بعد أيام سيحلّقْ الأستاذ (دولة) رئيس الوزراء على متن الطائرة العراقيه الخضراء والتي دخلت الخدمه مؤخراً (وسيدَشّنها) دولته ومن حوله مجموعة من بطانته الذين أذهب ألله الرجس عنهم ويطلق عليهم بالمستشارين ولابد من المحاصصه أيظاً في هذه السفرة وحمايته في رحلة تغمرها السعاده والأرتياح الى أصدقائه الميامين في البيت الأبيض أصحاب الفضائل عليه،لتبادل وجهات النظر الضروريه حول (المواقف) الدوليه (والمستجدات) الأقليميه (والمتغيرات) العربيه لكي يستأنس الرئيس أوباما بما سيطرحه عليه (نورينا) بعين الصواب على وجه الخصوص،وكذلك نائبه المستر بايدن ضيف العراق الدائم وحضور المستر (جون ماكين) الصهيوني المحب للعرب وخصوصاً قضية فلسطين وسوريا التحدي والصمود .سيستمع الجميع بآذان صاغيه لهذا السياسي المحنك المالكي المعجزه بخططه السديده ومقترحاته البنائه ومستقبل العلاقات بين الدولتين الصديقتين على قدم وساق .ولابد لي من تناول هذه الزياره (الميمونه) والأعلان عن نتائجها بالناجحة والمثمره من وجهتين :ــ
الأول :ــ الخطة الأمنيه المشتركه الموضوعة للوضع الداخلي
الثاني :ــ النقاط الهادفه من الزياره
أولاً:ـــ وضعت خطة أمنيه محكمة بالتعاون بين أجهزة الأمن العراقيه المختلفه أُنيطت مهمتها بالفريق الركن الأول الرفيق عبود قنبر وبعض ضباط المكتب العسكري في النظام السابق مضاف اليهم الوجه الأمني الجديد المحروس حمودي،والمخابرات الأمريكيه المتمثله بالسفارة الأمريكيه في المنطقة الخضراء.لأنه لايمكن أن يتحرك المعتمد المالكي الى خارج العراق والوضع الأمني مرتبك وجماهير الشعب العراقي غاضبه ومضطربه ومتوتره من سلوكيات حكومته الكاذبه العرجاء والحولاء .فقد وضعت القوات الخاصه والملشيات التابعة لحكومة المنطقة الخضراء في استعداد وبدعم لوجستي من قبل القوات الأمريكيه المتواجده على أرض الأشقاء العرب عند الحاجه.اضافة الى العناصر الأمنيه الخاصة المتواجده بحجة حماية السفارة الأمريكيه،بحيث تكون جميع هذه القوات في حالة انذار قصوى تحسباً لأي طارئ يريد السوء للنظام الذي (تعبت) الولايات المتحده في ايجاده ورعايته بضمان المعاهده الستراتيجيه بين البلدين والتي نسمع عنها كثيراً بين الحين والأخر وعلى لسان فرسان قادة (دولة القانون) الأتون من خارج الحدود يلوحون بتفعيلها كلما شعروا بالخطر الجماهيري المتصاعد الذي (زهكت) روحه من هذا النظام الجاثم على صدور الناس (ما ننطيها).وأتوقع بأن الأرهابين بمختلف مسمياتهم التنظيميه سيتراجعون بعض الشئ بناءً على توجيهات من صنعهم وأتى بهم الى المنطقه لكي تجري المباحثات بشكل طبيعي وبكل طمأنينه.وعجباً كيف هذا الفراغ الرئاسي في قمة النظام لارئيس للجمهوريه ولارئيس الوزراء في آن واحد علماً بأن الوكلاء هم الذين يديرون دفة الحكم (يألله سترك) . ألا يكون كلامنا الأنف الذكر مصداقاً لفضل القوات الأمريكيه وللمخابرات الأمريكيه التي تمسك معظم مفاصل أمن الدوله؟!. هذه ليست أسراراً أخرجتها من جيب المالكي وهو لم يحمل في جيبه حتى المصحف ولا النظام الداخلي لحزب الدعوه ولا حتى البرنامج السياسي،بل عدّة الهلوسه والكذب والخداع والثعلبه .
الثاني :ــ أهداف الزياره . سنذكر ذلك على شكل نقاط مختصره
1ــ أولويات الزياره وهدفها والتي تُزعّزع مضجع (نورينا) هي (((الولاية الثالثه))) التي هدرت دماء الشعب العراقي مجاناً من أجلها (فدوه لبن قاسم) والتي عبّر عنها الساعي اليها بالكرسي الذهبي.مع العلم أنها لاتدوم لأحد وهي في الحقيقه (الكرسي الكهربائي) لخاتمة المطاف .والحديث سيطول حول هذاه النقطه في كيفية حسمها بالمزايدات والمساومات بغض النظر عن الدستور والأستفتاء والديمقراطيه التي يتحدث الكل عنهما .وأشار المالكي نفسه باعتباره أحد المزايدين عليها بأن البعض من الكتل السياسيه مستعد لدفع (250) مليون دولار مقابل الحصول عليها .فما تطلبه الولايات المتحده الأمريكيه سيكون نافذاً.فأما أن تتعهد أمريكا باعادة المالكي للولاية (الثالثه) كما أرادتها في ولايته الأولى والثانيه وتحت عناوين وتبريرات وبشروط ستظهر نتائجها مستقبلاً كما سيخبرنا أحد أعمدة المقرّبين للقرار الأمريكي ،واما خيار آخر يشمل العملية السياسية برمّتها على أن يكون المسار والبصمات الأمريكيه كما هي،فيما يتعلق برئاسة الجمهوريه ووضع المنطقة الكردستانيه وما فيها من احتياطات النفط .وكذلك تقسيم السلطة التنفيذيه. وسيظهر ذلك بعد عودة (نورينا) وموقف الأعلام الرسمي منها وأحاديث رموز حزب الدعوه باصدارهم التصريحات والأشارات اما سلباً أو ايجاباً.والأخبار أن أراد البعض ايضاحها فليأتي اليها من باب الأستاذ أحمد الجلبي وأياد علاوي وسامي العسكري (وعند جهينة الخبر اليقين )حيث سيقوم هؤلاء بتحليل أقواله وأفعاله (البوليه) كبول الشيوخ الذين يعانون من سلس البول ليلاً على فراشهم .
2 ــ الجانب السياسي الداخلي وقوى العملية السياسيه :ــ من أكثر الأمور التي تشغل الولايات المتحده الأمريكيه هي مسألة القوى والتيارات السياسيه الداخليه المختلفه.مع من هذه وتلك ؟ فسيقوم المالكي بعرض وجهة نظره لهذه القوى ومدى تأثير كل واحده منها مع ما يتفق لدى الطرف الأمريكي،حيث لديه هو الأخر المعلومات وكيفية تحرك هذه القيادات وخصوصاً على مستوى الأفراد الذين هم في السلطه أو خارجها وتمتزج هذه المعلومات مع ما يقدمه المالكي للوصول الى نتيجة يمكن أن تستفيد منها المصا لح الأمريكيه أولاً .وأخيراً وأعتقد بأن مسالة التيار الصدري لوحده هو الشاغل الأساسي لأمن أمريكا في العراق . ثم تأتي بقية القوى تباعاً والتي يقول البعض عنها (تعمل) وفق أجندة خارجيه .وسيتفق على صيغة معينه مع الجانب الأمريكي خلال المرحلة المتبقيه من موعد الأنتخابات لعام 2014.ان الولايات المتحدة الأمريكيه لاتستطيع أن تُفرّط بعملائها الذين جاءوا على ظهور دباباتهم ولا العناصر التي دعّمتها في الخارج تحت اسم المعارضة العراقيه، فلابد من التوافق.وأنا أجزم بأن هناك نقاش (مغلق) بين الطرفين فيما يتعلق بدور الحوزة الدينيه في المجال السياسي وما هو موقف النظام الحاكم منه بعد بروزها في بعض المجالات واتخذت لها طريقاً واضحاً فرضت نفسها على مجريات الأمور بالأضافة الى وقوع خلاف في بعض المسائل مع النظام الحاكم مما جعل حزب الدعوه في موقف حرج .
3 ــ قضية اقليم كردستان :ــ ان هذه النقطة لاتقل أهمية عن كل ما بذهن القيادتين،النظام الحاكم في بغداد والبيت الأبيض.وأعتقد بأن الأتجاه سيكون لصالح هذا الأقليم فيما يتعلق بصنع (دولة) كردستان العراق الحلم كنواة الى حين الحصول على دولة كردستان الكبرى .وهذا هو الأتجاه الذي تنوي أمريكا من خلق الشرق الأوسط الجديد . فقد حصل انفصال في جنوب السودان الغني بالنفط وسيحصل في العراق وربما في ليبيا ولجميع شمال افريقيا .ان اتجاه أمريكا لهذا الغرض هو مكاسبها النفطيه المستقبليه وخصوصاً بعد ظهور حقول نفطيه هائله في المنطقة الشماليه .فلماذا لاتجعلها احتياطياً للمستقبل.فهناك زيارات متعدده لصنّاع القرار الكردي الى واشنطن لاتمام الصفقه وستبحث عن الخلافات وتقسيم المنافع وانجاز بعض المواقف المتشنجه بين المركز والأقليم كقانون النفط والغاز والمناطق المتنازع عليها والميزانية الأتحاديه والعوائد النفطيه والعقود تمهيداً لاستقرار منطقة كردستان لليوم الموعود . هذه واحده من نتائج الغزو الأمريكي للعراق والحبل على الغارب مقابل (4500) الف جندي خسارة البنتاغون في هذا الغزو .اضافة الى المعدات الحربيه وخسائر الحرب الماليه .فهل ستترك أمريكا العراق بهذه السهوله ؟.
4 ــ العلاقات السياسيه مع دول الجوار :ــ لامريكا مصالح متنوعه في المنطقة المحيطه بالعراق وعلى رأسها الكيان الصهيوني ومملكة آل قرود .هذ في الترتيب الأول .ثم تليها كل من تركيا الأردوغانيه وما يحصل في سوريا التحدي والصمود .ثم أُدخلت ايران بشكل متسارع على حلبة الصراع وما سينتج بعد ذلك من متغيرات .بهذه الأتجاهات سيكون للنظام العراقي خط مُسيّر بجهاز (ريموت) امريكي حول علاقته المستقبليه مع كل هذه الدول حسب مصالح الكل وما ترمي اليه الولايات المتحده الأمريكيه .فبقاء الأوضاع في سوريا كما نشاهد ان حصلت تغيرات لصالح سوريا عسكرياً وسياسياً فلهذا الموضوع حديث ومراجعات.وان بقيت الأمور على ما عليها الأن فان الضغط سيزداد على النظام العراقي وهو خاضع للحيلوله دون وصول المساعدات الأنسانيه مهما كان نوعها الى سوريا كتفتيش الطائرات والشاحنات مثلاً.وعدم التعاون الأقتصادي معها .وحضور العراق رغبة امريكيه لاعطائه زخم اعلامي ومكانة لايستحقها وحتى حضور (الأخضر الأبراهيمي) هو من باب الدعايه السياسيه للعراق علماً بأنه لايحل ولا يربط كما يقول المثل ( مثل خشب المرفع لايضر ولا ينفع ) أو مثل ( ذيل الركه لانافعه ولا محليه). وقد أبدى العراق موافقة حينما توجه الى (الشقيقة) الأردن بتعاونه المثمر في قضايا نقل النفط عبر خط الأنابيب الى ميناء العقبه وهو على أمتار من ميناء ايلات الأسرائيلي . اضافة الى المساعدات الماليه من خزينةالمالكي الوراثيه.وقد كتبت مقالاً حول هذا الموضوع على موقع صوت العراق بعنوان (ما الفرق بين علاقة اسرائيل بدول الخليج والنظام العراقي الأمريكي ) .وسنكمل هذا الموضوع لاحقاً .
5 ــ التسليح الأمريكي للعراق :ــ هذه نقطة مهمة للغايه .فكان هناك اتفاق لتسليح الجيش العراقي بأسلحة امريكيه منها الطائرات الحديثه وبعض الأسلحة التقليديه .وفعلاً ترك الجيش الأمريكي بعد انسحابه (التكتيكي) من العراق بعض معداته العسكريه المستعمله كمدرعات الهمر وبعض المدفعيه والتجهيزات .ولكن الصفقات المهمه لها حسابها الخاص لأنها خاضعة الى مسائل أمنيه تخص أمن الكيان الصهيوني في المنطقه .فالسلاح الحيوي والفتاك يعطى الى السعوديه بالدرجة الأولى،لانها لاتستخدمه ضد اسرائيل وانما هناك حسابات أخرى لمواجهة ايران (الشيعيه) الصامده.ولطالما العراق على توافق مع ايران حالياً فلابد من الجدل والكر والفر في هذا الموضوع. وحتى اتجاه العراق الى روسيا فيكون الموقف الروسي مقارب للموقف الأمريكي كما حصل في الجولة الأولى من المحادثات وما حصل من ضغط عليها لعدم تسليم منظومة صواريخ (أس 300) الى ايران والى سوريا كذلك .بينما كان السلاح بأخطره الأمريكي والأوربي وحتى الروسي يتدفق على العراق حين صراعه مع ايران في فترة الثمانينات. وكما يقول تشرشل((لا يوجد أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون وانما مصالح دائمه ).وسوف نسمع عن هذه الصفقه واعادة النظر فيما سبق وبشكل متواضع لايخاف منها الكيان الصهيوني ولا اقليم كردستان .
6 ــ الجانب الأقتصادي والأستثماري :ــ هذه مسألة سهله وأسواق العراق مفتوحة حتى للبضائع والشركات الأسرائيليه .وعامل الفساد المالي والأداري مفتوح هو الأخر على مصراعيه .فلتأتي الشركات والمؤسسات الماليه الأمريكيه لتعمل في العراق تحت عنوان الأستثمار وبناء البنى التحتيه حتى ولو كانت شركات وهميه وهدر المال العام وظهور مقاولين أمثال العقابي والأسدي والدباسي والخنجري والرحيمي وغيرهم باشراف الأستاذ حمودي (مدير أمن المنطقة الخضراء) و(مسؤول عقاراتها) كما تقول أبواق مرتزقة (دولة القانون) .والميزانيه العموميه العراقيه بارتفاع بقيمة الدولار الأمريكي للسنوات القادمه استهلاكاً واستيراداً واستثماراً واستغلالاً و80% منها تشغيليه .فليخسأ الخاسئون .
7 ــ الفحوصات الطبيه :ــ بعد كل هذه المعانات وأتعاب المالكي النفسيه والجسديه وهبوط صحته ،فلابد من مراجعة الأطباء الأمريكان وهذه ليست أول مره لاجراء الفحوصات مستغلاً وجوده هناك وعلى حساب الخزينه العراقيه له ولبعض مرافقيه من علية القوم (قابل هو وحّد عن غيره ) حينما أجريت العمليات المختلفه من قيادات وعناوين برلمانيه من المال العام ومن الخلف اضافة الى العمليات التجميليه الصدريه (السيلوكونيه) وازالة بعض التجاعيد لبعض الحريم بملايين الدولارات .وحتى لانطيل في الكلام وتتحول الى سخرية ستنتهي الأجتماعات الرئيسيه والفرعيه الى عقد مؤتمر صحفي يتطرق فيه المعنيون الى موضوعات عامه اعلاميه وسيشاد بدور العراق السياسي والمخفي سيظهر في يوم من الأيام بعناوين خاصه على الصحف المقربه للبيت الأبيض أو البنتاغون والخارجية الأمريكيه .
مقالات اخرى للكاتب