لا يخفى على احد ما للصحافة من دور كبير ومؤثر في نشر الثقافة والوعي وزرع القيم والمبادئ في النفوس وترسيخ الروح الوطنية ونشرها بين ابناء الشعب وتؤدي وسائل الإعلام بكافة أنواعها ذلك فهي المؤثر أما سلبا وإما إيجابا ولاسيما عند غياب الرقيب الموضوعي العقلاني.والرقيب الأول هو الضمير الصحفي مَنْ لم يخف حكم الضمير فمن سواه لن يخافا
ويتذكر معظم الذين عاشوا عقد الخمسينات اهمية الاناشيد الوطنية وأولها نشيد الله اكبر ودورها في دحر العدوان الثلاثي الغاشم على مصر. تؤدي وسائل الاعلام دوراً فعالاً في ترجيح اللغة لكونها في الفاعلية اقوى من السلاح حيث تبدأ الحروب بكلمة، فمن ينجح في توجيه الكلمة اعلاميا ونفسيا يكون قد كسب كل شيء.قرأت في احدى مجلاتنا الاسبوعية التي تسندها الدولة وفي الصفحة 51 منها مقالاً تحدث فيه الكاتب عن أخطاء الجيش السوفيتي في أربعينيات القرن الماضي يوم حرر يوغسلافيا من الاحتلال النازي، اذ ارتكب بعض الجنود الروس عمليات اغتصاب لنساء يوغسلافيات، يومها شكى اليوغسلاف هذه العمليات إلى ستالين الذي وبخهم قائلاً، إن الروس جاؤوا من ابعد الاماكن ليحرروكم من النازيين وكم من الروس قد قُتل وجُرح وتكبد الصعاب من اجلكم وانتم تشتكون أمر اغتصاب بعض نسائكم!! أهي رسالة موجهة من كاتب المقال إلى الشعب العراقي الأبي ان لا تعترضوا على اغتصاب بعض نسائكم فلقد ضحى (الامريكان) بالغالي والنفيس من اجلكم، وإن النسوة اللاتي اغتُصِبنَ ما هنَّ الا قرابين لحريتكم وتحريركم وبناء بلدكم!!لا تغضبوا لاغتصاب نسائكم فان ثمن الحرية اكبر!! وفي العدد 219 من نفس المجلة وخلال مدحهِ لنوري السعيد الذي زج بالعراق في حلف بغداد ورسخ النظام الاقطاعي و و و ثم يخرج علينا نوري السعيد بكلماته البليغة كما يصفها صاحب المقال قائلاً ((ان العراق مثل برميل النجاسة ونحن جالسون على غطائه نمنع جيفته من الانطلاق، ازيحوا غطاءنا وسترون كيف ستخنقكم روائحه))!!!بالله عليك يا أخي في الدين والوطن والانسانية حتى وان قال نوري السعيد هذه الكلمات فهل يجوز لجنابكم الكريم ان تنشروها في مجلة توزع الالاف من نسخها في جميع اقطار العالم؟ وهل إن دور الصحفي هو تشويه سمعة بلده ام رسمها بأحسن وأبهى الصور؟وأذكركم أخي وأنا الناهل من خبرتكم في الصحافة بقول الكاتب الأمريكي (جيمس روستن) يوم قال (في آمن البلاد ومصالحه الخارجية لا يوجد جمهوري وديمقراطي ... يوجد أمريكي فقط)، صحيح أخي لا أنت ولا نوري السعيد قد استلمتم بغداد من هرون الرشيد لكن ميزانية العراق اليوم تبني دولاً عملاقة وإذا كان برج دبي قد شُيِد بمليار دولار فكم برجاً بنينا؟ وهل نسيت يا أخي بأن علي بن ابي طالب (ع) كان لا ينام إلا بعد كنس بيت المال بيديه الطاهرتين!! وإن كان العراق (برميل نجاسة) كما قال الباشا وكما أيدتموه وهو برميل يزكم الانوف فلماذا تهافت المحتلون عليه بريطانيون كانوا او امريكيون وهل هم صراصر تبحث عن الجيف؟ إن العراق بلد الانبياء والاولياء الصالحين بلد الحضارة بلد الطهر بلد العفة والنبل بلد القداح والعنبر بلد البرحي والتبرزل بلد البرتقال والليمون بلد العقول الجبارة التي بنت وستعيد بناء الحضارة وما غزوه الا سرقة لخبراته وؤد طاقاته.انها دعوة لكم اخي العزيز للحديث عن البلد الذي علَّم العالم الكتابة والرسم وعلمه الزراعة والسقي والبناء وعلمه القانون وعلمه كيف يصنع العجلة التي لولاها ما قامت صناعة، وان غرس الروح الوطنية في المواطن هي عامل مهم لبناء الوطن، ويعرف جنابكم الكريم كيف ان الامريكان يقرأون نشيدهم الوطني ويضعون ايديهم اليمنى على قلوبهم ايمانا بوطنهم واحتراما له وتقديسا لان حبه يجري في عروقهم، فعليك اذن ان تتعلم من حب الامريكان لوطنهم حبك لوطنك .
مقالات اخرى للكاتب