عندما نكون في كربلاء لزيارة الامام الحسين واخيه الامام العباس عليمها افضل الصلاة والسلام لابد من ان نطرق باب زميلنا الرائع الاديب علي الخباز والذي طالما احتضن الجميع بقلبه النقي وابتسامته الجميلة لنكون في ضيافة اعلام العتبة العباسية المقدسة وصدى الروضتين لنكسب من ابداعه ونتعلم منه ومن تجربته الكبيرة ابجديات الابداعية ونستعيد ذكريات الزملاء ومحطات لاتزال عالقة في الذاكرة , وفي زيارتي الاخيرة لمدينة كربلاء المقدسة اجريت هذا الحوار مع علي الخباز الانسان والاديب .
س/ من هو علي الخباز ؟
ج / علي الخباز انسان بسيط حاول ان يعوض خساراته الكثيرة بمثابرة عصامية لتكوين ثقافة تؤهله ليكون انسانا يمتلك الوعي الكافي لانسانيته ، التقيت في صغري بمعلم يشجع طلابه على الممارسة النقدية بتناول كتاب خارجي شهريا والكتابة عنه ، فكان حصتي طه حسين و كتابه الايام فكان الانطباع النقدي بشكل عام لوصفية او التركيب الوصفي لكتاب الايام واعتبرتها تعويض نفسي للكاتب فأشاد الاستاذ بالاعجاب بهذا التشخيص وبدأ ينمي القراءة مع الانطباع , فهذه المسالة يجب ان ينتبه عليها التربويون فاذا كان هناك عجز لصناعة شعراء على الاقل لنصنع متلقي يجيد القراءة , لذا بدأت بقراءة واعية منذ الصغر و كتابة الشعر بعد سن الاربعين من عمري واقصد هنا النشر في الصحف والمجلات , تركت المسافة الزمنية بين القراءة المبكرة والكتابة المتاخرة المجال للتامل ( قرأت في سن ( 13 ) وكتبت في سن ( 40 ) القراءات الكثيرة مطلوبة فالكثير من الكتاب يعتقد بنفسه مبتكرا لموضوع ما وفجأة يكتشف ان هناك من سبقه في هذا المضمار لكونه يجهل ما مكتوب قبله وهذه المساحة من الجهل سببها لكون كتاباتهم اكثر من قراءتهم .
س / كيف يقيم على الخباز واقع الثقافة اليوم ؟
ج / الثقافة الان متهرئة للعديد من الاسباب ومنها غلبة صوت الرصاص على الحكمة وانعدام اهمية الحكمة في زمن المزادات وانشغال الناس بحياتهم المهددة جعلهم لايبالون بقيم جمالية كثيرة كانت تشغلهم من قبل و لغياب الرقيب ) الادبي – الابداعي ( اهمية حيث ساهم غيابه بضياع الكثير من ضوابط الكتابة الابداعية وهنا نحتاج الى تنامي الوعي النقدي , لان هناك انقسام الشارع ، هل على الثقافة ان تنزل للناس من اجل الشمولية ام محاولة الارتقاء بمستواهم الثقافي العام من مسؤولية الكاتب المثقف اذن نحن بحاجة الى كتابات ثقافية مسؤولة وصحف متخصصة بالشأن الثقافي الثقافي دون انتماءات فرعية تسيس لنا العمل الثقافي , تكون معتمدة على تجارب ابداعية وعدم السماح للنشر الذي يسئ للثقافة وعدم المجاملة على حساب الابداع .
س / الشعر – القصة - النقد – الصحافة اين يجد علي الخباز نفسه ؟
ج / عشت جيل ثقافي في كربلاء متنوع الابداع ، قد نكون شعراء ولكن نكتب القصة ولسنا قاصين ونعرف حبكة القص واسلوبيته ونكتب الرواية والمسرح بالقدر الذي نستطيع ان نقدم ابداعنا من خلال هذه كلهن ) الشعر والقصة والرواية والنقد والصحافة( ما دام لدينا قلم يكتب ولكن كتاباتنا مزجناها بواقعنا وهذا ما ولد نصا مفتوحا لكل انواع الكتابة .
س/ هل الاديب علي الخباز راض عن ما كتب ؟
ج / الرضا بحد ذاته غرور وعدم فهم لمعنى الكتابة ، وعدم فهم لمعنى ان يكتب بمساحة محددة في عالم مفتوح ودائما ما يصاب بالغرور . القضية ناتجة من باب جمال الرضا بسبب عدم اللاامان بالنص , كنا سابقا نفرح كثيرا عندما نجد نص منشورا لنا والان نفرح عندما نجد من يقرأ لنا ويبقى منقوشا بذاكرته .
س/ ماذا توجه للكتاب وخصوصا الشباب منهم من نصائح ؟
ج / اليقضة من الغرور والنرجسية والقراءة باستمرار وذلك لمعاناة الادباء والمثقفين من امية الثقافة .
مقالات اخرى للكاتب