Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
في ظلال عاشوراء... خواطر حسينية في سر خلود الثورة
الجمعة, تشرين الأول 23, 2015
امير البصري

 

غالبا ما يكون الحديث عن الحسين امر غير عادي وخارج المألوف، اذ كل كلام وكل حديث ينتظم في التعبير عن فكرة او رأي، يشترك في تأجيجها وخلقها العقل

والقلب، الا عندما يكون الحديث عن الحسين.. لحظة اذ يحار العقل ويحترق القلب... يخرجان عن سويتهما... يموج العقل ويحلق في فضاءات الفهم، وينزف القلب ألما ودمعا يطهر ادران الروح... عندئذ ليس ثمة منطق عقلي سوي واضح يفسر ظاهرة الثورة الحسينية وسرها وخلودها ليس في منطق التاريخ وسجل احداثه فحسب، وانما في وجدان البشرية واعماق الانسانية. لماذا تثير احداثها احاسيس آنية... تشدنا اليها واقعتها. كأنما تحدث امامنا اليوم، وحيث لا يغدو للزمن أثر وتأثير في تقادمها.. فكل يوم عاشوراء. لماذا عندما نجد هنا وهناك في كل بقاع الارض وساحاتها صراع محتدم بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين العدل والظلم.. تشدنا اليها هذه الثورة للانحياز واختيار بوصلة الصراع تتحول كل بقاع الارض بصراعاتها المشتعلة الى كربلاءات هنا وهناك.. فكل ارض كربلاء, ان اول من سجل هذا الحضور العشقي الدائم للحسين وثورته صاحب الرسالة العظيم والجد الرحيم عندما صور اثر مقتل حفيده في نفوس المؤمنين (ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد ابدا) كما قال صلى الله عليه واله وسلم. لقد ارسى النبي هذا الحب الجياش لحفيده، عندما بكاه عند ولادته، عندما جاءه خبر السماء بمقتله في ارض الطف وسلمه الامين جبريل حفنة من تراب كربلاء تتحول دما عبيطا كل يوم عاشوراء من كل عام. ولكن لم كان الامر كذلك؟ وهل احتاجت حركة الرسالة والدين والاسلام وفي كل الحقب التاريخية منذ صدر الاسلام والى يومنا هذا.. هل احتاجت وتحتاج الى دم الحسين وثورته...؟ انها احدى اهم ركائز قوة استراتيجية الاسلام، ان رسالته وتعاليمه لا تخاطب العقل فحسب فتغدو كفلسفة ارسطو وسقراط عقلية باردة ولا تستثير النفوس والعواطف الانسانية الضرورية للحياة والمجتمع. انها خليط من مباديء عقلية اساسية وعواطف انسانية متسامية. شاءت ارادة الله ان تؤدي ثورة الحسين دور العاطفة الجياشة لحب الدين والاسلام وقيمه الرسالية في العدالة والحقوق والكرامة والعزة والتضحية في سبيلها... ادى رسول الله (ص) تبليغ الرسالة وبيانها والدفاع عنها.. ورسخ وصية امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وجاهد للحفاظ على نقاء الرسالة والدفاع عن الخط الاصيل للدين. واستشهد في سبيل ذلك، ليتعاظم بعد ذلك دور وانحراف السلطة على يد الامويين الذين عمدوا الى استلاب مقدرات الناس وحقوقهم في الحياة واذلالهم واستعبادهم وقتل روح الدين والقيم في نفوسهم، فكانت ثورة الامام الحسين اول ثورة في تاريخ الاسلام شرعت وفتحت الباب لانجاز المعادل الموضوعي لصد الانحراف الاموي لرسالة الاسلام واهدافها في تحرير الانسان والاصلاح والعدالة، ولولاها لانتهت الامة الى موات فهي من قد فتحت الطريق لا حبا للثورات التالية التي كانت تدق اجراس الخطر كلما لاح زيغ وانحراف جديد. ان الثورة على الظلم والظالمين جزءا اساسيا من استراتيجية الاسلام في مدرسة اهل البيت عليهم السلام بسبب عوامل الظلم من السلطان واعوانه واصحاب المصالح والثروة والتي لا سبيل لترسيخ وجودها وحكمها حتى تستعبد وتمتهن كرامة الشعوب وتسرق ثرواتها وتغمط حقوقها الانسانية العديدة وتقتل ايضا لتحقيق ذلك القيم والمباديء والاخلاق قبل كل شيء، وكان تصريح معاوية بن ابي سفيان اجلى بيان لهذه الحقيقة عندما قال لاهل العراق (ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، وقد عرفت انكم تفعلون ذلك، ولكن انما قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد اعطاني الله ذلك وانتم كارهون). مخطط الامويين كان تحويل الناس الى عبيد لهم وثورة الحسين قالت لهم ان رسالة الاسلام جاءت لتعزيز حق الانسان في الحرية والكرامة والعدالة لا يذله ولا يستعبده اي كان حاكم او غيره. فالانسان من دون حرية وكرامة وعدل لا يغدو انسانا (والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد) وهو الشعار الذي رفعه الامام الحسين عليه السلام لمواجهة منطق الحكم الاموي. فاي هدف اعظم من هذا الذي تستهدفه رسالة الله للانسان ان يكون حرا كريما عزيزا. ومن ترى يستطيع ان يجلي هذه الحقيقة بعد ان حرر الاسلام الانسانية من عبادة الشركاء والاصنام لله الواحد القهار دخلت السياسة والحاكمون وشهوة السلطة والحكم لتفسد عن الناس دينهم وتهدر حقوقهم وتفسد حياتهم باسم الدين ومن منطلقات دينية مزيفة... منها ادعاء معاوية ان الله اعطاه الحكم وان الذي حصل من غلبة الامويين على الحكم صوره هذا الطاغية يمثل ارادة الله ورضاه ولفرض سياسة الامر الواقع بمبررات دينية مخدرة ومزيفة. وعندما صار الامر ليزيد بالوراثة شكل سابقة خطيرة في تولي السلطة في تاريخ الاسلام بالوراثة، والاخطر من ذلك شخص يزيد وممارساته واخلاقيته التي بها ذهاب الاسلام كما شخص الحسين عليه السلام ذلك في قوله (اذا بليت الامة براع مثل يزيد فعلى الاسلام السلام). ان مسؤولية ايقاف هذا الانحدار لا يمكن في التخطيط الالهي ان يضطلع بمهمتها الجليلة الا صاحب الرسالة او من يؤدي عنه... انه الامام الحسين ابن رسول الله وريحانته وسيد شباب اهل الجنة خامس اهل الكساء من اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بنصوص القران والسنة النبوية ولتؤكد هذه النصوص عنصرا مهما لمشروعية الثورة وعدالتها. ورعى صاحب الرسالة العظيم وبارك قيام الحسين وثورته منذ ولادته – كما اشرنا انفا – واكد ايضا ان الحسين يمثل الرسالة والمبدأ والدين، شخصه والرسالة لا ينفكان ولا ينفصلان (حسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسينا) كما قال (ص). ان يكون الحسين من رسول الله فتلك رابطة النسب ولكن القرائن في الحديث الشريف تشير الى رابطة الرسالة بدليل انه قال (ص) (وانا من حسين) ليؤكد هذا التماهي بين الجد العظيم والحفيد الشهيد، ليس التماهي النسبي وانما تماهي الرسالة والعقيدة والدين، لذلك قيل في معنى هذا الحديث الشريف (الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء). وكما توفرت هذه الثورة على ركنها الاول.. الرسالية والمبدأية بأجلى صورها وشخص ثائرها الحسين عليه السلام فانها توفرت على ركنها الثاني لديمومتها وبقائها بما تمتلكه من قدرة فائقة وخزين كبير في تفجير العاطفة الانسانية بحب الحسين (احب الله من احب حسينا) لان حب الحسين يعني حب الحق والعدل والكرامة والنبل والفداء والوفاء والتضحية والايثار والفروسية والاخلاص وكل معاني النقاء الانساني.. والتي اجتمعت في شخص الحسين واله وصحبه وتضحياتهم التي سطرت اكبر واعظم تراجيديا ومأساة شارك فيها الشيخ الصحابي حبيب بن مظاهر الاسدي والفتى القاسم بن الحسن وابن الحسين الشاب شبيه رسول الله علي الاكبر والمهتدي توا طريق اهل البيت عليهم السلام زهير بن القين والقائد العسكري التائب الحر بن يزيد الرياحي والعبد الاسود جون والاخ العظيم بوفائه وشجاعته العباس بن علي وصوت الثورة الاعلامي الذي مثلته زينب ابنة علي بن ابي طالب والامام زين العابدين وسيد الساجدين في مسيرة السبي والمواجهة مع طاغية الكوفة عبيد الله بن زياد واعوانه وطاغية الشام يزيد بن معاوية وحكومته وجنده. ولذلك اصبح الحسين وثورته ملكا للانسانية ومعلما لها درس النضال في سبيل احقاق الحق والعدل وترسيخ قيم الكرامة الانسانية. وهذا هو السبب الذي يكمن وراء تأكيدات النبي (ص) وائمة اهل البيت (ع) ربط الناس بالحسين حبا وزيارة وذكرا له دائما لانهم بذكره وحبه ستطهر ارواحهم.. لان من احب حسينا فقد احبه الله كما يقول النبي (ص) ولكن كيف يتحقق حب الله لمحب الحسين؟ الجواب لان من احبه الله فقد اصعده ورقاه مدارج الكمال الانساني. من احب حسينا احب التضحية والفداء والحق والعدل والكرامة والحرية، وكره الظلم والقهر والعبودية والرضوخ لمتطلبات الحياة الدنيا من سلطة وسلطان وفخر وجاه ومال وضياع ونساء على حساب الكرامة والعزة والعدل والحرية. وعندئذ يدخل هذا الذي يحب حسينا بهذا المعنى الذي خططت له رسالة السماء، يدخل في عداد من احبهم الله بما توفروا عليه بحب الحسين حب المعاني والقيم الانسانية.. وكلما امعنوا في حب الحسين كلما انصهروا اكثر واكثر في المباديء والقيم التي ضحى من اجلها الحسين، تلكم هي كيمياء الثورة الحسينية واثرها وتأثيرها العظيم ولذلك طالما خشيها الطغاة وخافوها. خالدة هي ثورة الامام الحسين لانها تمثل اسطع واظهر مثال للصراع بين الحق والباطل في تاريخ البشرية... الحق الذي تجلى في الحسين وال الحسين واصحاب الحسين الذين ضربوا اسمى واروع امثلة الفداء والتضحية والايثار والفروسية والاخلاص والنبل والمروءة والنقاء الثوري الانساني، والباطل الذي تعرت فيه وانفضحت كل جوانب الخسة والشر والقبح والدناءة والاجرام عند طفاة بني امية واذنابهم. خالدة هي ثورة الامام الحسين لانها قدمت لنا درسا بليغا في قوة الحق مهما قل ناصروه وان الانحراف والطغيان مهما بلغا احط الدرجات وامتلكا اقوى السلاح يمكن ان يقابلهما ويواجههما الحق بالكلمة والدم فينتصرا عليهما بالقوة والفعل مهما طال الزمن، ان قانون الله: الزبد يذهب جفاءا وما ينفع الناس يمكث في الارض. خالدة هي ثورة الامام الحسين لانها ابرزت ملامح ونفسيات قطبي الصراع باجلى صورها فنجد حب الانسان والرحمة والرأفة عند الحسين واهله وصحبه بلغت شأواً بعيدا حتى دفعت الحسين ان يبكي على قاتليه، فيما يرتسم في الجانب الاخر الحقد والكراهية لينحر الرضيع ويقطع الرؤوس كما يفعل احفادهم الدواعش اليوم. خالدة هي ثورة الامام الحسين لانها تستثير الشعور الانساني المظلوم المجروح الحزين في عالم اليوم والامس وحيث يجد مظلوموا العالم ومقهوروه العزاء والسلوى في الحسين الذي يقول لهم: انا مثلكم مظلوم ومجروح ومقهور وحزين... ولنا ان نفهم بعد ذلك لماذا العراقيون اكثر شعوب الارض التصاقا بالحسين لا لخصوصية المكان فحسب ولكن خصوصية المأساة التي تتكرر معهم في التاريخ فيجدون في الحسين انفسهم فينفجرون حبا لهم ويحومون تحت جناحيه. ليس العراقيون فحسب في تاريخهم القديم والحديث بل كل المظلومين والمعذبين والمقهورين في الارض قديما وحديثا واليوم كذلك يجدون عزاءهم في الحسين وتضحياته وثورته كالشعب البحريني المظلوم وشعب الاحساء والقطيف واليمنيين الذين تتساقط عليهم حمم الموت السعودي والفلسطينيين قبل ذلك ومنذ قرن تقريبا في مواجهة غير متكافئة مع الصهيونية.. هؤلاء جميعا يستعيدون بمواجهة حكامهم الطغاة صورة عاشوراء جلية واضحة افلا ينتسبون اليها ويغترفون من ملحمتها الصبر والصمود وشعار (هيهات منا الذلة) كما فعل الايرانيون بالامس القريب في مواجهة طاغوتهم بمظاهراتهم السلمية وصدح حناجرهم الحسينية حتى اسقطوا الطاغوت بها وباشارات قبضاتهم الحسينية وقال قائد ثورتهم العظيم الامام الخميني (كل ما عندنا من عاشوراء). وحتى بالامس الابعد ها هو المهاتما غاندي اعتمد منطق الثورة الحسينية متكأً وفلسفة لثورة الشعب الهندي السلمية التحررية من نير خمسة قرون من الاستعمار البريطاني عندما قال (علمني الحسين كيف اكون مظلوما فانتصر). خالدة هي ثورة الامام الحسين لانها رفعت شعار الاصلاح وحقوق الانسان والحرية والكرامة منذ اول انطلاقتها باعلان الامام الحسين هدفها الاصلاحي (ما خرجت الا لطلب الاصلاح في امة جدي) وهو ما يحتاجه الناس دائما في حياتهم، لان الاصلاح في منطق الحسين يعني الحرية والكرامة والعدالة وارساء الحقوق وليس من غنى للناس عنها في اي زمان ومكان. خالدة هي ثورة الامام الحسين لانها ثورة ممتدة في الزمان والمكان حتى يرث الله الارض ومن عليها الصالحين كما وعدهم. لم تكن ثورة انية ارادت اسقاط وتحجيم يزيد عصرها... لان ما ضحى من اجله الحسين ذو قيمة ابدية... انه لم يصارع يزيد عصره الشخصي فحسب بل صارع وحارب يزيد النوع.. كل يزيديي العصور... فحيث يوجد يزيد يوجد الحسين اذا ما وجد الانسان.. وهذا هو درس الثورة التاريخي. .................... وتبقى ثمة كلمات من قاموس الثورة الحسينية لنا نحن جميعنا، نحن ادعياء الحب للحسين وثورته: - ان تكون حسينيا فانت بالضرورة لا تمارس ظلما للاخرين وتعديا على حقوقهم. - ان تكون حسينيا فانت بالضرورة تحب الخير للاخرين والرأفة والرحمة بهم. - ان تكون حسينيا فانت بالضرورة تأخذ جانب الحق والعدل والانصاف وترفض الظلم والطغيان في اي زمان ومكان. - ان تكون حسينيا فانت بالضرورة تجاهد ما وسعك الامر لطلب الاصلاح محاربا الفساد والتخريب بكل اشكالهما. - ان تكون حسينيا فانت بالضرورة مع المظلومين المستضعفين في كل مكان وزمان وضد الطغاة والظالمين في كل مكان وزمان. - ان تكون حسينيا فانت بالضرورة عزيزا كريما لا تستذلك وتستعبدك المصالح والمناصب والاموال ومتاعات الدنيا الاخرى. - ان تكون حسينيا فانت بالضرورة الانسان الذي اراده الله خليفة الارض.

افنكون كذلك، نحن ادعياء الحب للحسين الشهيد وثورته العظيمة؟ّ! الاسئلة موجهة الينا اساساً.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.52491
Total : 101