انا هنا لا اذكر ما يخص التوافق و التلائم الواجب وجوده بين الدستور و النظام الموجودفي اقليم كوردستان مع ما موجود في العراق الاتحادي، بقدر ما اذكر ايجابيات النظام البرلماني للشعب الكوردستاني على وجه الخصوص .
لا ابالغ ان ذكرت ان الاكثرية الساحقة من الشعب و ممثليهم و الاحزاب مقتنعون بان النظام البرلماني هو لصالح شعب بشكل عام و محافظ على المصالح العليا له، و لن يعارض ذلك الا من يفكر في ضمان مصلحته الخاصة قبل العامة من الشخصيات و الاحزاب قصيرة النظر ، و للاسف الان الحزب الديموقراطي الكوردستاني الوحيد الذي يلح على النظام الرئاسي لاسباب معلومة للجميع .
ان الايجابيات التي تفرض نفسها لاختيار النظام البرلماني في هذا العصر و المرحلة السياسية الان و مستقبلا هي:
اولا :كلنا على علم بالمستوى الثقافي و الذهنية و الروابط بين المجتمع الكوردستاني و كيفية تفكيرهم و نظرتهم الى الحياة و الاحداث و ما توارثوه من التاريخ، و هم تحت سيطرة عاطفة و مواقف العلاقات العشائرية و المناطقية و العائلية بنسبة كبيرة جدا، و هذا ما يمنع خوضهم في التفكير العام لمصلحة الجميع و تكون مواقفهم لحساب الخاص و ليس للمصلحة العامة و المواقف التي تقع لصالحهم ايضا في النهاية، و النظام البرلماني يبعدنا عن السلبيات الناتجة من هذه العلاقات الاجتماعية .
ثانيا :عند انتخاب رئيس الاقليم من قبل البرلمان، يكون تحت مراقبة البرلمان و هذا ما يفرض المؤسساتية في القرار و يجعله يتعمق اكثر في قراراته و يفرض عليه الاخذ بنظر الاعتبار مصلحة الشعب قبل نفسه و حزبه مهما كانت ظروفه او من كان ومهما كان تاريخه و موقعه.
ثالثا : عندما يكون رئيس الاقليم منتخبا من قبل البرلمان سيكون معرضا للمحاسبة و المسائلة كما غيره من السلطات في وقته و بالامكان سحب الثقة منه دون اي اشكال قانوني، و هذا يمنعه من ان يتحجج بانه منتخب من قبل الشعب مباشرة كي لا يخضع للمسائلة مهما اخطا .
رابعا :في البرلمان تُستبعد احتمالات المناطقية و العشائرية و العائلية في اختيار رئيس الاقليم لحد كبير .
خامسا :لا يتيح البرلمان اية فرصة للغش و التزوير في اختيار رئيس الاقليم كما هو حال الانتخابات العامة من قبل الشعب .
سادسا : في البرلمان تكون الفرص متوافرة لمن يرشح نفسه على العكس من خارجه الذي يكون الترشيح و الاختيار صعبا جدا، و هذا له مجموعة من الاسباب الاقتصادية السياسية الاجتماعية على حد سواء، اي الاحزاب و المال و الكاريزما هو الفاصل و العامل الحاسم تقريبا لانتخاب رئيس الاقليم من قبل الشعب.
سابعا : عند الانتخاب من قبل البرلمان، تكون هناك فرصة لاختيار الشباب و من الجيل الجديد لرئاسة الاقليم و هذا له ايجابياته الجمة .
ثامنا : فرصة تداول السلطة و سحب الثقة و اختيار الاخر اكثر في البرلمان .
تاسعا :البرلمان يقلل من الدوغمائية و التراوح و فرض الذات مهما كان مناسبا او لا، من اللون و الفكر و العقيدة و الايديولوجيا الواحدة .
عاشرا : لا يمكن احتكار المنصب من قبل شخص او فئة او حزب و لا يمكن فرض مصلحة معينة على البرلمان باي شكل من الاشكال .
لذا علينا ان نتوقف كثيرا على مسالة مصيرية حساسة كانتخاب رئيس الاقليم، و نقرر بحيادية و اخلاص متبنين مواقفنا على المصالح العامة و ليس من منظور ضيق كما يحلو للبعض، و هذا الموقف ليس ضد احد بقدر ما هو صادر من منطلق النظرة المستقبلية لاقليم كوردستان و ما يهم شعبه، و انا من بني جلدة الكورد الاصلاء كما يعلم الجميع، و لنا تاريخ نضالي يشهد له القاصي و الداني و لست منتميا لاي حزب منذ مدة ليست بقليلة، كي لا ينتقدنا البعض و يتهمنا في غير محله، كما يفعلون دائما من الزاوية الحزبية الضيقة .
مقالات اخرى للكاتب