(على الرغم من أنه يحمل اسم «أطفال سعوديون مهجورون»، فإن الموقع الالكتروني الجديد يشتمل على عشرات من قصص أمهات أميركيات عزباوات يجمع بينهن القاسم المشترك المتمثل في أنهن حملن وأنجبن من طلاب جامعيين خليجيين بمن فيهم كويتيون وسعوديون وقطريون وإماراتيون، لكن أولئك الطلاب اختفوا لاحقاً وتخلوا عنهن وعن أطفالهم) بهذا المقطع نشرت صحيفة الرأي الكويتية يوم الاحد الماضي العشرون من كانون الثاني خبرا تحت عنوان (أميركيات أنجبن من «جامعيين» كويتيين وخليجيين ... يلاحقنهم عبر الإنترنت لمقاضاتهم) ويضيف الخبر (ويوضح الموقع، الذي يشتمل على بيانات باللغتين الانكليزية والعربية، أنه يهدف أساساً إلى تسليط الضوء على محنة أولئك الأمهات ومساعدتهن في الوقت ذاته على اقتفاء أثر آباء أطفالهن غير الشرعيين، إذ أنهم كانوا نتيجة علاقات أقيمت خارج إطار الزواج في فترات إقامة ودراسة أولئك الطلاب الخليجيين في الولايات المتحدة ) ثم يذكر حالة احدى الاميركيات فيقول (ومن بين القصص الواردة في الموقع قصة أم عزباء أميركية شابة (27 عاماً) أطلقت على نفسها لقب «أم سامي» وأنجبت من طالب جامعي سعودي، وقالت في سردها: «لقد اعتنقت الإسلام من أجله ثم حملت صبياً منه وأطلقت عليه اسم سامي قبل أن يولد. لكن والد سامي هجرني بشكل مفاجئ عندما كنت في الشهر السابع من الحمل. وحاليا يبلغ سامي من العمر 3 سنوات وسيسألني يوما عن والده. أنا لا أسعى إلى المال أو الشهرة بل كل ما أريده هو أن يأتي والد سامي للتوقيع على الأوراق الرسمية اللازمة لتقنين وضع ابننا .
بهذه الوقائع ومن خلال خبر الصحيفة الكويتية يتبين مدى فسق وفجور وعدم مسؤولية وفقدان رجولة هؤلاء الخليجيين الذين يقترفون هذه الجرائم وهم في عمر الشباب فيا ترى ماذا سيفعلون عندما يصبحوا رجالا ولماذا لا تضع الحكومات الغربية اسماءهم على لوائح خاصة لاعتقالهم عند زياتهم لدولها سواء لاستكمال دراساتهم او للزيارة او كمسؤولين حتى يكونوا مسؤولين عن اطفالهم ؟
لاشك ان فعلهم اللانساني و واللاخلاقي بل والاجرامي هذا هو نتيجة تعليمات ديانتهم الوهابية ومشياخهم الذين لا يتورعون عن ارتكاب اكبر الاثام و الذنوب ويعلمونها لطلبتهم الذين يكملون تعليمهم في الغرب حيث يصفون الغرب بانها بلاد الكفر وكل شيء مباح فيها .
قد يقول البعض وما ذنب الحكومة السعودية او الاماراتية او القطرية في ذلك ؟ فاقول بكل بساطة بان دينهم الوهابي يبيح لهم ما يسمونه ( زواج بنية الطلاق ) اي انه يحق للرجل منهم ان يتزوج من امرأة وهو يضمر في نفسه ان يطلقها بعد فترة على ان لا يخبرها بهذا الامر بل يبقيه سرا ومتى ما حان الوقت يتركها بدون ان تعلم ولتتفاجأ بانه قد سافر الى بلده دون ان تعلم عنه شيئا وهذا بالضبط ما تناوله الكاتب الكويتي خليل علي في مقاله المنشور في صحيفة الاتحاد الاماراتية في الرابع من اذار عام الفين وستة اي قبل تسعة اعوام تحت عنوان ( الزواج بنية الطلاق ) حيث يقول فيه ( يذكر سيد سابق في فقه السنة ان الفقهاء قد اتفقوا ان من تزوج دون ان يشترط التوقيت وفي نيته ان يطلقها بعد زمن او بعد انقضاء حاجته في البلد الذي يقيم فيه فالزواج صحيح ، وجاء في شرح الموطأ للزرقاني واجمعوا على ان من نكاحا مطلقا ونيته ان لا يمكث معها الا مدة نواها فانه نكاح جائز في نظر اهل العلم ولا ضير فيه ) وطبعا يستهجن الكاتب هذا العمل الدنيئ ويكتب عن مقدار التشويه الذي يصيب الاسلام وسمعته من جراء الزواج بنية الطلاق حيث تثق المرأة بهذا المسلم وتتزوجه وتعيش معه لتقوم صباحا فلا تجده ويختفي الى الابد او يخرج من البيت ولايعود نهائيا وقد يكون قد انجب منها اولادا كما هو مذكور في موقع ( اطفال سعوديون مهجورون ) .
هذا كان من الناحية دينهم الوهابي الذي يتيح لهم الكذب و الخداع و الدجل ولكن ماذا عن حكوماتهم وهل انهم يعلمون بهذا العمل اللاخلاقي والانساني ويسكتون عنه ؟ نعم بكل تاكيد وبالاخص حكومة ال سعود حيث نشر موقع ايلاف السعودي دراسة تحت عنوان (سعوديون يتزوجون إندونيسيات بنية الطلاق ) يقول فيها نقلا عن السيد خالد العراك مدير قسم الرعايا في السفارة السعودية في جاكارتا قوله (ما لم تصدر فتوى واضحة من هيئة كبار العلماء ستزداد الظاهرة انتشاراً لتخرج عن نطاق السيطرة.. بهذه العبارة الموجزة عبر مدير قسم الرعايا في السفارة السعودية بجاكرتا خالد العراك عن تخوفه من ظاهرة زواج السعوديين من إندونيسيات بنية الطلاق ، حيل جديدة للزواج، وأساليب مبتكرة للتهرب من النظام أخذ بها السعوديون مستندين على فتوى «الزواج بنية الطلاق» غير عابئين بما يتركون خلفهم من آثار وكلها أيام معدودة وينفض الزواج، يرحل الزوج وتبقى الزوجة تحمل كائنا بشريا يتشكل في أحشائها، ويبصر النور ولا يعرف عن أبيه إلا أنه سعودي، أقام ليالي ومضى .
ثم يذكر التقرير صورة مؤلمة لبنت اندونيسية حيث يذكر (وقالت: «آيشا نور» ذات الاثنين والعشرين ربيعا من منطقة «سيكا بومي» الإندونيسية (160 كيلومتراً شرق جاكرتا) إن حياتها انتهت كفتاة ليل في ناد ليلي بعد زواجها عندما كانت في سن الساسة عشرة من سعودي ملامحه المتدينة كانت كفيلة بأن تقنع العائلة بأنها ستحصل على البركة منه. وتضيف: نحن مسلمو إندونيسيا نرى أهل مكة والمدينة أصحاب بركة، الرجل دفع مهرها والبالغ 6 ملايين روبية (2200 ريال) ولم تكن تعلم عائلتي أن الرجل يريد نيل وطره مني والتمتع بي تحت فتوى تجيز الزواج بنية الطلاق وما هي إلا أيام معدودة حتى دفع لنا المؤخر والبالغ 3 ملايين روبية (900 ريال سعودي) ورحل إلى بلده بعد أن تركني مطلقة.
وأضافت: كان لجمالي دور بأن يجعلني أعيد الكرة مع رجل آخر ربما يصدق في تجربته إلا أنه كان كسابقه وقلت فرصي في الزواج واتجهت إلى النوادي الليلية للعمل بها كمشغلة موسيقى (كاريوكي) أحيانا وأحيانا كراقصة.
قصة ايشا تشابه قصص الكثير والكثير من الفتيات الإندونيسيات واللائي وقعن فريسة للفتوى المذكورة حيث تزيد مأساتهن بسبب حملهن وإنجابهن لأطفال تيتموا قبل ولادتهم بل لم يعترف بهم إباؤهم أصلا. وهذا الخبر منشور في نيسان الفين وتسعة اي قبل ستة اعوام وبالتالي فقضية هؤلاء ليست جديدة او طارئة بل هو دين يسيرون عليه وهيئة الافتاء عندهم تشجع عليه والان خرجت بمسميات جديدة مثل زواج السياحة و زواج فريند وزواج المسيار و الذي كله يشير الى زواج شرطه الوحيد حتى يكون شرعيا حسب الوهابية هو ان يضمر الرجل في قلبه انه سيترك زوجته بعد مدة مثلا بعد انتهاء دراسته او سفرته السياحية على ان لا يقول للزوجة ذلك فاذا قال لها اصبح زواجه باطلا وما عليه الا ان يترك زوجته ويرحل فجأة حتى ولو كان لديه طفل او كانت حاملا .
ترى هل بقي مجال لم تفسد فيه الوهابية ؟ وهل ستبقى الحكومات الغربية تسمح لطلاب بعثات السعودية وقطر والامارات ارتكاب هذه الجرائم ؟
السعودية التي تفعل كل هذا الموبقات واخرها انشاءها للارهاب وتمويله وتاييده يجب ان توقف عند حدها ويجب اسقاط المنظومة السعودية السياسية والدينية حتى تعود لساكني الجزيرة العربية كرامتهم وشرفهم وعزتهم وانسانيتهم فهل سيشهد عامنا الجديد زوال هذه العصابة لتزول كل هذه الموبقات و الجرائم ؟
مقالات اخرى للكاتب