العراق تايمز:
حذر ناشط بيئي عراقي، اليوم الثلاثاء، من مخاطر إقامة سد أليسو التركي "العملاق" على مناسيب نهري دجلة والفرات، وفي حين عد أن ذلك يؤدي إلى حرمان العراق أكثر من الموارد المائية، ويهدد بـ"موت" الزراعة في وادي الرافدين، دعا إلى التفاوض مع تركيا لتقاسم المياه.
وقال الناشط البيئي، ومدير مشروع (عدن الجديدة)، الذي ترعاه منظمة (طبيعة العراق لإحياء الأهوار)، عزام علوش، في مقال نشرته مجلة The Economist الاسبوعية البريطانية، إن "استمرار تركيا بإقامة سد اليسو العملاق سيؤدي إلى انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات بنحو أكثر خطورة".
وأوردت الاسبوعية البريطانية، أن "علوش وصل مؤخراً إلى ميناء البصرة،(590 كم جنوب العاصمة بغداد)، حيث قضى مدة شهر من الاستكشاف البيئي لواقع نهري دجلة والفرات في الأجواء الحارة بهدف تسيير ثلاثة قوارب تاريخية انطلاقاً من منبع نهر دجلة في جنوب شرق تركيا، حيث يرغب هذا النشاط إبراز الألق التاريخي والحضاري لبلاد الرافدين مع تسليط الضوء على قضية مهمة تتعلق باستمرار انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات في العراق".
وذكرت الايكونومست، أنه بينما هناك "أجزاء من العراق هي عبارة عن صحاري فإن هناك نهرين يغذيان أرض زراعية خصبة وأهوارا مورقة مليئة بقطعان الجاموس"، مبينة أن "الاغريقيين كانوا يسمون العراق باسم ميسوبوتاميا Mesopotamia أي بلاد الرافدين، حيث أولى محاولات الزراعة في التاريخ قد بدأت هناك وكان نهري دجلة والفرات منذ فجر التاريخ يمثلان مسلكان للتجارة والسفر والتنقل بين العرب والكرد والأتراك، إما الآن فإن سلسلة من السدود قد تم انشاؤها في تركيا منذ حقبة الستينات من القرن الماضي، قد تسببت وأدت إلى الجفاف والتصحر التي يواجهها العراق".
وأكد الناشط البيئي علوش، في حديثه للمجلة البريطانية، أن هناك "سداً ثانياً أكبر يتم تشييده حالياً في قرية أليسو التركية، في مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية"، لافتاً إلى أن "السد سيؤدي في الوقت نفسه، إلى حرمان العراق أكثر من الموارد المائية، وأن الزراعة ستموت في وادي الرافدين حيث ولدت فيها".
ورأت الايكونومست، أن "الناشط البيئي علوش الذي يفضل إجراء مفاوضات مع الأتراك بشأن موارد المياه، يخطط أيضاً لجلب بعض المزارعين من المناطق الريفية إلى العاصمة بغداد للالتقاء بالسياسيين"، ونقلت عنه قوله إن على "السياسيين الذين يتشاجرون فيما بينهم بشأن الأمن والمشاركة في السلطة، أن يعلموا أن العراق في خطر".
يذكر أن أزمة الجفاف تفاقمت في العراق خلال السنوات الأخيرة بسبب قلة سقوط الأمطار وسوء استعمال مياه السقي وانخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات اللذين يعانيان أصلاً من انخفاض حصصهما بنسبة بلغت الثلثين على مدى الـ25 سنة الماضية.