إحتلال أي جزء من الوطن هو جرح بعمق الأرض... فكيف إذا كان المحتل هو شراذم خارجية إرهابية ؟وكيف إذا كان الجزء المحتل هو مدينة عراقية عريقة متعددة المكونات بحجم الموصل ؟ هذا الجرح عانى ويعاني منه كل عراقيّ شريف ولغزه وتفاصيل أسراره تقلق الجميع...ولكنّه أشدُّ إيلاما على منتسبي المؤسسة العسكرية بأعتبارها المسؤولة عن حماية حدود الوطن أولا... وثانيا هو وقوعها ضحية لمجموعة من القادة المتآمرين والسياسيين المتاجرين بسمعة العراق وأرضه .ثالثا عدم إتخاذ أي إجراء تحقيقي مع المسؤولين عن قيادة العمليات العسكرية وتحديد المتهمين الحقيقيين بهذه الكارثة..وهذا أمرٌ لم تألفه أية دولة في العالم ولاتقرّه كل قوانين السماء والأرض....كنّا نأمل من الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور العبادي أن تتخذ إجراءا سريعا لكشف المسؤولين عن كارثة إحتلال الموصل خصوصا وأن ابطالها لازالوا داخل العراق ويتمتعون بمناصب ورتب مختلفة في دولة العبادي..سمعة الجيش العراقي وسمعة القضاء مرهونة بكشف المتآمرين خصوصا وأن القائد العام للقوات المسلحة السابق السيد نوري المالكي قد أدلى بتصريحات خطيرة أثناء زيارته الى محافظة الناصرية ...وهذا نص التصريح من شبكة أخبار الناصرية ( قال النائب الاول لرئيس الجمهورية نوري المالكي اليوم ان سقوط الموصل كان نتجية مؤامرة ، وان الجيش العراقي لم ينكسر هناك بل انسحب بموجب اتفاق بين جهات معينة لم يسمها .
وذكر المالكي خلال مؤتمر صحافي عقد هنا اليوم ان " الجيش في الموصل لم يقاتل ولم يحصل اي اشتباك مع عصابات داعش هناك ، وان الذي جرى هو اتفاق مسبق وضع في غرفة عمليات مشتركة بين جهات سياسية لاسقاط المدينة " .
وتابع " ان قسم من الوحدات العسكرية والقادة العسكريين انسحبوا قبل ليلة من هجوم داعش بموجب اتفاق مدبر ، واخرون انسحبوا اثتاء الهجوم ، حيث انسحب من عدد من الفرق نحو 45٪ من عديد قواتها ، واخرى انسحب منها 90٪ ".
ولم يكشف المالكي عن الجهات المتورطة بتلك المؤامرة مكتفيا بالاشارة الى انهم نفسهم الذين كانوا يصفون الجيش بالصفوي والشيعي والطائفي )على القضاء العراقي أن يعتمد هذه التصريحات ورقة إتهام صريحة وان يستدعي المالكي للإفصاح عن أسماء أصحابها ومن هي الجهة المتآمرة ؟ ومن هم الذين إتفقوا في غرفة عمليات مشتركة ؟ وما هو دورك أنت كقائد عام للقوات المسلحة ؟ أسئلة كثيرة قطعا إجاباتها في صدر المالكي يجب على القضاء ان يتابع التحقيق فيها لكي يُرفع الحيف عن عموم المؤسسة العسكرية التي كان المالكي يترأسها والتي أتهمت بالتخاذل والجبن..ولا يكفِ إحالة بضعة أشخاص على التقاعد ممن بلغوا السن التقاعدية .. عملية طمطمة وذر الرماد في العيون ...الشعب ومنتسبوالمؤسسة العسكرية يريدون سماع إفادات للشهود أو المتهمين وليس إحالتهم على التقاعد وتهريبهم الى دول الجوار؟ المالكي تحدث عن مؤامرة في بداية سقوط الموصل قال بالحرف الواحد هناك مؤامرة وتواطيء وخيانة وأكيد بصفته قائد عام للقوات المسلحة لابد وان كلامه يستند على أدلة وقرائن فلماذا لايكشف الأمور ويضع النقاط على الحروف على الأقل لاتتكرر مثل هذه المهازل ... وحتى يتبين الأمر لذوي الضحايا والمغدورين في سبايكر وغيرها ..لابد ان تُكشف أسماء المتورطين الذين أشار لهم القائد العام للقوات المسلحة السابق ...فماذا يريد المدعي العام أكثر من هذا الأعتراف ؟وماذا ينتظر؟ عدم إجراء محاكمات علنية للمسؤولين على الكارثة هو مؤامرة على الشعب لاتقل عن جرم المتآمرين مع الدواعش ..وعلى الشعب تقع مسؤولية متابعة قضاياهم والضغط على القضاء العراقي ليمارس دوره الشرعي والأخلاقي... يكفي تلاعب بالألفاظ وتجارة بمشاعر وعواطف البسطاء لتغطّوا فشلكم وتخاذلكم
مقالات اخرى للكاتب