شهد العالم قبل يومين الاحتفال بانتهاء دورة الالعاب الاولمبية الصيفية الحادية والثلاثين للعام 2016 في البرازيل، والتي امتدت لاكثر من اسبوعين، حيث تعرف باسم ريو 2016.
روعة الاحتفال هذه، تناغمت من حيث الابداع والاحتراف مع اصرار المشاركين في تنافسهم على بلوغ الهدف قدر المستطاع .
لينصرفوا بعد ذلك محملين بما اثمرت به جهودهم من الميداليات البرونزية والفضية وحتى الذهبية.
لكن المثير للدهشة هنا، هو تضمن هذا الحدث الرياضي العالمي لرسالة معنوية قد تكون من حيث الاهمية اكبر بكثير من هذه الجوائز والالقاب، مفادها :
امكانية الغاء كل الفوارق بين بني البشر من شرق الارض الى غربها، من شمالها الى جنوبها بغض النظرعن اللغة واللون والجنس، الدين والمعتقد وبكل الايديولوجيات، الالهيون منهم والماديون، الراسماليون والشيوعيون، كل الثقافات والعادات والتقاليد، بل وحتى من حيث التطور والتخلف، الفقر والغنى و ....
واجتماعهم على جامع مشترك واحد فقط وفقط، الا وهو عنوان الانسان.
هذه التجربة البشرية الفريدة من نوعها في التعايش بروح قائمة على قدم العدل المساواة واحترام الاخر.
والتي عجزت عن تحقيقها - كما يبدو - رسالة السماء بانبيائها واوليائها وكتبها المقدسة و ...
تبعث على التساؤل ادناه :
الا يمكن اطالة امد هذه اللحظات الجميلة التي تعيشها البشرية، بعيدا عن كل الوان العنف ؟!!...
اليس بمقدور الله اضفاء حالة الاستمرار، وربما الابدية على هذا الاجتماع السلمي لبني البشر ؟!!...
وهو سبحانه القائل في سورة يس :
(( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (82) )).
ام ان القدر الالهي قد كتب على النفس البشرية ان تعيش دوامة الدم والدموع لا غير؟!!...
مقالات اخرى للكاتب