كلنا نعلم بأن الطب مهنة إنسانية بحتة هدفها شفاء الناس من عللهم والحفاظ على حياتهم ولذلك على الطبيب قبل تخرجه ان يؤدي القسم .. فكثيرا ماكنا نسمع عن طبيب في الحرب يقوم بتضميد جراح العدو وعلاجه لايستوقفه شيء سوى ضمير المهنة ! اين ذهب اليوم هذا الضمير …إجرام الاطباء هكذا سأصف مايحدث في بلدنا !! فوصفهم بالجشع هي كلمة لاتفي بالغرض لما يقوموا به من استغلال المواطن الكادح الذي ابتلى بالعديد من الامراض في زمن انعدمت فيه الرحمة ومات الضمير .فأصبح المريض يدخل للطبيب كأنما دخلت فريسة الى وكر الوحوش فتجهش عليه لتبتلع كل مافي جيوبه من نقود! وياليت تنتهي عند هذا الحد بل ويجبره على شراء العلاج من صيدليات يعقد اتفاقيات معها ، بالاضافة الى ان بعض الاطباء يحيلك الى اطباء اخرين بحجة ان مرضك ليس من اختصاصه! فهو لايرضى بما جناه بل ويسعى لتوفيرالرزق على حد تعبيرهم لغيره من الزملاء!والمأساة ان اكثر هولاء الاطباء يفتقرون للمهارة في مهنتهم مما يزيد الطين بلة ،حيث يدخل المريض يعاني من حالة بسيطة فيصف له العلاج الخطأ ما يؤدي الى مضاعفات خطيرةلاتحمد عقباها ..فيقع المريض بين مطرقة المرض وسندان جشع وجهل طبيبه .
لكن يبقى هناك سؤال يطرح نفسه عندما يفقد الانسان ضميره وتنعدم القيّم ؟مادور الدولة والقانون ؟
أوليس من واجبها تشريع قوانين صارمة تضع حد للفساد المستشري بمرافقها !وانقاذ المواطن من الكوارث التي احيقت به ؟ ام نحن نعيش في غابة يأكل القوي الضعيف !!!! اين وزارة الصحة التي بدت مغيبة تماما و لادور لها في الساحة ؟.اين دور النقابة في تحديد أجور الاطباء التي اثقلت كاهل الموظفين والفقراء بعد ان حاصرتهم الامراض ،مع تزايد الجهل والفساد الاجتماعي واهمال الدولة لصحة المواطن .. ناهيك عن مايحصل من اجراء عمليات وهمية هدفها جني الاموال برأس البسطاء ! اين انتم من كل هذا يامسؤولي الغفلة؟!!
حدثتني امراءة بالعقد السادس من عمرها عندما لاحظت وجود ورم في اسنانها وارتفاع في حرارتها واعراض اخرى لاتغيب عن اي طبيب معرفتها توجهت الى احد اطباء الاسنان ظنا منها انها تعاني مشكلة فيها فطلب منها ان يقلع جميع اسنانها ويبدلها بزراعة اسنان طبعا بمبلغ خيالي !فهي صفقة رابحة له..! بالتأكيد قلع جميع الاسنان امر ليس بالهين لذلك أنتابها شي من الخوف فألتجأت الى طبيب اخر وبعد الكشف عليها قرر أجرار عملية فورا في مستشفى اهلية من اجل استئصال الغدة الدرقية ، اصبح المريض ككرة يتداولونها بينهم !!! ولانها متمكنة ماديا وشعرت بعدم ارتياح لهولاء الجزارين قررت السفر لتركيا للعلاج بأحد المستشفيات الاهلية وبعد اجراء التحاليل واخضاعها للفحوص تبين انها تعاني من مشاكل في المرارة !
ولاتحتاج لقلع اسنانها ولاتحتاج لا ستئصال الغدة الدرقية !
هذه قصة من مجموعة قصص تحكي عن تلاعب الاطباء بحياة الناس ! سؤالي ماذا يفعل الفقير الذي لايوجد لديه القدرة المادية لدفع تكاليف العلاج بالخارج … هل عليه ان يدفع حياته ثمنا رخيصا لحكام هدفهم الاكبر الحفاظ على الكراسي
ان مايستحقه من على شاكلة هولاء هو القصاص العادل ليكونوا عبرة لغيرهم ،فمن المؤلم ان نطلق عليهم لقب اطباء ..ولذلك وبأسم هذا الشعب المغلوب على امره اطالب النقابة بتغيير لقب طبيب الى لقب جزار!!!!!!! مع احترامي للكثير من الاطباء الذين يتمتعون بكل معاني الانسانية والشرف فمن التعسف ان يحترق الاخضر مع اليابس !!!!!!!! وانما مااقصده زمرة من معدومي الانسانية والضمير ….
السيد وزير الصحة … الا يوجد لك دور في مايحصل ام جل َّ دورك تقاضي الرواتب والامتيازات تاركا هذا الشعب المسكين يلقي حتفه على ايدي زمرة من الذئاب …ألستِ راعيا ومسؤول عن إعادة رعيتك الى حظيرة الانسانية !!!
هل ستستيقظ ضمائركم يوما إتجاه هذا الشعب البائس …ام …انا ان ناديت حيّاً.. لكن لا حياةَ لمن انادي …؟.!!!
مقالات اخرى للكاتب