بالرغم من وجودها في زمن النظام السابق لكنها تفاعلت في الاونة الاخيرة ظاهرة الفصول العشائرية التي وجدها البعض مصدرا للكسب السريع فيما عدها اخرون بابا للتجارة وللعاطلين عن العمل يذهب ضحيتها المغلوب على امرهم.بعدما يغصب عليه فصل عشائري يحس فيه بالغبن خوفا من اهدار دمه ودم احد ابناء عمومته فانه يستسلم للامر الواقع ويدفع الفصل وهو الممنون. بالتالي للاسف تحول الفصل العشائري من صورته في الدفاع عن المظلوم واخذ الحق من الظالم الى عملية تجارية مثيرة للاهتمام وصفها بعضهم اشبه بـالاتاوات التي تؤخذ بالتهديد. وتصل بعض الفصول العشائرية بين الطرفين المتخاصمين الى اكثر من 100 مليون دينار وقضايا غريبة تصل الى عشرات الالاف من الدولارات ووجود النساء والتي تعرف بـ (الفصلية) وهكذا هلم جرة جميعها تدخل في حقل الابتزاز العشائري. وفي فصل عشائري غريب من نوعه حدث لخال زميلي في الدائرة وهو يروي لنا فصلا عشائريا عجيبا اطلق عليه اسم ابتزاز عشائري حدث لخاله الذي كان يعاني عدم انجاب زوجته وكان خاله قد تزوج منذ قرابة سبعة اعوام ولم يمن عليهم الله بخلف وبالرغم من مراجعتهما الاطباء المختصين الذين اكدوا سلامتهما من المشاكل والاسباب التي تمنع من الحمل . ويقول زميلي ان خالي جرب جميع الادوية والاعشاب والطرق دون جدوى . ومؤخرا توجه الى احد كبار السن فنصحه بان يذهب الى اقرب مغتسل (مغيسل) للموتى ويطلب من الشخص الذي يقوم بمهمة غسل الموتى ان يغسل له جسمه بعد غسل اي شخص ميت فاقتنع الرجل بالنصيحة فذهب الى مغتسل قريب من منطقة سكنه فدخل اليه ورأى المسؤول عن غسل الموتى وطلب منه ان يقوم بعملية غسله بعد ان روى له الاسباب . فقال له (المغسلجي) نعم ان كثيرا من نفس هذه الحالة تاتي اليه فقمت بتغسيلهم. فتهيا الرجل وخلع ملابسه وامتد على الصخرة المخصصة لغسل الموتى وراح المغسلجي بمسك ليفة وصابونة. فقال له الرجل هل هذه نفس الليفة والصابونة التي تغسل بها الموتى ؟ قال له نعم ..انها عدتي. فطلب الرجل منه ان يجلب له ليفة وصابونة جديدتين من المحل المجاور للمغتسل فراح المغسلجي ليشتري وبقي الرجل ممدا على الصخرة . وشاء القدر في هذه اللحظة ان تاتي جنازة ليدخل شقيق الميت مستعجلا وحزينا يريد ان يستاذن من المغسلجي لدخول الميت وغسله. فلم يشاهد الا رجلا ممدا على صخرة الموتى معتقدا انه احد الموتى فراح يصيح اين المغسلجي؟ فنهض الرجل وقال له لقد ذهب المغسلجي ليشتري ليفة وصابونة من المحل المجاور وسيعود حالا . . فصعق شقيق الميت متصورا ان الميت يحدثه فسقط على الارض من شدة الصدمة والهلع والخوف مغميا عليه ولما وصل المغسلجي وبعض المشيعين الى شقيق الميت الذي سقط مغميا عليه اكتشفوا انه فارق الحياة نتيجة سكته قلبية مفاجأة من هول الموقف .وهنا ثارت ثائرة ذوي الميت وصارت بدل الجنازة جنازتان وبعد التحقيقات وتدخل احد اطباء المستشفى القريب الذي اكد وفاة الشخص وبعد ان سجلت الشرطة سبب الوفاة قضاء وقدرا لكن العشيرة التي ينتمي اليها الميت وبعد مراسم الفاتحتين ارسلوا بطلب لعشيرة الرجل الذي جاء يعالج نفسه لعقد جلسة فصل عشائري وعدوه سببا بوفاة احد رجال عشيرتهم.
وبعد جلسات ومناقشات وتدخل بعض رجال الدين والمشايخ واقتناع العشيريتين وتلافيا للمشاكل ، انتهى الموقف ان يدفع الرجل لذوي المتوفي مبلغ 12 مليون دينار عراقي.. ويعود زميلي ويقول انها حقا حادثة غريبة ومضحكة ومحزنة وطركاعة سوداء في الوقت ذاته. واقسم خالي انه لا يريد العلاج ولا الخلفة طول حياته.. لينتهي فاصل من فصل عشائري غريب وعجيب صار الجميع يرويه بمناسبة او غير مناسبة.
مقالات اخرى للكاتب