الصعبة ؟
على الدولة الفصل بين السلطات وعدم التدخل في شؤون ليس من شآنها ، فهناك مؤسسات دينية تقع على عاتقها تنظيم هذه الزيارات كالوقف الشيعي والحوزات حيث ان لهم حصة من الميزانية ، كما ان جزء من هذه المسؤلية تقع على الناس المؤمنين بهذه الشعائر من خلال جمع التبرعات ، فان كان من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب فالافضل ترك الامور تجري بالانسيابية بدون دعم مادي وتنظيم هذه الزيارات بشكل حضاري بحيث لا يؤثر على عمل الدولة وعلى حياة المواطنين .
مقالات اخرى للكاتب