بالرغم من الحالات النفسية التي تصيبنا بالارق مصحوبة باحلام وكوابيس ربما تؤخرنا بالنهوض مبكرا وان نهضنا فاننا نعاني التعب والصداع وغيرها من المنغصات ، وذلك بسبب مانتابعه من اخبار لاتسر ولاتفرح تروج لها وتبثها بعض القنوات الفضائية المحلية والعربيــــــة وتنقل مايدور من احداث تدخــــــل في خانة العنف والمؤامرة وماتتعرض له الشعوب العربية الآمنة واولها العراق الذي يعاني من ازمات تلو الازمات ولاسباب بات المواطن العراقي يدركها ويشخصها.
نعم بالرغم من تلك الازمات التي تشعرنا بالتعب والارق في صباح كل يوم ونتمنى ان نصحو على زقزقة عصافير ونسمات هواء باردة صيفا ودافئة شتاء تداعب اشعة الشمس باجواء هادئة تفتح لك النفس لتناول فطورك مع عائلتك قبل ان تتوجه لعملك متوكلا على الله سبحانه وتعالى.
ولكن ماذا نقول للحدث غير المتوقع عندما تستمع الى اصوات فجرا وانت في عز نومك اصوات كانها طلقات (لدوشكة او كلاشنكوف) صلياَ نعم اصوات اطلاقات فجرا تنتهي باصوات كانها صفارة اسعاف او انذار ! فتصيبك الدهشة واحيانا الرعب (وحسبة توديك وحسبة تجيبك ) وتبقى طوال اليوم منزعجا ومتضايقا.
نعم والغريب انك وعندما تصحو وتبحث عن مصدر هذه الاصوات المزعجة فتتعرف انها تاتي من ديك جاري الوقح الذي يصفق بجناحيه قبل ان يطلق الصيحات فتبين ان جاري الساكن في ذات العمارة التي اسكن كان قد اشترى ديكا ناضجا ووضعه في الشرفة وبالتالي وكالمعتاد يقود الديك بالرد على الديكة الاخرى القريبة والتي تطلق صياحا فجر كل يوم وهي حالة طبيعية بل انها مألوفة وتبشرك بيوم جديد ، ولكن غير الطبيعي ان يكون الديك في اروقة العمارات السكنية وليس ببيت مفتوح او حديقة ومزرعة ، ويتسبب بازعاج الساكنين في العمارة واصحاب البيوتات القريبة والمجاورة .
نعم كان صباحا متخماً بالازعاج والحالة النفسية المتعبة خاصة انك تستـــــــيقظ عند الرابــــــعة فجرا وتبقى مستيقظا الى مساء اليوم التالي ومايرافقه من صداع وحالات نفسية مزعجة ، الامر الذي شجعني على مفاتحة ومعاتبة صاحب الديك الذي عرفت انه هو الاخر مصاب بنفس حالتي النفسية ولم يذق طعم النوم وقال لي (ساذبح الـــــديك واتخلص منه) ، ورفضت فكرة الذبــــــح بتاتا فشجعته ان يضع بمقعده ( دهن فازلين) وهذه معلومة شجعني عليها احد الاصدقاء.
وفعلا قام الرجل في المساء بوضع الفازلين بمقعد الديك ، وفي فجر اليوم التالي استمع لاصوات تصدر من الديك المسكين متقطعة وتبين انه وعند اول صيحة له ينقطع الصوت بسبب الفازلين والضغط ، وسمعت صباحا صوت جاري ينادي علي ويقول لي (عاشت ايدك خوش وصفة لكني احتاج مزيداً من الدهن) قلت له (تخلص من ديكك ببيعه لانه يستهلك دهنا كثيرا) ولما قرر بيعه وعندما اراد ان يمسكه قام الديك بنقر جار وتسبب بنزف دموي بيد جاري !
وهكذا ويــبدو ان جاري سياتي بشخص يشتري ديكه الذي يخاف ان يقترب منه واطلق عليه الديك الوقح .
مقالات اخرى للكاتب