في العاصمة الأردنيّة عمان تمّ إشهار المجموعة القصصية " تقاسيم الفلسطيني" للأديبة الأردنيّة ذات الأصول الفلسطينيّة د.سناء الشعلان بحضور نيافة المطران المناضل عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس،وسالم الصويص مقرر لجنة دعم صمود الشّعب الفلسطينيّ في نقابة المقاولين الأردنيين الذي قال :"الدكتورة سناء الشّعلان من الأديبات القلائل اللواتي أبدعت بالشأن الفلسطينيّ،وهي من اللواتي أبدعن بحمل الهمّ الفلسطينيّ عبر القارات الخمس عبر نشاط إبداعيّ وأكاديمي وحقوقي نشطّ وفعّال"،وذلك برعاية من رابطة الإبداع من أجل السّلام التي مقرّها في لندن،ومنظمة السّلام والصّداقة التي مقرّها في مملكة الدّنمارك حيث قالت الشعلان عن المجموعة :" إنّ هذه المجموعة القصصيّة هي تمثيل حقيقيّ لفلسطينيتها،كما هي مشهد من مشاهد فخرها بعدالة قضية وطنها،وانتصار حتمي لها مهما طال الصّراع وامتدّت التّضحيات مادامت هذه القضيّة هي من أعدل قضايا الإنسان والحريّة والعدالة في هذا العالم مهما تأخّر تحقيق النّصر الكامل وتحرّر فلسطين من نير احتلالها... وأنا فخورة بهذه المجموعة التي أعدّها امتداداً لذاتي وتجربتي الشّخصيّة بوصفي فلسطينيّة تعايش صوراً وأطواراً من القضيّة الفلسطينيّة،كما تعيشها بطبيعة الحال،ولذلك فإنّ ذاتي وحشداً من تجارب شخوص عوالمي أنا على علاقة مباشرة بها أو على علاقة غير مباشرة حيث وجدوا لهم أماكن في سرد هذه الحكايات،وشاركوا في صياغة أفكاري ومواقفي تجاه قضيتي الفلسطينيّة بعد رصد الكثير من المواقف الفلسطينيّة والعربيّة والعالميّة تجاهها،وما لذلك من تأثير على أقدار ومسيرة وأحداث هذه القضيّة".
ويقول النّاقد العراقي عباس داخل حسن عن هذه المجموعة:" إنّ قصص هذه المجموعة أسّست من خلال خطابها السّرديّ رؤية مضادّة في استنطاقها لمكان التّواجد الفلسطينيّ في الشّتات والمنافي والوطن بكلّ ما يحمله من تناقضات الإنسان الفلسطينيّ من خلال نماذج إنسانيّة تعيش في التّمني والحزن والصّمود والتّذكر من خلال لغة إيحائيّة عميقة الفهم للحدث القصصيّ المحكم للتّعبير عن هواجس الإنسان الفلسطينيّ الذي يعاني من شهيق الجوع والتّهميش والعذاب اليوميّ والعنصريّة بكلّ أجياله وشرائحه . لقد نجحت الشّعلان في اختيار زوايا المكان والشخوص والزّمن بشكلّ مغاير،فجاءت بقوالب وحلل جديدة".
في حين يقول عنها الدكتور حسنين غازي لطيف :" سردية (البطولة والمقاومة) التي من خلالها استطاعت الروائية عبر قصصها في مجموعة (تقاسيم الفلسطيني) أن تسطر أروع الملاحم للمجاهد الفلسطينيّ العربي بكل أوصافه وملامحه التي استمدتها الروائية من انتمائها إلى وطنها الأصلي(فلسطين)،وقد شكلت (فلسطين)المحور الأساس، ليس لكونها مكاناً أليفاً أو معادياً ،بل لأنّها تمثّل الإرث العربي المسيحي والإسلامي، ولما لها من دلالات تاريخية ترتبط بالديانة النصرانية أو اليهودية ومن خلال البحث سنقف على بطولة المجاهد الفلسطيني التي تعددت أشكالها وتصاعدت وصولاً للتضحية بالجسد والروح معا، وما تشيره دلالة العنوان من أبرز الإشارات السيميائية على أهمية ما اخترناه في البحث،فقد تنازلت الروائية عن وصف الوطن إلى الاهتمام بوصف تقاسيم المجاهد الفلسطيني لكونه صوت الحق الذي لن تستطيع أن تخرسه دبابات الاحتلال الصهيوني ولا سياساته القمعية".
أمّا الأديبة د.ميسون حنا فتقول عنها:" تتجول الكاتبة بين التقاسيم لتصف لنا معاناة الفلسطينيين بأسلوب مباشر، والمباشرة ضرورية لتنقل صورة غير قابلة للالتباس والتأويل الذي قد يخفف من وطأة العنف، فبشاعة العنف غير قابلة للترميز... هي هكذا ويجب أن تعرض كما هي...والفلسطيني في الشتات يحلم بالعودة إلى أرضه فلسطين، وتحلم الكاتبة معه بأن تجعل روح الرسام تفتح الباب المرسوم في اللوحة "وهو باب كبير محاط بأشجار الياسمين، وله مزلاج نحاسي كبير على شاكلة باب جده في قريته السليبه". تفتح روحه الباب، وتدلف إلى فلسطين لتحقيق الحلم الوحيد بالعودة، وتقفل الباب دونها، وأقفال الباب هنا يعطي مساحة واسعة للتفكير عما يحدث خلف الباب، فالفلسطيني بالشتات ذاق الأمرين من صنوف العذاب، هل بعودته ينتهي كل شيء، فنقفل الباب لنسطر النهاية؟ أم هي بداية جديدة لما قد يحدث خلف الباب"؟
ومجموعة "تقاسيم الفلسطيني" قد صدرت عن دار أمواج الأردنية للنّشر والتّوزيع صدرت في العاصمة الأردنية عمّان المجموعة القصصيّة "تقاسيم الفلسطينيّ" في طبعتها الأولى للأديبة الأردنيّة ذات الأصول الفلسطينيّة د.سناء الشّعلان،وهي تقع في 182 صفحة من القطع الصّغير،وتتكوّن من مئة وأربع وسبعين قصّة قصيرة موزّعة على سبعة عناوين كبرى،وهي تقاسيم الوطن،وتقاسيم المعتقل،وتقاسيم المخيّم،وتقاسيم الشّتات،وتقاسيم العرب،وتقاسيم العدوّ،وتقاسيم البعث.
وهذه المجموعة القصصّية هي مجموعة تسّجل في لوحات قصصيّة قصيرة ملامح متعدّدة من نضال الشّعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه عبر نحو ستة عقود من المعاناة والتّصدّي والإصرار على الانتصار والتّمسّك بالوطن،وهي ترصد تفاصيل وأفكاراً ورؤى وأحاسيس ومشاعر ومكابدات وأحلام وتصّورات الشّعب الفلسطينيّ الذي يصمّم على أن يحقّق حلمه المقدّس في استرداد وطنه،وهي في الوقت ذاته تصّور المشاهد الإنسانيّة والتّاريخيّة والسّياسيّة والاجتماعيّة والدّينيّة والفكريّة التي تحيط بهذا الحلم الذي غدا –بلا منازع- صورة مثال للثّائرين والأبطال والفدائيين في التّاريخ الإنسانيّ الحديث.
وهذه المجموعة القصصيّة هي تجربة إبداعيّة جديدة لها تخوضها من حيث الشّكل القصصيّ المختزل الذي يتمسّك بوحدة الموضوع على امتداد المجموعة ضمن ثيمات كبرى تنتظمه لتضيء ملامح من التّجربة الفلسطينيّة بكلّ ما فيها من تنوّع وفرادة وتميّز.وهي من جانب آخر تسجّل تجربة ذات ظلال ذاتيّة تمتح من خصوصيّة المبدعة ذاتها،وتستفيد من تجربتها الشّخصيّة بوصفها فلسطينيّة وابنة قضيتها،وعاينت حقيقة كثيراً من صور قضيتها،بل وعاشتها حقيقة،ونقلت بعض تفاصيلها في مجموعتها هذه إن كان ذلك بشكل مقصود أو غير مقصود.
وهذه هي المجموعة القصصيّة الرّابعة عشرة للشّعلان،فضلاً عن إصدارات نقديّة وروائيّة ومسرحيّة وقصص للأطفال تجاوزت الخمسين إصداراً،فضلاً عن مئات الدّراسات والأبحاث والمقالات النّقديّة.كما أنّها الشّراكة الأولى للشّعلان مع دار أموج للنّشر والتّوزيع،في حين أن تصميم الغلاف هو للفنانة أسمى جرادات.
ويُذكر أن الأديبة الشّعلان ذات الأصول الفلسطينيّة هي أناشطة في قضايا حقوق الإنسان والمرأة والطفولة والعدالة الاجتماعيّة وحاصلة على درجة الدكتوراة في الأدب الحديث ونقده بدرجة امتياز،وعضو في كثير من المحافل الأدبيّة والثّقافيّة والفكريّة والإبداعيّة والتّربويّة،وحاصلة على نحو50 جائزة دولية وعربية ومحلية في حقول الرواية والقصة القصيرة والمسرح وأدب الأطفال والبحث العلمي،كما لها الكثير من المسرحيات المنشورة والممثّلة ،فضلاً عن الكثير من الأعمدة الثابتة في كثير من الصحف والدوريات المحلية والعربية،ولها مشاركات واسعة في مؤتمرات محلّية وعربيّة وعالميّة في قضايا الأدب والنقد والتراث وحقوق الإنسان والبيئة إلى جانب عضوية لجانها العلميّة والتحكيميّة والإعلاميّة،وتمثيلها لكثير من المؤسّسات والجهات الثقافيّة والحقوقيّة،وشريكة في كثير من المشاريع العربية الثقافية.وقد تُرجمت أعمالها إلى الكثير من اللّغات،ونالت الكثير من التكريمات والدّروع والألقاب الفخريّة والتمثيلات الثقافيّة والمجتمعيّة والحقوقيّة.وكان مشروعها الإبداعي حقلاً لكثير من الدّراسات النقدية ورسائل الدكتوراة والماجستير في الأردن والوطن العربي.