لم يَدُر في خَلَد البريطانيِّين عندما غرسوا بذرة العقيدة الارهابيَّة الفاسدة في المنطقة، وأَقصد بها الحزب الوهابيِّ وحاضنتهُ [آل سعود]، أَنَّ ثمارهاالمسمومة سترتدُّ عليهم في يومٍ من الأَيَّام! فلقد ظَنُّوا وقتها أَنَّ زراعة شجرة خبيثة بعيداً عنهم يُجنِّبهُم خُبثها! حتَّى دارَ الفلكُ ومرَّت قرونٌ وكبُرت الغَرسة المسمومةِ لتنفُثَ سمومها وتغطِّي بظلالِها كلَّ العالم حتَّى تلك الامبراطوريَّة العجوز التي لم تكُن الشَّمس وقتها لتغيبَ عنها! ولكن هذه المرَّة لتتفيَّأ بظِلال أوراق الشَّجرة الخبيثة!.
قد يقولُ قائلٌ؛ أَنَّها غرست تلك البذرة لحمايةِ مصالحِها في المنطقة ولحماية الذَّات! أَقولُ نعم؛ هذا صحيحٌ لا يختلفُ عليهِ إِثنان! فلماذا [زعلانة] إِذن [الخانُم]؟! أَلم تسمع بالمثلِ القائل [إِلمايعرِف تدابيره حُنطتَه تاكل شعيرَة]! [ذُقْ] إِذن!.
الغرب وبريطانيا تحديداً أَوَّل المسؤولين عن ظاهرة [الارهاب الاسلامي] أَو [التطرُّف الاسلامي]!.
إِنَّ الارهابَ غرسةٌ تتغذَّى على عقيدةٍ فاسدةٍ وسياساتٍ خاطئةٍ، وتموتُ إِذا طهَّرنا المحيط من هذَين العاملَين الأَساسيَّين!.
على صعيدِ العقيدةِ الفاسدةِ فلازالت مدارس ومعاهد ومراكز الحزب الوهابيِّ التي تُغطيِّها أَموال بترودولار نِظامُ القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة والمنتشرة في كلِّ أُوربا ومنها بريطانيا تغذِّي النشءْ الجديد بالعقيدةِ الفاسدةِ التي تعتمد التَّكفير والكراهيَّة وإِلغاء الآخر والتزمُّت والعُنف والارهاب!.
ولقد كدتُ أَن أَموتَ من الضِّحك وأَنا أُتابع تصريحات بعض المسؤولين البريطانيِّين عقب العمل الارهابي الذي شهدتهُ العاصمة لندن وهم يُطالبون [المراكز الاسلاميَّة] في بريطانيا! ويقصدونَ بها بالدَّرجةِ الأُولى طبعاً المرتبطة بنظامِ [آل سَعود] الوهابيِّ الارهابيِّ الفاسد! لتحمُّل مسؤوليَّتها في حماية النشءْ الجديد من الأَفكار المُتطرِّفة! فهم والحال هذه كالمُستجير من الرَّمضاءِ بالنَّار!.
أَمّا على صعيد السِّياسات الخاطِئة؛ فلقد عبَّرت عنها بشَكلٍ واضح لا لَبْس فيهِ أَوَّل زيارة لرئيسة وزراء [مهد الدِّيمقراطية] في العالم، بريطانيا، لمنطقة الشَّرق الأَوسط والتي قادتها أَوَّل ما قادتها الى بلدٍ يحكمهُ واحِدٌ من أَسوء وأَقذر النُّظُم الديكتاتوريَّة البوليسيَّة القمعيَّة في العالَم وأَقصُد بهِ البحرَين! وكأَنها أَرادت أَن تقدِّمهُ لنا كنُموذجٍ لتحالفِ الدِّيمقراطيَّات!..
أَمَّا العلاقة مع نِظامِ [آل سَعود] فعلى الرَّغمِ من كلِّ التَّقارير الرَّسميَّة وغير الرَّسميَّة التحقيقيَّة والحقوقيَّة التي أَكَّدت بأَنَّ الرِّياض التي تقود حِلفاً لتدميرِ اليمن إِستخدمت السِّلاح البريطاني لارتكابِ جرائمَ حربٍ وجرائمَ ضدَّ الانسانيَّة وتحديداً ضدَّ الطُّفولة! مع كلِّ ذلك تستمرِّ الحكومة البريطانيَّة في تزويد الرِّياض بكلِّ أَنواعِ السِّلاح الفتَّاك بشرطِ إِستخدامهِ في اليَمَنِ حصراً!.
وبالرَّغمِ من كلِّ ما نسمعهُ من خُطَطِ الغرب لمحاربةِ الارهاب إِلّا أَنَّهم الى هذه اللَّحظة لم يتَّخذوا الإجراءات اللَّازمة لوقفِ تمويلِ الارهابيِّين بأَموال البترودولار التي لازالت تصِلهُم بشَكلٍ واسعٍ من دُوَل الخليج كما أَشار الى ذلك السَّيِّد رئيس مجلس الوزراء الدُّكتور العبادي خلال زيارتهِ الأَخيرةِ الى واشنطن!.
أوَليست دُوَل الخليج محميَّات غربيَّة وتحديداً بريطانيَّة؟! فلماذا لا تُمارس ضغوطها اللَّازمة لإيقافِ عمليَّات تدفُّق الأَموال الى الارهابيِّين!.
على البريطانيِّين أَن يتعلَّموا جيِّداً ويتيقَّنوا من الحقيقة القائلة أَنَّ الأَمن القومي في كلِّ العالَم بات اليوم في ظلِّ العَولمةِ ونظام القريةِ الصَّغيرةِ كالأَواني المستطرقة فإِمَّا أَن ينعم الجميع بالأَمن أَو لا أَحدَ ينعمُ بهِ، فلقد ولَّت نظريَّة [تجميع الجراثيم] التي عانى منها العراقيُّونَ على وجهِ التَّحديد ما عانَوا!.
أُقضوا على الارهاب في الْعِراقِ وسوريا وليبيا ومِصر وأَوقِفوا عدوانَ عبيدِكم [آل سَعود] على اليمن لتنعَموا بالأَمن في بلدانِكم، والّا فستُقاتلونَ الارهاب في عواصمِكم رغماً عنكُم! وهذا ما أَشرتُ إِليهِ منذ أَعوامٍ خلَت، ولقد صدَّق الهجومُ الإِرهابي يوم أَمس في لندن قَولي! {وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ}.
مقالات اخرى للكاتب