لم يكن تأسيس حزب البعث العربي الإشتراكي وإسرائيل خلال سنتين متقاربتين في 1947- 1948 جزافا ويعتمد التخطيط على أبعد من ذلك التأريخ من خلال دراسة تغيير جذري للمجتمعات العربية والشواهد كثيرة لعل أبرزها ماوصلنا إليه الآن وأطلع العالم بأجمعه على حزب البعث العربي الإشتراكي منذ نشأته وتأسيسه وقيام أزلامه بالحكم وممارسة السلطة وآندثر هذا البعث بنهاية مشينة وأُعتبرعلى أنه من أكثر الأنظمة دموية وأشدها بطشا على مدى أربعة عقود ومايزيد حيث لطّخ أكثر صفحات سجله بدماء الشهداء والسجناء والمظلومين والمشردين واختراقه من قبل أي حزب كان توجهه , أو شخصية والأدهى إن كان الحزب إسلاميا يعُده إنقلاباً وإنتقاصاً لحكم جبروته وإستهزاءاً بقيادته بناءاً على مؤتمراته الذي يصف الرجعية الدينية خطرعلى تقدم البلدان وساعة صفر بالتهديد لمنهاحه .
وجود نظام صدام وما سبقته من احداث من اغتيالٍ للزعيم عبد الكريم قاسم وبعض من المسؤولين وإقصاء عبد السلام عارف وتنحية احمد حسن البكروتهميش الكثير من البعثيين لها مؤشرات ودلالات عن وجود مؤسسة تتبنى هذا النظام ضمن أطر مدروسة تريد منه الدخول للأهداف المرسومة لترتيب الخطوات بثبات ودراسة معمقة ووجود الزنديق ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث أكبر برهان على ذلك لوجود الخلفيات المتعلقه به.
سعى حزب البعث منذ البداية إلى ترتيب أطاره العام وقام بتجنيد الكثير من صفوفه في إختراق الأحزاب المتعددة في وقته وتشكيل جهاز المخابرات سنة 1973الذي يريد منه حماية نظامه وغلق الأبواب أمام مناوئيه إضافة إلى رفد مؤسساته بالمنهج البعثي على أن يكون كل فرد بعثي وإن لم ينتمي .
تشكيل حزب الدعوة وإنطلاقته من النجف الأشرف والبصرة كبداية تأسيس ولوجود النفس الديني عند أغلبية الشيعة في الوسط والجنوب فضلا عن وجود بعض النفس الديني عند أهل السنة وتعانق المذاهب بين مصادرها وتزامنه مع أحداث البعث جعل النظام العفلقي يخطط للمستوى البعيد كما يخطط لأجهزته المخابراتيه إختراق الدول التي تريد منه سوءاً فيبحث عن طرق لاتدخل ضمن الشبهات في عمله للآخرين لحماية النظام من التعرض إلى نكسات ولذلك شن حملات إعتقالات بصفوف حزب الدعوة في يداية السبعينات وأعدم الشيخ عارف البصري وصحبه سنة 1974.
أعتمد النظام البعثي مسلكا لاتوجد فيه شبهة ولاريب كما أوهن أهالي بغداد عند الإنقلاب برفع صور عبد الكريم قاسم على دباباتهم عند إقتحامهم وزارة الدفاع آنذاك وللقرب والدخول إلى أيدلوجية حزب الدعوة ومعرفة تحركاته شكّل فريقا يضم خبراء في كل علوم الأمن والاستخبارات وبرعاية بريطانية يقرأ فيها ثغرات نمط الدعوة وكيفية القضاء عليه قبل إنتشاره فكانت الحوزة العلمية أفضل الأبواب ولوجا وسلاسة لتبدأ مرحلة نهاية حزب الدعوة
بدأت المرحلة حينما دفع النظام البعثي أحد مشايخ الحوزة العلمية والذي يقترب إلى سلوكيات حزب البعث شكلا ومضمونا للانضمام وبطريقة سرية إلى حزب الدعوة الإسلامية سنة 1968 وبدأ بالتحضير لمجموعات أخرى تدقق معلوماتهم ضمن أجهزة التنظيمات الحزبية وتحت الرعاية البريطانية ضمت أسماء منها قد أغتيل ومنهم تم تنصيبه في عمل خارج العراق وتم بعدها إنضمام آخرين على مدى سنوات السبعينيات من ضمنهم نوري كامل المالكي الذي أُعد لهذه المهمة مع أخرين من فريقه الذي سأذكر بعض أسمائهم .
إختيار المالكي جاء بناءا على معطيات كانت من أبرزها أن التوجه العائلي علماني محض بدلالة جده أبو المحاسن ووجود خلفيات تهيئه لهذا العمل إرتباط أسرته بوزير الخارجية العراقي ورئيس المجلس الوطني سعدون حمادي ووجود أخرين في إعتبارات أخرى منهم الرفيق ضياء يحيى العلي البعثي الكبير الذي عمل في عدة مسؤوليات في حكم البعث إضافة إلى المحيطين به من الأقارب في تنظيمات حزب البعث.
مقالات اخرى للكاتب