قد نحتاج في كل ما يمس الثورة الحسينية وكل ما يتصل بها من بعيد ومن وقريب للعقل الأكاديمي المتشرع الصرف والعالم الذي له القدرة على التنقل من المجهول للمعلوم دون أن يتأثر بما يغير عنده التصور القريب من الواقع لا أقل !
فمثل هذه الثورة العميقة أسرارها والتي كانت بمسيرها وأسباب تحركها تحمل المسؤولية والهدف المخطط له دون الأعتباط أو الفوضى ، وكيف لا وهي تمثل الجانب الأبقائي والأحيائي للبشرية دون فرق !!!
فهي الثورة التي كانت سفرا كتب فيه كل ما من شأنه أن يحقق العدل الذي يقابل كل طغيان وباطل يتحرك هنا أو هناك في رقعة ما في هذا الكون الرحب !!!
وعندما نقول على الأقلام المتوضأة بماء العلم الصلاة فقط في محراب الأباء ، ذلك لأن المحراب يحتاج الأيمان المتولد من العلم الراسخ والمبرهن عليه دون دين الفطرة والعجائز !
فكربلاء قادها معصوم وسفك دمه طائعا فيها ، وتصويرها مرثية عاطفية فقط هو ظلم كبير وجهل قبيح !
فلو فقط أخذنا جانبها الذي عد النفوس له الخاتم المصطفى صلى الله عليه وآله وهو يهيأ المقربين بأعلام مركز أخذ الكثير من وقت النبي صلى الله عليه وآله ، بأشارات كثيرة وعميقة وعندما تسمع قوله وهو الذي لا ينطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى ،،،
حسين مني وأنا من حسين !!!
وهذا القول العجب الذي يتبع الحسين عليه السلام مباشرة في قول الله تعالى لا ينطق عن الهوى بشهادة ذات من خصه القرآن أنه مسدد !!!
تلك الملحمة التي عانقت الخلود ونقشت على جبين الشمس لتؤذن كل جديد صباح ( هيهات منا الذلة ) شعار العلماء والمجاهدين المؤمنين بوعي حسيني يترجم الطف قرآن ثوري تنطق آياته بكسر القيود متى ما تطاول سجان الطغاة ليد الفقراء والمقهورين ،،،
وجناح العاطفة الذي تحلق به من ضمن طقوسها لن يهبط بها دون مستوى ما خطط له المعصوم ، بل هو العامل المشترك الذي لا يتخلف ولا يختلف عليه أثنان في كل بني البشر!
من هنا علينا ترك الأختصاص الذي له الرؤيا الواقعية بحسب أدواته التي منحها المعصوم له متوقفين عن العبث الذي يؤخر نمو شجرتها الباسقة والتي ستمتد لتخلق ظل يستريح به المقهورين والممهدون لدولة العدل الحسني المهدوي ،،،
مقالات اخرى للكاتب