تناقلت ألآخبار أن سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية وجه دعوة للدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء العراقي لزيارة السعودية ؟وأذا صحت هذه ألآخبار وهي يبدو صحيحة لآنها تزامنت مع زيارة أوباما للرياض وحضورة قمة مجلس التعاون الخليجي وأجرائه محادثات منفردة مع الملك سلمان وتأكيده على ضرورة دعم الحكومة العراقية في حربها ضد ألآرهاب ؟ولا ندري هل تم توجيه الدعوة بشكل رسمي للحكومة العراقية أم لا , أم ظلت مجرد تسريبات صحفية وأعلامية ؟في كل الحالات , فأن المسؤولين العراقيين بعد 2003 لم ينقطعوا عن زيارة المملكة السعودية , سواء زيارات رسمية للعمل , أو لآجل مناسبات وفيات بعض الملوك وألآمراء , وفي تلك الزيارات لوحظ عدم أهتمام المسؤولين السعوديين بزوارهم من المسؤولين العراقيين , ولم تراع ألآعراف الدبلوماسية المتبعة بالزيارة ففي أخر زيارة للتعزية بمناسبة وفاة الملك عبد الله كان الوفد الرسمي العراقي برئاسة رئيس جمهورية العراق وعضوية نواب رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء وبعض الوزراء فكان في أستقبالهم في المطار نائب أمير الرياض ؟وفي زمان الملك سلمان لوحظ تشدد السياسة الخارجية السعودية تجاه الجيران وتجاه المنطقة والوضع العالمي , ومن ملامح ذلك التشدد :-1-   حرب اليمن2-   زيادة التشدد تجاه القضية السورية وتصريحات عادل الجبير تكشف ذلك3-   تصريحات السفير السعودي في بغداد ضد الحشد الشعبي والتي أعتبرت تدخلا في الشؤون الداخلية للعراق ؟4-   موقف السعودية المتشدد ضد حزب الله اللبناني المقاوم لآسرائيل ولداعش5-   موقف السعودية المتشدد في مؤتمر وزراء الخارجية العرب وفي مؤتمر منظمة التعاون ألآسلامي وتنديدها بأيران وحزب الله , ودعوتها المستمرة غير المبررة لآعتبار حزب الله اللبناني حزبا أرهابيا مما لاقت دعوتها تلك معارضة عربية على مستوى بعض الدول ومعارضة شعبية واسعة .6-   تصريحات المسؤولين ألآسرائيليين أخيرا بأن موقف السعودية ضد أيران يجعلها مع أسرائيل , وتصريحات بعض المسؤولين ألآسرائيليين بأن السعودية ترمي من جراء خفض أسعار النفط هو الضغط على أيران حتى لاتستطيع ترميم أقتصادها .7-    أن أصرار السعودية على خفض أسعار النفط قد أضر بالعراق أولا قبل أيران وروسيا8-    أفادت التسريبات ألآعلامية بأن أستقبال السعوديين لآوباما لوحظ فيه فتور واضح ؟9-   صرح مسؤول ألآستخبارات السعودية السابق ألآمير تركي الفيصل بأن العلاقة مع أمريكا لن ترجع الى ألآيام الخوالي ؟على ضوء كل ذلك فأننا نرى أن دعوة الملك السعودي للعبادي لزيارة السعودية ليست صادقة وهي جاءت بعد ضغوط من أوباما الذي أختلف معه السعوديون حول أيران وسورية ولم يريدوا أن يختلفوا معه حول العراق ولكن على مستوى المجاملة؟والسعودية التي هي جارة للعراق ولها أطول حدود مع العراق وأغلب ألآرهابيين الذين دخلوا العراق ومارسوا عمليات أرهابية هم سعوديون , والسعودية لم تفعل شيئا تجاه ذلك , حتى " 16" أرهابي الذين سلموا للسعودية كبادرة حسن نية لم تقابل السعودية تلك المبادرة العراقية بعمل مماثل لآطلاق سراح بعض السجناء العراقيين والذين سجنوا بتهم تهريب وتجاوز الحدود وليس بتهم أرهابية ؟ومن قام بتسليم ألآرهابيين السعوديين هو موفق الربيعي عندما كان مسؤولا لما يسمى بألآمن الوطني العراقي , وذلك الموقف كان خطئا وقد كتبنا عنه في وقته .لذلك على الدكتور حيدر العبادي أذا قرر زيارة السعودية أن يتأكد من سلامة أجراءات ألآستقبال أولا , لآن أحترام المسؤولين العراقيين في الزيارات الرسمية هو أحترام للشعب العراقي .وأن يوضع برنامج للزيارة والمحادثات بحيث تتركز على ألآرهاب ودور السعودية العملي في ذلك .وأن يطلب من السعودية بشكل واضح أدانة وبراءتها من السعوديين المشاركين بالعمليات ألآرهابية في العراق والمنطقة .وأن يطلب من السعودية أدانة أي دولة خليجية تساعد وتمون ألآرهاب .وأن يطلب من السعودية أدانة موقف حليفتها تركيا التي أدخلت بعض قواتها في العراق ولم تستجب لنداءات الحكومة العراقية ولا لنداءات الجامعة العربيةوأن يكون موقف العراق واضحا أذا تمت الزيارة أن يدين دعوات أعتبار حزب الله حزبا أرهابيا , وأن يخبر السعوديين بأن ما يسمى بمعارضة الرياض السورية فيها أرهابيون وهذا خلاف ما تصرح به السعودية , وأن يصار الى توضيح موقف العراق من الحرب ضد اليمن , ونحن نرى أن مواقفا من هذا المستوى مع الطرف السعودي الذي لايعرف ألآ التشدد والتطرف في المواقف سوف يؤدي الى تشنج العلاقات العراقية السعودية , لذا من ألآفضل التريث وعدم تلبية دعوة الزيارة والعراق يمتلك أسباب وجيهة لتأجيل الزيارة