فد يوم .. كّبل أكثر من خمسين سنة ، الشاعر بدر شاكر السياب الله يرحمه ، جان مشمور بمستشفى بلندن ، ومريض حيل ، ومشتاق لعائلته وأهله .. ويحِنْ وحده ، ويوّنْ .. ومحدّ إلَه شغله بي . فضاكّت الدنيا بعينه ، وكِتَب : " حتّى الظلامُ هناكَ أجملُ ، فهو يحتضنُ العراق ".
وفد يوم ، كَبُل أكثر من خمسين سنة .. بدر شاكر السياب طُفرتْ روحه من السياسيين ، ومن أوضاع العراق ، والعراقيين ، وكِتَبْ : " مطر .. مطر .. مطر .. وفي العراقِ جوع . ما مرّ عامٌ .. والعراقُ ليسَ فيه جوع . "
( طبعاً شباب ، لعلمكم ، المُطر بذيج الأيام جان هوايه أكثر من هالأيام . والكهرباء زينة . والظلمة أقل من هسّه . والناس عايىشة على كَد حالهه .. لا جوعانة حيل ، ولا متخومة كلّش . بس هوّه " بدر " شاعر. و أنتو كلكم ماشاء الله " شعراء " .. وتدرون الشاعر من يضوج .. يكتب هيجي ) .
وذاك يوم ، وهذا يوم .. و " الظلامُ يحتضنُ العراق " . ومُطَر ماكو . وكهرباء ماكو .. و كلشي مو زين أكو ، وكلشي زين ماكو .
و ياريت عالظلام . النوب الموت عاف كُل خلق الله ، ولِزَكْ بينه خوش لزكَة .. وحاضِنّه حَضْنَة الأمّ لوليدها .. والأخّ لأخوه .. والكَبور مشتاقتلنه هوايه ، جَنْهَه حبيباتنه .
ليش " بدر " .. ليش ؟
مو إنته شاعر .. وتدري الشعر نبوءة . ماتفاولتنّه إلا بذني الشغلات المصخمّاتْ : "الأسلحة والأطفال" و"المومس العمياء" و"حفار القبور" .
والله لو بعدك طيّب .. جان هسّة فد الف شاعر " فيسبوكي " ، وألفين ناقد " تويتري " ، وعشرتالاف صحفي " دَمِج ْ " .. لِعبوْا بيك طوبة ، وكتبَوا عليك : تره " هذا الذي يحدثُ الآن " ، كُله صوج بدر شاكر السياب . هوّه اللي عرقل المشاريع . وهوّه اللي دَمّرْ البنى التحتيّة . وهوّه اللي يروّج للتقسيم والطائفيّة . وهوّة اللي خرّبْ العملية السياسية . ولأن هوّه بصراوي .. البصرة تريد تصير اقليم . و لحد يكَول ماكو عتاد و ماكو مي وأكل ، و ماكو إمدادات ، لأن الجنود لو ما جانَوْا يقرون شِعره .. مجان تأسرَوْا .
ليش " بدر " .. ليش ؟؟
مقالات اخرى للكاتب