كل شيء توقعته من المالكي أن يفعله في العراق لكنني لم أتوقع أبداً أن يشغل الرجل عقل عجوز قد بلغت من الكبر عتيا ليس حباً فيه وعشقاً لاإنما تذمراً منه ومن أفعاله ,كنت أسير قبل أسبوع في أحد أزقة بغداد القديمة وإذا بعجوز تمر من أمامي وقد لف طرف عباءتها بأحد أصابع قدميها فتدحرجت على الأرض وعلى الفوز نهضت لتلملم ماحصل لها من آثار وجراح إثر سقوطها وهي تردد بضع كلمات باللهجة الشعبية العراقية الدارجة " كله من تحت رأسك أبو إسراء يالمالكي وحقيقة شعرت بالخجل والخوف معا وتخيلت للحظات لو أنني كنت مكانه ورئيسا لوزراء العراق وهذه العجوز تدعو علىّ ليل نهار ربما قد أخذ حقها منها ظلماً وعدواناً أو فقدت أحد أبنائها نتيجة لتفجير أو اعتقال أو اغتيال
كونه مسؤولاً وراعيا ً عن ملايين العراقيين وما تلك العجوز إلا واحدة منهم هي لاتعرف إلاشخصا ًواحدا ًمسؤولاً عن تأمين حياة كريمة لها وتوفير أمنها وأمانها إلا المالكي فهي محقة ولها حرية التعبير لكن على طريقتها الخاصة وأكرر "كله من تحت رأسك يالمالكي "
لاأعرف هل مخابراته وأجهزته الأمنية المنتشرة في كل أنحاء العراق بالإضافة إلى الكم الهائل من المستشارين المحيطين حولك يوصلون إليك بكل أمانة تذمر الناس منك وأنت اليوم أصبحت حديث الساعة في الشارع والبيت والعمل وحديث العراقيين حتى في سيارات الباص ومصدر إزعاج أسماً وفعلاً للكثير وذكر المالكي الآن في أي مكان يبعث في النفوس الغثيان , وإن كنت لاتعلم شيئاً وقد عزلت نفسك عن الناس داخل أسوار المنطقة الخضراء المحصنة فسمع مني التي بدأت تضيق عليك شئياً فشئياً خصوصاً بعد توفر معلومات دقيقة مفادها بأنك سوف تقتل من أقرب الناس إليك وهذا ما يتداول اليوم وسط الناس ولست متأكداً حتى أكون أميناً بنقل المعلومة فلم تعد حتى المنطقة الخضراء بالنسبة إليك مصدر أمان وأنا أعرف أنت الآن تعيش حالة من التوتر والقلق النفسي لأن ظهورك الأخير وعلامات وجهك المُتجعدة توحي بذلك وأنك لاتنام من الليل إلا الشيء القليل ولوكنت عادلاً بين العراقيين كعادلة سيدنا عمر بن الخطاب لنمت خارج أسوار المنطقة الخضراء بأمان وراحة بال ولنمت في بيوت أحد العراقيين المساكين ولفتحنا لك قلوبنا قبل مساكننا لكن عذراً أبو إسراء فات الأوان ......كم أتمنى أن أراك يادولة رئيس الوزراء لا حباً بك ولا اشتياق ولكن رغبتي الجامحة هو أن نتحدث أنا وأنت قليلا ًعن العراق ,
وأعذرني عن الصراحة من البداية لأنني لا أريد أن أجاملك مثل أولئك المنتفعيين المزوّرين من حولك على حساب العراق وحاجة في نفس يعقوب لم يبق من عمر ولاية حكمك للعراق إلا أشهراً معدودةً ولن ينفعك أحداً حتى الذين قلت لهم ذات مرة أنا شيعي أولاً وهذا حال أهل العراق مع حاكمهم وأذكرك بقصة سيدنا الحسين عليه السلام وبقصة سيد الرجال وفحل الفحول علي عليه السلام كيف انقلبنا عليهما في لحظة واحدة وتنكرنا لها وأذكرك أيضا ً أن ما من شخص حكم العراق وخرج منه سالماً مستحيل إما يقتل رمياً بالرصاص ويسحل في شوارع بغداد أو يُشنق أو يقضي بقية حياته في السجون حتى الموت أو ينفى بعيداً عن العراق فيمت هو مغضوب عليه وإذا كنت تتخيل نفسك بأنك أنت المهدي المنتظر وقد ظهرت عليها مخلصاً للعراق وللعراقيين فأنت لست على صواب فعد إلى رشدك واترك العراق والحكم فوراً لأن حكم العراق بصراحة ثمنه غالٍ لأننا شعب مزاجي ولانحب إلا شيئين رئيسين القوة والمال وأقصد بالقوة ليس بطريقة معاقبة طائفة من الشعب تمارس عليها قوتك بضرب السياط لا ليس هذا المقصود بالمرة إنما القوة بتوفير العدل بين الناس يكون مصدره القوة أي الحكم العادل .
أبا إسراء يبدو إنك لم تقرأ نفسية العراقيين جيداً فنصحتك بالعودة العاجلة إلى قراءة مؤلفات العالم البروفسور علي الوردي لعلك تكون على جادة الصواب في ولايتك الأخيرة .....عذراً يانوري المالكي إذا كنت ترغب أن أكنيك أبا حمودي ولافرق بين سراوي كنت لاذعاً جداً في مقالاتي وأنا أنتقدك لأنها الحقيقة وأنا أعتقد أنه سيأتي ذلك اليوم الذي تترك فيه السلطة والمنطقة الخضراء سوف تتذكرنا جديدا ًمن الكتاب المنتقدين وربما تعاود قراءة مقالاتنا وتكتشف أننا كنا نُريد لك الإصلاح مهما إستطعنا لذلك وستتذكر أيضاً إن عجوزاً في بغداد قد شغلها حاكم عراقي وهي منزعجة منه وستتذكر جداً أنك قد ظلمت نفسك بعد ما أبعدت عنك أصاحب الخبرة والعقول النيرة وأصحاب الإمكانيات في كل شيء أبتداءً من رأس الهرم إلى أسفله في حكم العراق وأقول ماهكذا يحكم العراق ولن تستمرهذه الدوامة لأن العراق جمجمة العرب وكنز الرجال .
مقالات اخرى للكاتب