Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الأضرحة والأحزاب
الخميس, شباط 23, 2017
مصطفى العسال

الحزب تنظيم قانوني يضم فئة من المواطنين تجمعهم أيديولوجيا أو مرجعية واحدة ،و يعتبر بمثابة الوسيط بين السلطة الحاكمة و الشعب و القناة التي توصل مطالب المحكومين إلى الحاكمين ،و الوصول لموقع الحكم و تبقى السلطة هدفه الرئيسي و الأسمى. فالحزب يهيئ مخططات و مشاريع و يصوغ أفكارا يطرحها ضمن برامجه الانتخابية واعدا بتطبيقها على أرض الواقع حال تمكنه من الوصول الى موقع السلطة بهدف الفوز بثقة الناخبين و في حالة فشله في الوصول للحكم يظل في الجانب المعارض لممارسة الرقابة على الأحزاب الحاكمة و نقد ما يراه عيبا تسييريا او إداريا ويقترح البدائل و الحلول لتدبير الشؤون العامة و إصلاح النقائص و الإشارة إلى مكامن الخلل اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا، دون أن ننسى صلاحية الحزب في اقتراح مشاريع للقوانين. 
و الأحزاب بمثابة المدرسة التي تؤطر المواطنين و تزويدهم بآليات المشاركة في الحياة السياسية و ميكانيزمات ممارسة الحكم و جعل العضو المنتمي إليها عنصرا فعالا و نشيطا ليساهم بدوره في مخرجين جدد و يضم جزءا من الرأي العام و الناخبين لصف الحزب يؤيدون برامجه و مقترحات خلال كل استحقاق انتخابي، كما تلعب الأحزاب دورا كبيرا في التربية على المواطنة و نشر ثقافة القانون و احترام حقوق الأفراد و الجماعات و احترام البيئة. 
قدمت هذا التعريف المبسط للحزب و دوره في الحياة السياسية و عيني على مدى مسايرة الأحزاب المغربية و تطبيقها لما سبق ذكره، فمن خلال تجربتي و تتبعي لطريقة اشتغال الأحزاب المغربية أكاد أجزم أن جل إن لم أقل أن كل الأحزاب المغربية لا هم لها سوى الوصول إلى السلطة و بأي طريقة كانت ،و بمجرد الوصول إلى مراكز القرار تضرب مبادئها و مرجعياتها عرض الحائط و تتنصل من كل الوعود و التعهدات التي قدمت إبان الحملات الانتخابية و تعاقدت مع الشعب عليها، و تطلق العنان لمنتخبيها لمراكمة الثروات و الامتيازات ،لتصبح بذلك السياسة في بلادنا استثمارا تجاريا و ريعا و حقلا للمكائد و الدسائس و الغش و النقالة. 
و من أغرب الأوصاف التي سمعتها عن الأحزاب بالمغرب وصفا شبه صاحبه الحزب بالضريح (يمكن الرجوع إلى كتاب الزاهي : الزاوية والحزب)، و أفراد الهيئات التقريرية و التنفيذية للأحزاب بنقباء رابطات شرفاء و سلالة الأولياء ،و بعد التأمل و التمعن في هذا الوصف وجدت أوجه تشابه كثيرة بينهما أضعها بين يدي القارئ الكريم ،و البداية بوضع مقارنة بسيطة بين تنظيم الانتخابات ببلادنا و تنظيم موسم سنوي لولي من أولياء الله الصالحين.
جل الأحزاب المغربية تختزل في الهيئات التقريرية و التنفيذية تأخذ مسميات شتى كالمكتب السياسي للحزب و منخرطين عبارة عن أصحاب مصالح و منتفعين غايتهم الحصول على تزكية الحزب للوصول لمراكز الحكم و التسيير و من ثم قضاء مصالحهم الشخصية و العائلية و الحصول على مزيد من الثراء و الجاه ،هذه التزكية لا تعطى بمعايير الرصيد الفكري و النضالي و الكفاءة بل تعطى بمنطق الولاء و التبعية أو المصالح المادية المشتركة و في حالات أخرى لمن يدفع أكثر و بذلك يمارس من لهم صلاحية منح التزكيات دورا شبيها بدور الكثير من نقباء رابطات الشرفاء و أبناء الأولياء حين يأتون بأشخاص من خارج السلالة و يمنحونهم صفة شريف سليل الولي الصالح سيدي فلان بن فلان الفلاني ،هذه الصفة هي بمثابة تزكية تخول الشريف الاستفادة من الاكراميات و نيل قسط وافر من التوقي و الاحترام و نصيبا من الأموال و القرابين التي يقدمها و يتبرع بها زوار ضريح جده المفترض و طالبي بركته ،كما تمنحه حق اقتناء ان لم يكن الاستيلاء على أراضي محبوسة و متوقفة على ذرية الولي الصالح.
و من أوجه الشبه الذي يجمع بين الحزب و الضريح ركون الأحزاب الى الخمول الانسحاب من الحياة العامة مباشرة بعد كل استحقاق انتخابي كما يتفرق زوار مواسم الاولياء في اليوم الاخير للموسم و لمحاولة تجسيد وجه الشبه اليكم هذه المقارنة البسيطة. 
خلال الشهور التي تسبق كل استحقاق انتخابي تعمد جل الأحزاب لشراء دور داخل المدن و تتخذ منها مقرات حزبية محلية و تثبت على واجباتها لوحات و لافتات كبيرة تحمل اسم الحزب و رمزه و شعاره ، و يتكلف المرشح الحاصل على تزكية الحزب لخوض الاستحقاق الانتخابي بتأثيث المقر و أداء واجبات الكراء و فواتير استهلاك الكهرباء و الماء ،و ينطلق موسم الولائم الباذخة و التكفل بالجنائز و تأبين الموتى و مساعدة الشبان الراغبين في الزواج و إغداق الأموال و العطايا على فقراء الدائرة الانتخابية التي يترشح فيها ،و يسخر سماسرته في عملية شراء الذمم ،و يبلغ الانفاق و الكرم ذروته أيام الحملات الانتخابية الرسمية. و يأتي اليوم الموعود ،يوم إجراء الاقتراع و يضع المرشح يده على قلبه خوفا على ما أنفق و طمعا فيما سيجني إن كتب له الفوز، و ما ان تعلن النتائج حتى تنطلق الافراح و الحفلات ببيت الفائز مقابل أجواء أشبه بالمآتم ببيوت و دور الخاسرين. و بعد مرور أيام قليلة على إجراء الاقتراع يسارع الحزب الى إغلاق المقر و تسليم مفاتيح الدور المكتراة لمالكيها و إزالة اللوحات ليختفي أثر وجود الحزب و مرشحه خاسرا كان أم فائزا ، إذ في حالة الخسارة يعتزل الناس مدة لإحساسه بالخذلان و الحسرة على ما ضاع منه .أما في حالة الفوز يقوم المنتخب بإغلاق هاتفه و تغيير رقمه ليبدأ مرحلة التفكير و الدخول في أجواء السمسرة و التحالفات للاستفادة من صفة ناخب كبير التي نالها بأحسن طريقة ممكنة و محاولة استرداد ما أنفقه في سبيل الحصول على المقعد الجماعي او النيابي قبل جني الأرباح و مراكمة الامتيازات لاحقا. 
نأتي الآن إلى الأجواء المحيطة بتنظيم مواسم الاولياء و الصالحين ، و البداية من الأشهر التي تسبق تنظيم الموسم ،إذ تبدأ الاستعدادات من قبل المنظمين و المعنيين مبكرا على أمل الخروج بأكبر قدر من المكاسب المادية و المعنوية ، فيقتني الأعيان و النافذون خرفانا و جديانا لتسمينها لتكون على رأس مكونات موائد الشواء الفخمة التي ستعد على شرف ضيوف مميزين و يتفقون أو يعطون تسبيقات لأشهر المغنيين الشعبيين و أمهر العازفين على الكمان و الذين تضم فرقهم الغنائية أجمل الشيخات ، من أجل إقامة حفلات تسير بذكرها الركبان و تتناقلها الألسن من مكان لمكان ، و كل ذلك من أجل الرفع من اعتبارهم و مكانتهم الاجتماعية لدى العامة و التقرب للسلطة .أما هواة الفروسية التقليدية [التبوريدة] فمنهم من يقتني أحسن الجياد و أسرعها بملايين السنتيمات و حتى لو لم تسعفهم طاقتهم المادية يلجؤون لإستعارة جياد و لو اضطروا للإتيان بها من أقاليم بعيدة ليطمئنوا على فرصة ممارسة هوايتهم المحبوبة و عدم التفريط في الاستمتاع بأجواء الموسم الذي انتظروا أيام انعقاده بتلهف كبير .أما بعض التجار فيتدبرون رؤوس أموال إضافية لزيادة كمية و نوعية السلع التي ينوون ترويجها. 
و يأتي اليوم الموعود، و تنطلق فعاليات موسم الولي الصالح سيدي فلان بن فلان الفلاني، تنصب الخيام العملاقة ،يطرح التجار سلعهم، و يبدأ الزوار في التوافد على المكان منهم قادمون من المناطق المجاورة للضريح و منهم من يقطع مسافات طويلة للتواجد بالموسم . تدب الحركة في المكان و تنطلق مجموعات الفرسان في استعراضات التبوريدة ،وتتنافس على إثارة إعجاب المتفرجين ،و يخرج (لحلايقية) ثعابينهم و قردتهم من الصناديق و الأقفاص و يشرعون في تقديم عروض بهلوانية و وصلات من الفرجة و الفكاهة وسط جمهورغفير ، و تعتلي الفرق الموسيقية منصات خشبية و على صوت الكمان و البندير و التعريجة تتمايل الشيخات و تقدمن رقصات ينجذب اليها المتفرجون من كل الفئات العمرية. يذبح الأعيان الذبائح و ينفقون بلا حساب لتنظيم ولائم باذخة موائدها مؤثثة بما لذ و طاب من المشويات و أنواع مختلفة و غالية من الفواكه و المشروبات ،ضيوفهم أعيان من مناطق أخرى و منتخبون و نافذون و أفراد السلطة المحلية هدفهم رضى أصحاب الحل و العقد عليهم و تلميع صورتهم أكثر عند كل من لهم معه مصالح مشتركة ،و استمالة العامة لصفهم للاستفادة من كل ذلك في الوصول للسلطة عبر الانتخابات و توسيع شبكة علاقاتهم العامة المفيدة لهم في حياتهم العملية او السياسية. 
و في اليوم الأخير لفعاليات موسم الولي الصالح، يتم إخلاء المكان في زمن قصير و ينفض الجميع و كل واحد يذهب لحال سبيله و في داخله يقوم بجرد لما أنفق و المقابل المادي او المعنوي الذي جناه أو يظن أنه سيجنيه في مشهد يتماهى مع الحملات الانتخابية و نهاية كل استحقاق انتخابي في المغرب. 

زيادة على هذه المقارنة البسيطة بين طريقة اشتغال الأحزاب المغربية و طقوس الأضرحة، يتبادر إلى ذهن المتتبع للشأن السياسي بالمغرب أن عزوف المواطنين و خصوصا الشباب أمر طبيعي و شيء متوقع و إذا ما أضفنا إليه النقط التالية فمن غير المستبعد أن يأتي يوم تنظم فيه انتخابات في المغرب بصناديق فارغة.
أولا الحياد السلبي للسلطات في المغرب و إغماض أعينها عن شريحة واسعة من السياسيين الفاسدين المفسدين الذين يستعملون أموالا طائلة لشراء الأصوات و الذمم في استغلال سافر و منحط للوضعية الاجتماعية المزرية و الفقر الذي يعيش تحت وطأته عدد كبير من المغاربة الناخبين ،و قد قيل كلام كثير في الانتخابات البرلمانية للسابع من أكتوبر 2017 و كيف تم تجنيد رجال السلطة للمقدمين و الشيوخ و القياد و الباشوات و حتى العمال لخدمة مرشحين و أحزابا بعينها ،مستغلين الجهل و الخوف و الرهبة المبثوثة في نفوس طبقة من الشعب عند سماع كلمة المخزن و لا تزال هذه الطبقة تتخذ جملة لي گالها المخزن هي لي كاينة كمرجعية تحكم تصرفاتها و اختياراتها و ترى فيها أمرا ساميا وجب إطاعته و تنفيذه دون نقاش أو جدال.
ثانيا ،و عوض التسجيل المباشر في اللوائح الانتخابية و ما يشوبها من خروقات و بيروقراطية الإجراءات ،تطالب شريحة واسعة من الأحزاب و كذا الشبان الذين يصلون السن القانونية للتصويت باستعمال قاعدة بيانات الادارة العامة للأمن الوطني واعتبار البطاقة الوطنية كوسيلة وحيدة للتصويت في كل استحقاق انتخابي و بالتالي توفير الوقت و الجهد اللذان يضيعان في التسجيل في اللوائح الانتخابية. .
ثالثا ،التقطيع الانتخابي على المقاس لضمان فوز مرشحين بعينهم ،إذ لا تراعى في التقسيم الجغرافيا و وحدة القبيلة أو الحي. 
رابعا، ظاهرة الترحال السياسي التي ساهمت في تمييع المشهد السياسي ،وجعلت أحزابا يمتلك النافذون فيها المال و الجاه تفرغ أحزابا أخرى من أطرها و مناضليها ذوي الرصيد الانتخابي المرتفع و لا يهم كيف تكون هذا الرصيد أكان نتاج تاريخ نضالي حق أو شراء ضمائر متعاطفين كثر، و في كل سنة انتخابية تنشط سوق لانتقال المنخرطين من حزب الى اخر في صورة شبيهة لسوق انتقالات لاعبي الكرة المحترفين "الميركاتو" و خير مثال على ما ذكر سابقا ترشح عدد كبير من أعضاء قدامى لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتزكية احزاب تصنف في خانة الأحزاب الإدارية، و لا يعرف سبب التحاقهم بهذه الأحزاب ،لكن ما لا يخفى أن الأحزاب المستوردة للأطر و الكفاءات لعبت اللعبة بهدفين ،أولهما استغلال الرصيد النضالي لهؤلاء الملتحقين و كسب مقاعد نيابية أو جماعية إضافية و ثانيهما هو محاولة هدم أحزاب كحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ذي الحمولة التاريخية و النضالية العظيمة و بالتالي هدم ركن من أركان اليسار المغربي في أفق اجتثاث اليسار نهائيا. 
و كمحصلة للقراءة السابقة و التصرفات الرجعية الممارسة سواء من طرف الأحزاب أو السلطة فإن كل الانتخابات التي نظمت بالبلاد أفرزت هيئات منتخبة فاقدة للمصداقية إن لم نقل للشرعية في أعين المغاربة و خصوصا الشباب الذي يرى من منظوره و له الحق في ذلك أن هذه الهيئات لا تمثله و بالتالي يتولد لديه إحساس ممزوج بالغبن الحگرة و يرى أن هذه الهيئات فرضت عليه فرضا .و شيئا فشيئا بدأت تترسخ لديه فكرة ان صوته لا قيمة له و بالتالي فهو يرفض العملية السياسية برمتها ابتداء من التسجيل في اللوائح الانتخابية و الانخراط في الأحزاب و حتى إعلان نتائج الاستحقاقات الانتخابية، بل هناك من يرى أن الإدلاء بصوته شهادة زور و خيانة لنفسه و لأفراد الشعب. 


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44764
Total : 101