حرقنا حطب الكلمات تحت قدر حصوات رموز البيت الشيعي الضيق , ولم تلين ... فرشنا على بساطهم الأخضر , مأساة وعذابات فقراء الطائفة , مقالات وبحوث ولوحات وقصائد ونصائح, فلم يقرأوا او يستسيغوا طعم الحقائق , واخبرناهم بالأدلة الموثقة بدماء ملايين الشهداء وعذابات الملايين من الأرامل والأيتام والمعوقين والمشردين والمجتثين , على ان الهائل من المنقول وغير المنقول الذي بحوزتهم , كان مؤونة ( ولـد الخايبـة ) لمكافحة جوعهم وجهلهم وتخلفهم , وهمسنا في مسامعهم , ومنذ تسعة اعوام عجاف , ان يخجلوا وهم يرخصوا الحقائق المعرفية للأمام علي ( ع ) والقيمة الكونية الأنسانية لأستشهاد الأمام الحسين ( ع ) , انهم يتجاهلون , ان معلم الأجيال وخليفة الأسلام علي ( ع ) كان فلاحاً , يعيش وعائلته من كد يده وعرق جبينه , وان الأمام الحسين ( ع ) , اختار كربلاء العراق , ليكون شهيداً فيها , لأيمانه ان العراقيين بكل مكوناتهم , هم الأكثر وفاءً والأجدر تخليداً لذكراه .
وضحـوا لنا : ماذا يعني البيت الشيعي في منطقكم ... ؟؟؟ .
ان صرائف القصب والبردي واكواخ الصفيح ومدارس الطين , تجمعها مع غير المنقول من ممتلكاتكم على سفرة واحدة ... وان جوع الناس وعسر حالهم , مع المنقول من ثرواتكم في صندوق واحد , وان خوفهم وموتهم المجاني مع امنكم واستقرار ورفاهية عوائلكم تحت سقف واحد ... ؟؟؟؟ .
ايها الذين , تستغبون الأبرياء وتدفعون بهم الى التهلكة وتباركون موتهم لتبتزوا به الآخر ثم تساومون عليه, ولعاب شهواتكم يغلوا لأفتراس حزن اليتيمات القاصرات من ضحاياهم , صفقة اضافية لأشباع متعتكم , تكرهون الموت حباً بحياتكم المترفة الكسولة , وتدعونه حقاً على ( ولد الخايبة ) , وللـه : من يسرق ويهرب قوت غيره ( اهله ) وثروات وطن ليس له , ويعيد استنساخ هوية أئمته العظام , وجهاً لفساده الذاتي , قد صفى حسابه مع الجانب الوطني الأجتماعي الأخلاقي لشخصيته واتلف وجدانه, وسوف لن تنضح صخرة ضميره قطرة خجل .
سألت عنهم شيخاً حكيماً من مدينة الزعيم ( الثورة ) , اجاب : " عمي ذوله غسلنه ادينه منهم حد العـچـس " ,انها قولة حق لا غبار عليها , كان يجب ان نسمعها صرخة مخضبة بالحزن , تخرج صريحة من عمق رئـة مجتمع الجنوب والوسط , يطالبون فيها , من كذب عليهم وخذلهم وتاجر بأصواتهم , ان يعيد اليهم ثقتهم والمسروق من ارزاقهم وثروات مدنهم , ويساعدوا الوطن , ليغتسل منهم نظيفاً يفتح ابواب جغرافيته كما كان خيمة لجميع مكوناته التاريخية الحضارية .
اهلنا الكرام : بعد ان استنفذنا حطبنا الفكري والثقافي والسياسي تحت قدر حصوات من يدعون ما ليس هم عليه , نتوجه اليكم , راجين ان تتعلموا دروس تجربتكم معهم , وان تعاقبوهم بذات القسوة التي يستحقون , انهم لا زالوا وسيواصلون ترخيصكم واشباع دمائكم بيعاً في بزارات المنافع الشخصية والعائلية والفئوية والعشائرية , يسفهون فيكم معتقداتكم وقيمكم , ويقدسون فيكم جهلكم وتخلفكم , يحتالون على وعيكم بأسم الذي لا يعتقدوه ولا يؤمنون بـه , وسيدفعون بكم الى هاوية الثقة بهم والتصويت لهم في الأنتخابات القادمة وبعد القادمة, وحتى لا تنتحرون بأصواتكم مرة اخرى واخرى , عليكم ان تراجعوا تجاربكم وانتكاساتكم وخسائركم معهم على ارضية التسعة اعوام الأخيرة .
عمامة امير المؤمنين , تحتضن الحكمة والمعرفة والعدل والتواضع وعمامة الحسين تحتها الأباء ورفض الباطل والأيمان بالقيم السماوية السمحاء وحب الأرض والأنسان , وعمائم جميع أئمتكم , تحتضن العلم والتضحية والصدق والحب ونكران الذات , فأين الثرى من الثريا , واين العمائم من العمائم , فتحت عمائم اغلب الوسطاء, شهوات الضعف والأستئثار والوضاعة واغتصاب حقوق (المستضعفين ) , انهم متطفلون على جوعكم ومقدسي جهلكم وقاتلي عقلكم ومشوهي وعيكم , وهذا ما لا يرضاه أئمتكم وشعبكم ووطنكم .
اهلنا في الجنوب والوسط : سافروا مع جذور تاريخكم , حيث اجدادكم علموا الكون ابجديات التقدم العلمي والمعرفي , ويمكنكم الآن ان تبدأوا من حيث ترك فيكم اجدادكم كل اسباب النهضة وبواعث التطور والأرتقاء , عودوا اليه ومنه ابتدأوا , فالأمر لا يحتاج الى عناء كبير , فقط ان تتعلموا القراءة , لأعادة قراءة تاريخ اجدادكم بشكل سليم , وتقرأون حتى تعرفوا يقيناً وظيفة الوسطاء بينكم , ولماذا يمنعوكم من رؤية وطنكم ومواطنيكم , واهميتهما بالنسبة لحياتكم واستقراركم وازدهاركم , فحب الوطن ومواطنيه يساعدكم على رؤية الطريق الذي ضللتموه لمئآت السنين , وفيه فقط ستتعلمون صدق الأيمان بمعتقداتكم وعلاقتكم الروحية بمقدساتكم , الوطن الحـر بيئتكم المثالية لممارسة حرياتكم على تنوعها ورحمة التعايش مع حريات شركاء لكم في الوطن , فبدون الآخر تفقدون نصفكم .
اهلنا : انكم كرماء واوفياء , اوفياء لذكرى استشهاد امامكم الحسين , اوفياء لتاريخ ثوراتكم وانتفاضاتكم .. اوفياء للمشروع الوطني لثورة الرابع عشر من تموز / 58 ولشهيدكم عبد الكريم قاسم , اوفياء لشهداء انتفاضتكم الشعبانية عام 1991 , اوفياء لوحدة وطنكم ومستقبل شعبكم , اوفياء لهامش الحريات الديمقراطية التي وفرها التغيير عام 2003 , ومن كرمكم صارت مدنكم كريمة مع شقيقاتها المدللات في شمال العراق وغربه , تمنحها كامل ثرواتها , ثم تتوسلها الشحيح من حقها , قلوبكم لا تعرف الأحقاد والكراهية والأساءة والغدر , تقابلون الخبث بالوفاء , ولأنكم كرماء واوفياء , صارت حصتكم من وطنكم , الفقر والعوز والجهل والتخلف والحرمان والأوبئة .
اهلنا : وانتم الأجدر بالأنتفاع من هامش الحريات الديقراطية المتوفر , وستأتي الأنتخابات القادمة ثم القادمة والقادمة , وفيها يجب ان يكون لأصواتكم قيمتها الوطنية , وعندما تستعيدون ارادتكم وروح المبادرة , عليكم اصلاح حالكم على طاولة المسائلة عن مقدار الجهد الذي بذله الوسطاء حتى حصلوا على كل تلك الأرقام الخرافية للمنقول وغير المنقول , اسألوهم : متى زرعوا ومتى حصدوا , حتى حصلوا على كل هذا الذي يملكون ... ؟؟؟ , وحتى تكتمل دورة الحق , عليكم ان تمنحوا ثقتكم واصواتكم لمن يريد بصدق ان ينفعكم .
نقسم لكم اهلنا : لا يوجد عدو لكم من بين الملايين من كادحي العراق وفقراءه , فلا السني ولا الكوردي ولا التركماني , ولا اي من المكونات العراقية الأخرى , له مصلحة بالحاق الأذى بكم , انه سؤ الفهم مفروضاً عليهم من وسيطهم الطائفي القومي مثلما هو مفروضاً عليكم , انكم وهم من تاريخ وحضارات ومصائر مشتركة, جميعكم رضعتم من زلال الرافدين , ومن خيرات وطنكم اكتملت عافيتكم وتميزت شخصيتكم العراقية, مدوا يد الصداقة والتسامح والأخوة والمحبة , واصبروا عليهم فهم اشقاء يستحقون الصبر والوفاء , وعندما تتحرروا جميعكم من وسطائكم , يكبر الوطن في عيونكم وتغمر روح المواطنة قلوبكم .
اهلنا في الجنوب والوسط , وسليمي الطوية من غرب الوطن وشماله , والأقليات التي اكتملت او ستكتمل خطيئة اجتثاثهم , عليكم جميعاً , ان تخلعوا عنكم تاريخ غيركم , وكل ما هو مشبوه ودخيل على ذاتكم العراقية , فالوسيط يحتقر تاريخكم , ولعنة التغبية والتجهيل والأستغفال يجب ان تصل نهايتها , فأذا ما علمتم من انتم ستصبحون كما كنتم , ويعود عراقكم ذاك الذي كان .
مقالات اخرى للكاتب