واحدة من اهم ركائز الاصلاح التحتية في العملية السياسية انشاء جيل سياسي جديد غير هذا الجيل العجوز الذي يكاد يفشل في إدارة البلاد او على اقل تقدير لم يفلح في صناعة عملية سياسية رشيدة وراح ينشغل ملهوفا في صراعات المعارضة اكثر ماينشغل في صناعة الدولة-مؤسسات وأفراد وقوانين-وقضى وقتا طويلا يبحث عن الأزمات وتدويرها وتوسيعها وتعريضها ومدها جيل يتغذى الأزمة ويعترض على الصراع.
قد يكون هذا الكلام قاسيا الى حد ما، لكنه الواقع الذي اثبته تجربة ١٣ عاما، فعلى الرغم انه في اغلب الأحيان ترمي الأحزاب المؤسسة للعملية السياسية كرة الفشل من ملعب الى اخر تبقى النتيجة العريضة ان طيفا واسعا من المواطنين غير راضين على الأداء العجوري للكتل السياسية.
يزعل بعض النواب والقادة الكبار في العملية السياسية عندما نوجه لهم تهمة الفشل في بناء الدولة، ويعتقدون ان ذلك استهدافا لهم او تنكيلا لنشاطهم ، لكن الواقع عكس مايعتقدون هو إثبات حالة الفشل التي يخفيها عنهم الحوار والمتملقون وماسحي الاكتاف الذين يصورون الليل نهارا والنهار ليلا.
لايعني أبدا ان فوز حزب ما او جماعة معينة في الانتخابات هو دليل على رضا الناس او اقتناعها باداء ذلك الحزب، بل يمكن قراءة ذلك من زاوية نقدية اخرى وهو غياب البديل الاصلاحي وغياب العقل السياسي الشبابي الذي لإيجلب عقد المعارضة الى عقد السلطة ولاينقل ازماتها الى كرسي الحكم.
يمتنع القادة المعارضون في الدول التي أخذت شطرا من التجارب الديمقراطي عن الانخراط في العمل السلطوي لأنهم يخافون من الفشل ويخافون من ظلم المعارضين لكن هذا لايحدث بطبيعة الحال في العراق او حتى في البلدان الشرق الاوسطية التي اعتادت على أنظمة العقل الاحادي او العقل الإقصائي او العقل الاجتثاثي الذي لايؤمن بالحوار المختلف او حوار حوار الأطراف.
صحيح، ان ١٣عاما من الدروس العرجاء للديمقراطية لاتكفي في انشاء عملية سياسية ناضجة او على الأقل التي نطمح اليها، لكن بداية الاصلاح السعي لإنشاء جيل سياسي شاب تصنعه صناديق الاقتراع يختلف عن الجيل الحالي الذي عنده ترسبات طائفية ومناطقية وقومية، الجيل السياسي الشاب هو وحده الغيره من يعالج الأخطاء الغليظة والكبيرة للجيل السياسي العجوز الذي اختصر الوطن الى طائفة واختصر الطائفة الى مجاميع واختصر المجاميع الى عشيرة واختصر العشيرة الى عوائل وخنق في حضنه المواطنة حتى تفككت وماتت... وداعا للشياب واهلا للشباب الذي لايحملون الا هم الوطن ولايولون وجهوهم الى الشرق او الى الغرب!
مقالات اخرى للكاتب