خلصت دراسة أميركية - صينية مشتركة نُشرت في الدورية الرسمية لجمعية العلوم النفسية إلى أن لقناعة الأشخاص ومعتقداتهم حول السمنة وعلاقتها مع الطعام الزائد أو عدم إجراء التمارين الرياضية تأثيراً على أوزانهم.
في المرحلة الأولى لهذه الدراسة، قام الباحثان بتوزيع استبيان على الإنترنت لتحري التوجه العام لآراء الناس حول السمنة وأسبابها، ووجدا أن معظم الأشخاص يعتقدون أن سبب السمنة هو زيادة الأكل، أو نقص الحركة، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، والقليل منهم فقط يعتقد أن للوراثة دوراً في حدوثها.
وقاما بتوزيع الاستبيان على خمس دول في ثلاث قارات لتحري معتقدات الأشخاص عن سبب السمنة ومعرفة عاداتهم الغذائية وطبيعة نشاطهم، بالإضافة لأوزانهم لإيجاد العلاقة بينهم.
وبينت المعلومات من كوريا وأميركا وفرنسا أن وزن الأشخاص الذين يعتقدون أن سبب السمنة هو زيادة الأكل كان أقل من الذين يعتقدون أن سببها هو نقص الحركة، أو عدم إجراء التمارين الرياضية، وكانت هذه النتائج مثيرة للدهشة، لأن مجرد هذه الأفكار النظرية التي يحملها الشخص حول السمنة كان لها تأثير على الوزن يفوق تأثير عوامل الخطر الأخرى المعروفة، مثل المستوى الاجتماعي والاقتصادي والعمر والتعليم والحالات المرضية والنوم.
وفسر الباحثان الترابط بين ما يعتقده الشخص حول مسببات السمنة من جهة وببن وزنه من جهة أخرى، بأن أفكاره تؤثر في سلوكه وفي كمية الطعام الذي يتناولونه، حيث إن الأشخاص الذين يعتقدون أن سبب السمنة هو نقص الحركة والتمارين الرياضية كانوا أكثر ميلاً لتناول الشوكولاته من الذين يعتقدون أن السبب هو زيادة الأكل، وبنفس السياق يتناول الأشخاص الذين يعتقدون أن الرياضة لها تأثير كبير على نقص الوزن والحفاظ على الرشاقة كمية أكبر من الشوكولاته من الأشخاص الذين يعتقدون أن الحمية هي أساس نقص الوزن.
هذه النتائج تبين أن معتقداتنا وأفكارنا اليومية حول السمنة وأسبابها تؤثر في كمية الطعام الذي نأكله ونوعيته، وبالتالي تؤثر في الوزن، وبالتالي يجب أن تستهدف البرامج العامة التي تسعى لإنقاص الوزن معتقدات وأفكار الأشخاص حول سبب السمنة وذلك لتعديل سلوكهم.