عانى العراق من انغلاق تجاري لأن النظام السابق لم يركز على جعل العراق مركزا تجاريا كما فعل جيراننا من دول الخليج بل ركز النظام السابق على إيذاء و تعذيب شعبه و احتلال إيران و الكويت و هكذا خسرنا الكثير و أصبحنا تحت سيطرة الأمم المتحدة و عاش الشعب سنوات عجاف بسبب الحصار الاقتصادي و بعد سقوط النظام استبشرنا خيرا بأن العراق سوف يعود لوضعه الطبيعي و يأخذ مكانه و لكننا بتنا نلاحظ انعدام مفهوم التجارة الحرة فهذا المفهوم هو بأن تستقبل بضائع و منتجات مختلفة الأسعار و من مختلف الدول و تكون ذات جودة و هذا ما لم يحدث عندنا فالسواد الأعظم من المنتجات تأتي من دول الجوار و أسعارها مرتفعة للغاية و قد تكون ضعف أو ضعفين السعر العالمي للمنتج أما الجودة فحدث ولا حرج فيكفي أن تنزل إلى الأسواق لترى المنتجات الفاسدة كيف تباع بأسعار خيالية و للأسف كل اللوم يقع على الوزارات المعنية التي لم تضع ضوابط للإستيراد و جعلت من أسواقنا مكب نفايات لأتعس أنواع المنتجات و البضائع القادمة من دول الجوار و للأسف لم يتم بذل أي جهد للتنسيق مع الدول العظمى المعروفة بمنتجاتها كالصين و المانيا و أمريكا و غيرها من الدول لكي تأتي للعراق و تجعل من وطننا منطلق للتجارة الداخلي و الخارجية لما يحتله العراق من مكان متميز في الشرق الأوسط و في الأيام الماضية كتبت موضوع قصير بعنوان "ماذا نفعل إذا تأذت تركيا " ذكرت في الموضوع جانب يتجاهله الكثيرين و هو بأن إذا تأذت تركيا بسبب الأحداث التي تمر بها فأننا سوف نعاني للغاية لأننا نستورد منها كل شيء تقريبا و مرتبطين معها بعقود كثيرة و هذا خطأ كبير فلهذا يجب أن نقوم بعمل نقلة نوعية و نطبق مفهوم التجارة الحرة مع الكل ولا نطبق المقولة ""الأقربون أولى بالمعروف"" و أقصد هنا تجارتنا مع دول الجوار فيجب علينا أن نتوسع مع القريب و البعيد و نرتبط معهم بعقود و صفقات أما بقاءنا هكذا فيعتبر انتحار حيث أننا نمتلك ميزانية كبيرة و العالم يشهد أزمة إقتصادية طاحنة و صاحب رأس المال في الوقت الحالي يستطيع تحقيق أمور كثيرة و يحصل على صفقات متميزة لأن الدول و الشركات تريد التوسع في تجارتها مع مختلف دول العالم و تسويق منتجاتها و جلب العملة الأجنبية لها و هذه الفرصة لا تتكرر و علينا استغلالها ..
مقالات اخرى للكاتب