كان آخر المدعوين حضورا، ألقى السلام، وأرخى السّمع، وانزوى إلى ركن يستمع للحضور ..
قال الأول: من السنن المهجورة، أن تتزوج أربع.
قال الثاني: من السنن المهجورة، أن تطوف على الأربع في ليلة واحدة.
قال الثالث: من السنن المهجورة، أن تأكل قبل آذان المغرب بـ 12 دقيقة في شهر رمضان.
قال الرابع: من السنن المهجورة، أن تفعل كل مايباح للصائم في شهر رمضان، بعد الآذان الثاني من صلاة الفجر.
وقال الخامس والسادس والعاشر، مثل ماقال الأول والثاني والرابع. ثم التفت كبيرهم، وقال له: ألا ذكرت لنا سنن مهجورة تحفظها؟.
أجاب قائلا: أنا أعرف سنن مُهَجَّرَة، أحدّثكم عنها إذا شئتم، ثم عدل من جلسته، وقال ..
إن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقي ربه ولم يعط الملك لسيّدتنا فاطمة الزهراء، رضي الله عنها وأرضاها، وهي سيّدة نساء أهل الجنة. ولم يوصي بالملك لأحد من أصحابه أو عائلته أو أحبابه، وهم النجوم الذين يُقتدى بهم.
وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقام العدل، وأعطى كل ذي حقّ حقّه، ومنع الاعتداء ولو على الأعداء، ووصل الرحم، وحذّر من سفك الدماء، ومنعه بكل السبل.
إن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، احترم عادات وتقاليد قومه، إذا تماشت مع الفطرة. فاحترم الأشهر التي وضعها عرب الجاهلية، واحترم قيمة الدية بـ 100 ناقة، وهي من وَضْع عرب الجاهلية، ولبس لباسهم، وتاجر معهم في رحلة الشتاء والصيف.
إن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظلّ يدافع عن دينه ووطنه، ولم يبع دينه ووطنه، للفرس ولا الروم. وقد عرضت عليه الريادة والسّيادة والرئاسة والملك والحكم، رغم أنه كان يومها ضعيف العدد، والعددة.
إن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان رحيما بأمته، حين لم يفرض عليها صلاة التراويح. وظلّ يرجو ربه أن يخفّف عن أمته إلى أن أمست 50 صلاة ،5 صلوات. وحين طلب من أمته أن لاتقلّده في بعض القضايا، لأنه رسول يوحى إليه.
إن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرض على أسرى أعداءه من قريش، أن يعلّم كل واحد منهم 10 من أبناء المسلمين، مقابل إطلاق سراحهم، معلنا بذلك قداسة العلم، وأن العلم يأخذ من العدو القاتل.
إن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظلّ وفيا لسيّدتنا أمنا خديجة، رضي الله عنها وأرضاها، ولم يتزوج عليها، وهي التي تكبره بـ 15 سنة، وزواجها الثالث منه، وظلّ مخلصا لعمه، وفيا له.
إن سنن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ..العدل، واحترام عادات قومه الحسنة، ودفاعه عن أرضه ووطنه ودينه، وصموده أمام المغريات التي منحت له ، مقابل التخلي عن مبادئه ، ورحمته بأمته والعطف عليها، وحبه للعلم والمعرفة، حتى أنه استعان بأعداءه، لتلقين أصحابه، رضوان الله عليهم جميعا، ووفاءه وإخلاصه لزوجه، وعمه، والناس أجمعين، حتى عرف بالصادق الأمين قبل أن ينزل عليه جبريل الأمين.