حصلت (15) جمهورية سوفيتية على الاستقلال بقرار من غورباتشوف وقبلها عشرات من الاوطان عليه بفضل قرار من لجنة تصفية الاستعماراوائل الستينات من القرن الماضي، وبينهما استقلت الجزائر وانكولا والكونغو.. الخ فصدور بيان 11أذار عام 1970 الذي نص على الحكم الذاتي لكردستان هذا على سبيل المثال من دون ذكر للصيغ و الافكار الجاهزة والتي سنأتي على ذكرها، في حين أن أبسط مشكلة في عصرنا الحالي تعجزاشكال من المصطلحات والصيغ عن حلها. ومن الافكار والمصطلحات الاكثر شيوعاً وتداولاً وذكراً هذه الايام: 1- الحوار 2- التفاوض 3- فهم الاخر 4- بناء الثقة 5- الطرق السلمية 6- الجلوس على طاولة المفاوضات 7- الصلاة الموحدة 8- ميثاق الشرف 9- الاسلام هو الحل 10- مؤتمرات العالمين العربي والاسلامي 11- مؤتمرات الحوار الاسلامي المسيحي 12- اعتصامات اهل السنة والجماعة في العراق 13- فتاوى رجال الدين 14- الشريعة مصدراً للقوانين 15- الاجتماعات بين الفرقاء المتخاصمين 16- الاخوة العربية – الكردية 17 الحل عراقيا 18- العمل كفريق واحد 19- تشكيل لجان لتنفيذ القرارات 20- زيارات المسؤولين العراقيين والكرد المتبادلة 21- زيارات المسؤولين الامركيين والاوروبيين الى الاراضي المحتلة 22- حوار الاديان 23 الوحدة الوطنية 24- رفض التقسيم 25- الناس سواسية كأسنان المشط 26 حكومة انقاذ وطني 27- الانتخابات المبكرة 28- المفاوضات العراقية الكردية 29- العملية السياسية بين انقرة وp.k.k 30- 5+1 (الملف النووي الايراني) 31-التوافق.32- الجبهات الوطنية 33- رص الصفوف 34- التنازلات المتبادلة 35 العودة الى الدستور36- توحيد الكلمة 37 نبذ الفرقة والطائفية 38- تفضيل المصلحة العامة على الخاصة 39- مصلحة الشعب على الحزبية الضيقة 40- (اخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه) 41- موائد الافطار 42- الاجتماعات في بيت هذا وذاك43- المصالحة الوطنية واخيرا44- المؤتمر الوطني بعد العيد.. الخ وها قد مضى العيد ولم يعقد هذا المؤتمروحتى انعقد فانه يفشل..الخ من المساعي الفاشلة والساذجة واللامجدية، لحل المعضلات المستعصية على الحل والتي تزداد تفاقماً يوماً بعد أخر، وتزداد معها أو تبتكر افكار ومشاريع ومصطلحات و صيغ تزخر بها القواميس والمعاجم، وتبقى المشاكل عصية على الحل ولتتعقد اكثر فأكثر. وأجزم ان اصحابها انفسهم من الذين يرددونها ليل نهار لا يؤمنون بها ان لم نقل يتاجرون بها.
قارئي العزيز: حذاري من ان تنطلي عليك كومة الافكار والمشاريع والحلول العقيمة التي ذكرتها والتي على غرارها ولم تسنح الفرصة لي لذكرها، فهي جميعاً لها فعل المخدر والحبوب المنومة، وتهرب من الحل الحقيقي والبسيط والذي هو في متناول اليد، الا وهو تقسيم البلدان ذات التعددية القومية والدينية والمذهبية واطلاق الحرية للشعوب والمكونات المغلوبة على أمرها –لبناء اوطانها ودولها ونيل استقلالها وسيادتها من الامم الظالمة والمهيمنة في العالم الثالث التي اصبح التمييز بينها وبين الاستعمارين القديم والحديث غير ممكن. اما البلدان التي لا تتميز بالتعددية الاثنية والدينية فيكفي تطبيق الديمقراطية الغربية فيها اي اعتماد التعددية الحزبية والصحافية والحريات على اشكالها فاضرب عرض الحائط بكل تلك الافكار العقيمة والمخدرة ولا تصدقها، واهتف باعلى صوتك: أريد الحرية والاستقلال والعيش الكريم ومغادرة المحتل .. اريد التعددية الحزبية والسياسية .. الخ علما انه وفي ظل هذه الافكار وكثرة ترديدها الممل تسداد الهوة بين الشيعة والسنة والعرب والكرد والمسلمين واتباع الديانات الاخرى كالمسيحيين والايزيديين والصابئة وهيهات ان يحصل تقارب بين المكونات الاجتماعية العراقية طالما ابتعد السياسيون العراقيون عن الحل الصحيح.
ان امام العراقيين والسوريين والاتراك والايرانيين وكل شعوب البلدان ذات التعددية القومية والدينية عربية كانت ام اسلامية طريقان لا ثالث بينهما اما تقسيم بلدانها واطلاق الحرية لشعوبها لكي تقرر مصيرها بنفسها واما المضي قدما في اراقة الدماء وذبح البشر والتهجير والتشرد والاقصاء والتهبيش وهدم المباني والمدن. فأختاروا احد الطريقين. وما على العقلاء الى ان يفكر بجد من قبل ان تتحول بلدان اخرى الى خرائب وانقاض ومناطق كوارث ونكبات مثلما تحولت اليها سوريا والعراق وليبيا واليمن وليعلم الكل ان الذي يصرعلى الوحدة القسرية اما جاهل بامور الدنيا والحلول الصحيحة واما حاقد على الشعوب والاوطان وعميل للاجنبي المتربص بخيراتها خيرات الشعوب والاوطان.
مقالات اخرى للكاتب